فنانون: الرمز يختزل الفكرة ويجسّدها بعنصر بصري

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما يستخدم الفنانون التشكيليون الرموز في أعمالهم على اختلافها، وينتقلون في تجاربهم من رمز إلى آخر، ما يقود المشاهدين إلى قراءة فكرة الفنان بطريقة بصرية. وبعض هذه الرموز تحولت إلى دلالات عالمية، يستطيع المشاهد أن يتفاعل معها بذات الطريقة بأي جزء من العالم، مثل الحمامة التي تكرست لمفهوم السلام.

بالمقابل، هناك عدد كبير من الفنانين لا يميلون لاستخدام الرموز، أو قد يستخدمونها في فترة من فترات تجربتهم، أو يعمدون لتبديلها بين مرحلة وأخرى، ويبقى الرمز خصوصية رغم أنه مكمل لما يدور في العمل، إذ أكد عدد من الفنانين في حديثهم لـ «البيان» على أن الرمز يختزل الفكرة ويجسدها بعنصر فني.

تنوع

قالت الفنانة د.نجاة مكي: أستخدم الرموز بحسب الموضوع الذي يطرح، فأحياناً تكون رموزاً لونية وأشكالاً وزخارف، وهناك رموز إيقاعها اللون والخط، وهناك رموز أثرية تجسد عملات قديمة لا أغير فيها. وأضافت: استخدمت رموزاً من التراث مثل الزخارف وإيقاع البحر المتجدد الذي يكون إيقاعاً لونياً، أو يكون إيقاعاً صوتياً شكلياً يحس بحركة موجة البحر بعلوها وانخفاضها، في حركة دائمة. وتابعت: هناك رموز صحراوية، وفيها حركة الرمال المتحركة التي تختلف عن أمواج البحر، وفيها انسيابية وخط أنثوي رقيق يتماشى بالرغم من صعوبته مع البيئة.

كما تحدثت د.مكي عن الدائرة كرمز في أعمالها، وقالت: استخدمتها استخدامات عديدة فجاءت رمزية مع الشعر الصوفي المستمد من شعر مولانا جلال الدين الرومي وشعراء صوفيين آخرين. وأوضحت: تمثل الدائرة الصوفي عندما يكون في خلوة رقصة الدراويش، كما أستخدمها كرمز للكون والحياة والموت، والدائرة تعني بؤبؤ العين أو الحدقة التي من خلالها نكتشف العالم.

فكرة

من جهته، قال الفنان عبد الرحيم سالم: في بداياتي اعتمدت على التكوين الإنساني، ركزت على قصة «مهيرة» القديمة، وكانت هي الأساس. وأضاف: وصلت لمرحلة شعرت فيها بالتكرار، وأن هذا العنصر لا يضيف الكثير ولا يواكب ظروفي ومشاكلي، بجانب أني جسدت الـ«مهيرة» بأكثر من وضع باللوحة. وتابع: عمدت لتحويل هذه الكتلة الجسدية لرموز مختلفة مثل المستطيلات. مع مواضيع أخرى تخصني، وأذكر هنا تجربة ناجي العلي الذي كان يستخدم الرمز «حنظلة»، ولكن «حنظلة» يتحرك.

تراث

أما الفنانة خلود الجابري فقالت: اتجهت إلى الرمز في فترة لم تكن فيها المرأة قادرة على التعبير عن نفسها، إذ كان هناك تحفظ على ما ستقوله. وأوضحت الجابري: بدأت أستخدم رمز الجذور كتعبير عن المرأة، ونالت إحدى هذه اللوحات المركز الأول في البحرين بمسابقة لمجلس التعاون الخليجي.

وقالت الجابري: في لوحات أخرى استخدمت نقوش السجاد القديمة كرمز تراثي مستوحى من السجاد القديم الذي كان يرتبط بالمرأة.

تكوين

ويقول الفنان خليل عبد الواحد: بعد أن عملت في الفن على أنه نقل حي، اشتغلت على فكرة الرمز بطريقة مختلفة. وأوضح: كنت أحتفظ بالأدوات الفنية لعدد من الفنانين التي أنتجوا فيها عدداً من الأعمال، ومن ثم أوزعها في العمل بتكوين معين. وبهذا تكون الأدوات رمزاً لأداة الفنان من جهة، ومن جهة أخرى رمزاً على الفنان بشكل خاص.

بصمة

الفنانة سمية السويدي قالت: لا أستخدم في أعمالي الرموز، لكن قد تكون الرقبة في العمل أكبر من المعتاد، أو تكون العينان واسعتين أكثر من المعتاد أيضاً من منطلق أسلوبي السريالي، إلى جانب أنها تمنح العمل عمقاً ومغزى محدداً، وأشارت إلى أن هذا ما ساهم في إيجاد بصمتها الخاصة.

Email