بسبب فيضانات نهر النيل وما سببته من أضرار بالغة

إلى أهلنا في السودان

شعر: إبراهيم بو ملحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنعمْ بأرضٍ بها نيلٌ يبادلها

معانيَ الخيرِ والإحسانِ والغَدَقِ

أرضٌ بها العذبُ فيّاضٌ لغايتِهِ

يسقي الفيافيَ من فيضِ العطا الدّفِقِ

ينسابُ طولَ المدى لا شيءَ يعدلهُ

يجري نهاراً ويسري في الفضا الغَسِقِ

يُهدي من الخصبِ آلاءً وسابغةً

من السخاءِ الذي ينهلّ كالودَقِ

من تالدِ الدهرِ من أسلافِ أزمنةٍ

يُهدي المنى طيّباً من نبضهِ الومِقِ

يا نيلُ يا ساحرَ الأبصارِ في صوَرٍ

من الجمالِ الذي يزهو بذا الفَنَقِ

ما أجملَ النيل ما أحلى مناظرهُ

كزخرفِ المشهدِ الوضّاءِ في نَسَقِ

قد زاد من حبّهِ فيْضاً ونائلةً

إن جادَ جادَ إلى حدٍّ من الغَرَقِ

لا يقصدُ الضرَّ لكن فاضَ من ولَهٍ

حتى غدا جَذوةً من شدّةِ الُحرَقِ

تجسيدهُ الحبَّ في أجلى مظاهرِهِ

إذ قد تعدّى حدودَ الحبِّ للعُشُقِ

أضفى من الحبِّ قَدْراً لا حدودَ لهُ

غطّى الأراضيَ بالإنعامِ والرُّزُقِ

النيلُ والناسُ ما انفكّوا وما افترقوا

من سالفِ العهْدِ حتى يومنا الأنِقِ

يا سلةً لغذاءِ العُربِ أجمعِهمْ

كذا قرأنا عن السودانِ في الوَرقِ

يكفيهمُ الدهرَ إن دارت نوائبُهُ

أرضٌ وخصبٌ وماءٌ في المدى الطَّلِقِ

سودانُنا يا رعاهُ اللهُ من بلدٍ

يمتاز باللُّطف والإخلاصِ والخُلُقِ

شعبٌ لطيفٌ له في اللطفِ مرتبةٌ

سمحٌ كريمٌ بشوشٌ دونما مَلَقِ

أنَّى ذهبتُ وأنَّى جئتُ يأسرني

حسنُ اللقاءِ بهمْ في أحسنِ النُّطُقِ

فيهمْ جمالُ خِصالٍ كمْ سأذكرها

تواضعٌ زانهمْ كالدرِّ في الألَقِ

همْ أهلُ ودِّ لنا كانوا لنا وبنا

أكْرِم بهمْ إخوةً في الموقفِ القَلِقِ

أخلاقهُمْ قد سمَتْ حُسْناً ومنزلةً

يا من بها عُرفوا بيضاءَ كاليَقَقِ

يا من يساعدهمْ في ظلِّ محنتِهمْ

فإنّهم أثْقلوا من كثرةِ الرَّهَقِ

من شعبِنا كلُّ آياتِ السلامِ لهمْ

مضمَّخاتٌ بنفحِ الطّيبِ والعَبقِ

Email