شما بنت محمد بن خالد تستضيف نخبة من المفكرين في حوار حول تأخر العقل العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان أن العالم وصل اليوم لمرحلة لا يمكن أن يبقى فيه العقل داخل الصندوق المغلق، ولا يمكن مع هذا التطور في التكنولوجيا وفي الفكر المنفتح على العالم أن نبقى في حالة من الجمود الفكري، حيث لا حدود ولا سقف للفكر، وكلما حلّقنا بأفكارنا، أضاف لنا ولغيرنا قيماً ثقافية وقيمية تسهم في بناء حياة أفضل للجميع.

جاء ذلك خلال حوار ثقافي استضافت عبره نخبة من المفكرين أمثال: أ. د. جمال محمد مقابلة، ود. محمد سالم، ود. عماد الزبن، وأ. معاذ بني عامر، وأ. أمجد الفيومي، في حوار مفتوح حول مساحات الجدل التي دارت وما زالت تدور حول تأخر العقل العربي عن مواكبة الحضارة الحديثة بعد أن كانت الحضارة العربية ملهمة للعالم.

وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد: «كثيراً ما كنت أقرأ عن ذلك الجدل الذي يدور حول الإمام الغزالي ما بين اتهام بأنه كان سبباً مباشراً لنكبة العقل العربي والقضاء على الفلسفة الإسلامية بكتابه (تهافت الفلاسفة)، وبين تعظيم دوره في إحياء الدين الإسلامي بكتابه (إحياء علوم الدين) وكنت أتوقف وأسأل نفسي سؤالاً، وأعيد طرحه عليكم: هل يمكن أن نحمل فرداً واحداً وزر انهيار تفوق حضارة كاملة؟ دائماً كان يشغلني لماذا لا نمتلك فلاسفة أصحاب مدارس فلسفية حقيقية منذ زمن بعيد؟ هل ما فكر به الغزالي والذي بثه حول الفلسفة والفلاسفة هو السبب؟ ولكن بعد الغزالي كان هناك ابن رشد والملقب (بالشارح الأعظم) والذي فند أفكار الغزالي في كتابه (تهافت التهافت) وقدم للعقل وقتها شحنة حياة قوية، وكون مدرسة فلسفية حقيقية أثرت في صحوة الغرب من غفوة القرون الوسطى، وساهمت بآثاره الفكرية وشروحاته لأرسطو في الكثير من الفلاسفة الغربيين».

كما أوضحت أنها كانت تحضرها دهشة أسئلة أخرى: لماذا كان أثر ابن رشد في الثقافة الغربية أعظم من أثره في الثقافة العربية والإسلامية؟ ولماذا كان أثر الغزالي أعظم من أثر ابن رشد في ثقافتنا العربية والإسلامية؟ وأضافت حين نكون في معية الفلسفة والمفكرين تكون الأسئلة حاضرة، وتصبح عماد الحوار.


حوار أم معركة

من جانبه، تساءل أ. د. جمال محمد مقابلة عن معركة الحوار الذي دار بين الغزالي وابن رشد، فهل نقول إن هذا الحوار بين الفيلسوفين؟ وهل هو حوار أم معركة؟ وهل هو جدل بين عقل واحد في حضارة واحدة وثقافة واحدة؟ أم هو جدال بين عقليتين استشرافيتين مختلفتين؟ أم هي التحليلات العلمية والعقلية والشطحات والصراعات الأيديولوجية التي ستقفز من تصميم العنوان، إلى مشكلاتنا في الوقت الذي نعيش فيه؟ وأوضح أن الغزالي فيلسوف كبير بغض النظر عما إذا كان يتبع منهج علماء الكلام. وقدم تجربة يمكن أن يعتد بها وأن تدرس في كل جامعات العالم وربما يشكل شيئاً في وعينا، وربما يؤثر في مرحلة من مراحل تاريخنا.


تباين

وكان الحوار بين الضيوف ينزع نحو التباين المتوافق على قيمة كل الشخصيتين في التاريخ الثقافي للمجتمع العربي الإسلامي كما كشف الحوار عن محاولة التوافق ما بين نزوع الفيلسوف إلى العقل والمنطق ونزوع الفقيه إلى التسليم بيقين المفاهيم النسقية للدين في إطار فقهي إيماني وقدم كل من الحضور رؤيته حول دور الغزالي وابن رشد في تاريخ العقل العربي الإسلامي ومستقبل هذا العقل الذي هو قاطرتنا للخروج من الصندوق المغلق إلى الحضارة والحداثة والالتحاق بالإنسانية في رحلتها نحو المستقبل.

 

Email