هيئة الشارقة للآثار تنظم محاضرة حول إدارة التراث المادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة افتراضية بعنوان «إدارة التراث المادي والتوثيق والحفظ والإتاحة»، تحدث فيها الدكتور رضوان عبد الراضي، أستاذ الآثار المصرية المساعد، في كلية الآثار بجامعة أسوان، مؤسس ومدير مركز حضارة وتراث أسوان بجامعة أسوان، عن التراث عموماً، وأنماطه، وتقسيم أنواع التراث، وأهميته وقيمته وحمايته والحفاظ عليه. 

جاء تنظيم المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرات العلمية الأسبوعية المتخصصة التي تنظمها الهيئة في إطار نشر الوعي بترميم وصيانة الآثار، والتعريف بالآثار ومكانتها وقيمتها، وتجاوز عدد الحضور 150 مُشاركاً من المُهتمين بالحفاظ على الآثار من داخل الدولة وخارجها.

وفي التفاصيل، قال الدكتور رضوان عبد الراضي: «إن هناك تعريفات عدة للتراث، مشيراً إلى أن من بين أبرز تلك التعريفات، أن التراث هو خلاصة ما خلّفته أو ورّثته الأجيال السالفة للأجيال الحالية، وهو ما خلّفه الأجداد لكي يكون عبرة من الماضي، ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليعبروا به من الحاضر إلى المستقبل، وهو أيضاً مجموعة كاملة من التقاليد الموروثة والآثار والثقافة، وما ينبثق عنها من الأنشطة المعاصرة والمضامين والسلوكيات، وهو بجميع أنواعه يمثل جزءاً أساسياً من الحاضر المعاش والمستقبل الذي سيتم بناؤه، حيث ينتقل التراث من جيل إلى جيل». 

أنماط التراث

تطرق الدكتور عبد الراضي في محاضرته إلى أنماط التراث، لافتاً إلى أن اليونسكو وضعت في العام 2002م، (العام الذي خصصته الأمم المتحدة للتراث الثقافي) قائمة لأنماط التراث الثقافي، بمعنى تصنيف الموضوعات والأماكن والممارسات التي يعتبرها الناس ذات قيمة تراثية، مثل:

مواقع التراث الثقافي، المدن التاريخية، المناظر الطبيعية الثقافية، المواقع الطبيعية المقدسة، التراث الثقافي المغمور بالمياه، المتاحف، الحرف اليدوية، التراث الوثائقي والرقمي، التراث السينمائي، الموسيقى والأغاني، تقاليد الطهي، الرياضة والألعاب الشعبية، وغيرها.

أنواع التراث

أشار الدكتور عبد الراضي إلى أن اليونسكو، وكذلك خبراء التراث، قسموا التراث إلى نوعين أساسيين، هما: التراث المادي، والتراث اللامادي، ولفت إلى أن التراث المادي، هو التراث الذي يشمل القطع الأثرية، المعالم والمباني، الأعمال واللوحات الفنية والزخارف، بمعنى كل ما هو مادي ملموس، ومنه أيضاً التراث الطبيعي، الذي يشمل المتنزهات الوطنية، المناطق البحرية المحمية، المحميات الخاصة، الحدائق النباتية، موائل الحيوانات والنباتات، والمواقع الجيولوجية.

وتابع: «أما التراث اللامادي، فهو التراث الثقافي الشعبي أو المعنوي والمحسوس، وغالباً يتكون من العادات والتقاليد وما يعبر عنه الناس من آراء وأفكار ومشاعر، يتناقلونها جيلاً بعد جيل، مثل العادات، التقاليد، الحرف، الأزياء، الطعام، الشراب، الموسيقى، الأغاني، الرقص، الأعياد، والاحتفالات». 

وأضاف: «هو أيضاً الممارسات، التصورات، أشكال التعبير، المعارف، المهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، وأوضح أن الأهم في هذا النوع من التراث، هو التوازن بين الأصالة والمعاصرة، بمعنى الجمع بين ما هو تقليدي قديم، وحديث في الوقت نفسه، ولا يتعارض مع التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في تنميته وتطويره».

قيمة وأهمية

أكد الدكتور رضوان في محاضرته أهمية وقيمة التراث، فهو هوية الشعوب والأمم، والمانع من الذوبان في هوية وشخصية الآخر، وهو تاريخ وحضارة واقتصاد وتنمية، ويتميز بقيمته الوطنية والمستقبلية والإنسانية والعالمية والحضارية، وكذلك الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن من الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني العمل على حماية وصون التراث والحفاظ عليه، لافتاً إلى توصيات اليونسكو بخصوص ذلك، والواجب المترتب على الدولة والمؤسسات والمجتمعات والأفراد من أجل صون التراث وحمايته ونقله للأجيال.

Email