قصيدة الضـــاد

شعر: د.عارف الشيخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

قِفـا وَدّعا عَهــداً بــ«دارة جُلجُل»

قـِفـــــا فالمُنادي قد دَعـا للتحَـــوُّل

قِفا وانظـُـرا كيف الحيــاة تبـَـدّلت

فـلا «تيمُ تيمٌ» لا ولا بنتُ «نَهشلِ»

قِفـا ثمّ قــُولا للّــذي حَطّ رَحلــَــه

ترَحَّـلْ فلـيس الـوقتُ وقتَ الـتنـَـزّل

 

رَعى اللهُ يوماً عشتُ في ظلّ «قــُطرُبٍ»

وُأسقِيتُ خمراً من قـَوافي «السَمَوأل»

غـداة َرأيتُ الضــــادَ عــِـــزّاً ومَنعــَـة

و«سُحبـانُ» كان الفتحَ لا زرُّ «جُوجَل»

نعَم كان للقـــاموس عِطرٌ أشمُّه

و«عينُ الفـَــراهِيــْـديِّ» يُدعى بــِـأوّل

و«للأصمعيِّ» كان فينـــا مَكانةٌ

يروحُ ويغــْــدو بالَصفيـــــر كبُلبــُـــل

وكان إلى عهــدٍ قريب يروق لي

بأنْ أجعـــلَ الفـُصحــى أداةً لـِمِقـْـوَلي

إلى أن أتى العهـدُ الـذي فيه أزدَهي

بلـُكنـة أقـــوامٍ كـ«سِيْركٍ وسِيكَل»

و«سَيّفْ وجـَـرّجْ» ثم «بنكٌ ومُوترٌ»

وقـد ُبدّلت «مِسحاةُ» جهراً بـ«شِيوَلِ»

 

بني عُــرْبنـــــا إنــي أحبُّ بــَـداوة

وأعشقها عشقَ الشِتـــاء لِـ«مَنقـل»

وأهــْـوى ثقــافاتِ الشعوب جميعَها

وأرغبُ في التجـــديد دون تـَنصُّــــلِ

و«تِكنـُلوُجي» العصرِ الحـديث أجـِلّهُ

به قـــد وصلنـا للكــواكب في عَــل

صعــِدنا لـ«مِـرّيخ» بعـَـزم شبـابنا

عُكوفـــاً به صَحبـي بغيــــر تمَلمُـل

 

أحبُّ أجــــاري كلَّ لــونٍ ومَذهـَـب

تســَــامُحُ شـــأني أشرئبُّ لأمثـــَـل

ولكنَّ لي نفساً تتـــُـوق لِعـــَـــودة

إلى ضـادِ أجــــداد بـِوادي عَـقـنقَـل

أحبُّ امتهــانَ النسج في كلّ صَنعة

ولكنْ بأقـلامي وطِرسي ومِغـــْــزلي

أنا اليعـْـــرُبيُّ في النهـــــاية مُسلمٌ

ولستُ عن الدَهنـــاء يوماً بـِمَعــزِل

أنا الضـادُ بي القرآنُ أصبح ناطِقـاً

كآخــــــر كُتـْبٍ للهـــــداية مُنــْـزَل

 

بني عُـرْبنــا في المَشرقين تحيـّـة

لكُم من بنينــا في جنـوبٍ وشَمْأل

لـ«عَـدنانَ» مع «قحطـانَ» مَجـدٌ مُؤثـّلٌ

بنتـهُ جــُدودي عبرَ ذاك التسلسُل

بــه كم تفـــاخــَرنا إلــى أن رأيتــُه

وقـد غشِيتها اليومَ سُحبُ «التـَرَلّلِ»؟

مَناهِجُنــا في مَشرق بل ومَغـربٍ

خلت من كِفـاياتٍ شكَت من ترَهُّــل

بيــوتٌ تعــَـرّت من لِســـان بَنيِّها

لغـــاتٌ غــزت أسواقـَنا بالتـوغــُّـل

وأجـْـواؤنا ماجت بلوثــَـاتِ عالـَم

فهل بعـدَ هـذا الزحفِ غزوٌ سَينسلي؟

 

أنا اليوم في ظل التنــُّـوع أرتـدي

تنافـــرَ أمـواج على البَحر جُفــَّـلِ

بُليتُ بتغــــريبٍ ولستُ مُخيّـَـــراً

جــرى قــدرٌ والليــلُ يُرخي لِيبتـلي

رضيتُ بـتغييـــرٍ ولبّيتُ دعـــــوةً

لـ«فـارس ِعُرب» إنه اليومَ لِي وَلِي

لـه الطاعـةُ العميـــاءُ مِنــّا لأننــا

وجدناهُ هيــّـاباً شبيهـاً بمُرســَـل

نعــَـم كل آتٍ من لــَـدُنــْــهُ مُحبَّبٌ

هو الأملُ المَرجُـوّ في عالَم خَلِي

 

«أبوراشـدٍ» يرعَى التفـَوقَ والحِجا

«جـوائزَ» يعطي في سُهول وأجبُلِ

و«مُعجـَـمُه» الآتي يشـُـق طـريقــَه

إلى النـور في وقتٍ قريب سيَعتلي

و«سلطانُ» أهدى للعـُروبة «مُعجما»

أنـار دروبَ المُحْدَثِين كمِشعــل

لِـ«سلطانَ» في دنيا الثقافة بَصمَة

سيزهُو بها التاريخ في كلّ مَحفِل

 

«إماراتُ» خير «زايدٌ» شاد حُسنـَها

«إماراتُ» هيـّا فانقلِينــا لأجمـَـل

و«بو خالدٍ» في «الوَصل» جمعةُ ماجدٍ

وصِيلٌ لضادٍ «وصلـُه» خير مَعقِل

فمَرحىً به بالبـــذل يرعى تراثـنــــا

ويرعـــَـى بحُبٍّ دُورَ عِلـمٍ كَمَنحـَـل

وأهلاً بمن قد جـاء ُيثـري اجتماعـَنا

«دبيُّ» لِمن يهوى الغِـنا أرضُ مَوصِلِ

 

 

Email