العربي الأشهر في الخدع البصرية يفسر عروضه بعيداً عن الجن والسحر

أحمد البايض: سأخفي الهرم أمام أعين الناس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبوظبي- محمد الأنصاري

جدّد الفنان السعودي أحمد البايض رائد الخدع البصرية في العالم العربي تحديه للعالم بإخفاء أحد أهرام الجيزة المصرية عن الأنظار، ودعا كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية لهذا الحدث المثير؛ وأشار البايض إلى أن مفاوضات شريكه ومدير أعماله يوسف حرب مع الجانب المصري المختص وصلت إلى مراحل متقدمة لإقامة هذا الحدث الذي يتوقع أن يجري منتصف العام المقبل، وكشف البايض أن هذا المشروع يعتبر قمة أحلامه في عالم الخدع البصرية منذ أن أطلقه قبل عدة سنوات، وأن المبلغ الذي سيتلقاه يقارب «مليون دولار أميركي».أشار البايض إلى أنه يرفض وصف الأعمال التي يقوم بها بأنها أعمال سحرية أو أن لها صلة من قريب أو بعيد بعالم «الجن» والشعوذة، وأضاف: هو فن للخدع البصرية وخفة اليد والفيزياء، وهو معروف لدى الموهوبين في أنحاء العالم الذين ينتمون جميعهم لمدرسة رائد هذا الفن الممثل والمخرج الهنغاري هاري هوديني الذي استطاع تأسيس هذا الفن بعيداً عن المدرسة الأخرى لما يعرف بالروحانيين أو المشعوذين والسحرة، وأنا لستُ مضطراً لتفسير كل خدعة بصرية أو فيزيائية أقوم بها للجمهور، لأن ذلك يفقد تلك الخدع روح المتعة والإثارة التي تعتبر الهدف من وراء إقامتها.قام أحمد البايض أثناء وجوده الأسبوع الماضي في قناة أبوظبي الإمارات بإدهاش جمهور المشاهدين ممن تابع حلقة برنامج «هلا وغلا» الذي تقدمه نادية بركات وتعده نوال نصر وينتجه غدي ياغي؛ فقام بتنفيذ عشرات من الخدع البصرية على الهواء مباشرة بأوراق «الكوتشينة» وطي وتحويل مجموعة شوكات معدنية إلى أشكال مختلفة، كما قام بتنفيذ خدعة تعتبر الأغرب من بين الخدع التي قام بها داخل الاستديو بدهشة فريق الإعداد والتصوير في البرنامج، حين قام برفع طاولة خشبية في الهواء عبر ملامسة قطعة القماش التي تغطيها، الأمر الذي كثّف الاتصالات على البرنامج من قبل عشرات المشاهدين، «الحواس الخمس» كان حاضراً تسجيل الحلقة التي بثت على الهواء مباشرة وتابع الحوار بين البايض ونادية بركات.

طفولة واعدة

أعرب أحمد البايض في بداية حديثه عن أمله بأن يجري تفسير ما يقوم به من أعمال في إطار الخدع البصرية المتعلقة بالفيزياء وألا يجري وصفها بالأعمال السحرية، وأضاف: كان استقراري في لندن منذ طفولتي، ولقد كنت بعمر 5 سنوات حين بدأت لدي موهبة الخدع البصرية والمقالب التي كنت أمارسها بصورة عفوية دون دراسة، وبعد أن بلغت سن المراهقة اتجهت لدراسة علم الخدع البصرية والإخفاء وفك القيود وغيرها من الخدع عبر عدة أشخاص ومصادر، ومن أبرزها كتب وخدع الرائد الأول في هذا الفن العلمي هاري هوديني الذي ينهل منه جميع هواة هذا الفن في العالم ومنهم العالمي كوبرفيلد الذي أكن له الاحترام والتقدير، وأرفض التسمية التي أطلقها البعض علي بوصفي كوبرفيلد العرب، لأنها تقلل من شأني فلكل منا الستايل والأسلوب الخاص في ممارسة خدعه، فأنا أمارس هذا الفن بصورة تختلف عنه، لأنني أعتقد أن لا جدوى من التشابه في ممارسة الخدع، وكما أن كوبرفيلد قام بإخفاء تمثال الحرية عبر خدعة بصرية عن الأنظار فإنني أطمح - لا من باب التحدي- إلى تنفيذ مشروعي بإخفاء أحد أهرامات الجيزة المصرية الشهيرة، وأنا مستعد لهذا المشروع منذ فترة، وبما يتعلق بعملية الزوايا الهندسية للحدث فسأقوم بوضع الكاميرات التلفزيونية والفوتوغرافية باتجاهات معينة وللإضاءة وانعكاسها دور كبير في ممارسة خدعة الإخفاء، وتعتبر الكاميرا أصعب من العين البشرية العادية لأنها تمتلك حساسية أكبر، وهذا ما سأقوم به أمامها.

