تحدث عن تجربته السينمائية في أمسية افتراضية نظمها «الملتقى»

الظاهري: التسامح سمة شخصية قبل أن تكون مجتمعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الكاتب والمخرج الإماراتي ناصر الظاهري: «إذا تسامح الإنسان مع نفسه يستطيع أن يتسامح مع الآخرين بسهولة». وأضاف: «المشكلة بعدم التسامح مع النفس في الداخل». جاء ذلك خلال أمسية افتراضية نظمها صالون الملتقى، مساء أول من أمس، لمناقشة فيلم «التسامح» الذي أخرجه وأنتجه الظاهري في العام 2019 وحصد عدداً من الجوائز؛ منها جائزة أفضل مخرج في مهرجان مدريد السينمائي الدولي، كما أهَّله الفيلم للحصول على جائزة أوائل الإمارات العام الماضي.

مبدأ التسامح

واستهلت أسماء صديق المطوع مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي الأمسية بقولها: إن التسامح هو بناء الذات على القيم، وقدرة الإنسان على تجاوز المشاكل والمحن والتاريخ علمنا الكثير. والتسامح هو مبدأ دولة الإمارات، وقد استطاعت أن تزرع بذور التسامح منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، ونتاجها ما يحدث الآن من تصالح ومحبة وإخاء وتعددية.

لغة شاعرية

وقال ناصر الظاهري: إن زياراتي للعديد من الدول ومشاهدة التعددية هو ما زرع البذور الأولى لفيلمي القصير التسامح. وأضاف: الفيلم تجريبي مدته 15 دقيقة، ومن الصعب أن يمضي الفيلم بهذه اللغة الشاعرية أكثر من هذه المدة. وأردف: يتحدث الفيلم عن مفهوم التسامح، كونه قيمة إنسانية عالية ورفيعة للرقي بالإنسان، والنهوض بالمجتمعات.

وقال الظاهري: اعتمدت في الفيلم على تفكيك حروف التسامح باللغة العربية، مثل: حرف التاء، تجانس، تعايش، تضامن، حرف السين، سلام، سمو، سعادة، وهكذا إلى حرف الحاء، الذي يعني الحب". وأشار إلى أن تصوير الفيلم تطلب 4 أشهر في بلدان عدة إلى جانب الإمارات، وهي الهند، روسيا، المغرب والجزائر وطاجيكستان وقيرغيزستان وإيطاليا، وتركيا.

صور شاعرية

وعن فيلمه الذي عرض في يوم التسامح العالمي، وفعاليات التسامح في أبوظبي والشارقة ودبي، أشار الظاهري إلى أن الفيلم تناول أموراً كثيرة في تعزيز ثقافة التسامح في دولة الإمارات، حيث تم تصوير نصب التسامح على كورنيش أبوظبي، وجسر التسامح في دبي، ومستشفى الواحة «كند» في العين، وأول معبد هندوسي في أبوظبي، ومجمع الديانات في السعديات، وشعار عام التسامح، وذكر أن الفيلم استعرض مقولات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن التسامح.

وقال: الفيلم مبنيّ على الصورة الشاعرية القريبة من قلوب الآخرين، يجب أن نقدم للمشاهد صورة تمس شغاف قلبه. وأوضح: صورت في الكثير من البلدان بحكم وجودي فيها، وذهبت إلى أماكن لألتقط بعض المشاهد. وأضاف: في بعض الأحيان خططت للمشهد، مثل رجل أسمر ورجل أبيض يسلمان على بعضهما بعضاً، وأحياناً وأنا أعمل تأتي فكرة أخرى أعمل عليها.

وشدد على أنه باستطاعتنا أن نحيد الجهل من حياتنا وتسيير الأمور بطريقة مختلفة، فالجهل لا يجعلنا نطلع على الآخر ولا نصافح الآخر، وهو المانع الحقيقي، وهو ضد التسامح.

Email