من لاس فيجاس إلى السعودية

بزغ اسم أحمد البايض في عالم فن الخدع البصرية في الولايات المتحدة وبريطانيا أولاً، فعرفته قاعات العرض في لاس فيجاس ولوس أنجلوس، وقام بممارسة العديد من العروض، ويتذكره جمهور أميركا بأنه أحد الأوائل بممارسة ما يعرف تطيير أوراق الكوتشينة في الهواء الطلق بصورة مباشرة أمام الجمهور، إلا أنه آثر العودة إلى العالم العربي وبلده الأم المملكة السعودية، حيث قام بتنفيذ عدة عروض هناك ومنها انتقل إلى لبنان ومصر والمغرب وغيرها من البلدان العربية، حيث أثار إعجاب الملايين من المشاهدين، ويفسر البايض انتقاله للعالم العربي بقوله: لقد صنعتُ لي اسماً جيداً في الغرب، إلا أنني قررتُ العودة للسعودية والعالم العربي لأن هذه المنطقة تفتقر لهذا النوع من العروض الممتعة، ولم أواجه أي اعتراض اجتماعي في السعودية بعد أن عرف الناس أنني لا أدعي السحر والشعوذة وتسخير الجن، ولقد كان طموحي ولا زال يتعلق بتأسيس معهد للموهوبين العرب، لأنني أعتقد أن كل إنسان يولد ومعه موهبة معينة منحها الله له، ولكن البعض يأتي إلى هذه الدنيا ويرحل عنها دون أن يعرف ماهية تلك الموهبة، ولقد أسستُ أول مسرح لعروض الخدع البصرية في السعودية برفقة زميلي وصديقي عبد العزيز عيسى ووجدنا تجاوباً من الناس.

حوادث خطيرة

نفى البايض أن يكون في مجال تنافس مع مواطنه السعودي ممدوح المرزوقي أو كوبرفيلد أو غيرهما من ممارسي فن الخدع البصرية، ولكل محترف خطه الخاص، وأن منافسه الوحيد هو ذاته التي يحاول أن يبلغ بها الأوج في عالم الخدع البصرية، كما نفى البايض أن يكون اختراق وتخريب موقعه الإلكتروني عدة مرات ناتجا عن عداوات معينة في الوسط الذي يحترفه، وعزا ذلك إلى ممارسة بعض هواة القرصنة من المراهقين عملية التخريب تلك، ولقد تعرض البايض إلى حوادث مؤلمة أثناء ممارسته للعروض ويذكر منها: لقد كانت أول حادثة تعرضت لها عام 2001، حيث كسرت مجموعة من أصابع يدي أثناء التدريب على خدعة خطرة، وتوقفت عن العمل لفترة طويلة، وفي عام 2007 تعرضت لإصابة خطيرة أثناء التدريب، ولكنني نهضتُ منها لأنني أعتقد أن الحياة دون النهوض من العثرات مرة تلو أخرى ودون المجازفة لا طعم لها، وأحلم حالياً بتنفيذ بعض الخدع في مجال السينما، كما أنني أرفض الاحتكار من أي مؤسسة فنية أو غيرها.

يحوّل إلى دولارات

مارس أحمد البايض -كما أسلفنا- مجموعة من الخدع البصرية داخل استديو البث، فقام بطي الشوكات والملاعق المعدنية بصورة أدهشت الجميع، كما قام بتنفيذ عدة خدع على ورق الكوتشينة والنقود المعدنية بصورة جميلة مبهرة، وانتقلت الكاميرات في الاستديو إلى ما تحت وما فوق الطاولة التي قام برفعها في الهواء -وشاركته لاحقاً المذيعة نادية بركات- حيث قام برفع الطاولة عن طريق ملامسة أطراف قطعة القماش التي تغطيها، وكان ختام الحلقة هو الأكثر دهشة على طاقم التصوير والمشاهدين حيث قام أمام العدسات بتحويل -لا عن طريق ويسترن يونيون- 10 أوراق من فئة 100 درهم إماراتي إلى نظيراتها من الدولارات الأميركية.

Email