نهارية وأمسية

في بيتي شعر الخرطوم والأقصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

محفل أدبي مستمر يلتف حوله جمهور الشعر داخل بيته بالخرطوم، إذ يلتقي الشعراء والمحبون فتخضر أروقة المكان شعراً وحباً، هكذا ظلت أنشطة بيت شعر الخرطوم تعد جمهورها بأنشطة ثقافية متنوعة ومتخصصة، حيث شهد البيت نهارية شعرية، عطر الأجواء فيها أربعة شعراء شكلوا بعض ملامح المدن السودانية.

الشاعر عبدالباسط منزل سليمان محمد من ولاية جنوب دارفور (نيالا)، وهو طالب في المرحلة الجامعية يدرس الطب متعدد المواهب فهو شاعرو رسام، يقول في مقطع من نصوصه الحرة المنثورة التي قدمها خلال النهارية:

«أجِبني أينِي مِنكَ

وأنتَ تفاصِيلي؟

عينايَ ابيضّتْ..لا أشْتَمُّكَ

إنّ الرّيحَ عدُوي

فلتأخُذُني نَحوكَ - سَهْوًا - هذي الرّيح

لكنّكَ تَحملُ في جُبّتِكَ تمرّدَنَا المعهود

إذن؛ سيجيءُ الهُدهُدُ يحملُ - أيضًا - في جُبّتِهِ

تَمرُّدَكَ المعهود»

أما الشاعر عبدالعزيز موسى بابكر علي من ولاية الجزيرة، فيقرض الشعر فصيحه ودارجه، وله ديوانان تحت الطبع، وكانت له مشاركات عديدة بجمهورية مصر العربية، ففي قصيدته (أقنعة الليل) يقول:

«ليلي

تسربلْ من إهابك ما تشاء

خذْ ما يُباح إليكَ

من خَدِرِ المآلاتِ القديمةِ

والكلاح

مهلاً

توسّدْ بردتيك فإنّني

من قد تشرّبَ

واشرأبَّ إلي الصباح

يا ليلُ

إنّي لا أُطيقُ حُداءَ قافلةٍ

تولولُ حيثما

جدّ المسيرِ إلي البطاح»

نجم الدين عبدالله الحاج من ولاية النيل الأبيض، شاعر له عدد من الدواوين لم تطبع بعد ومنها العفو والسماح، أشياء بحوزتي، حزن ذاكرة، في قصيدته (قوافل الشوق) يقول:

«مدي يمينك كي تمر قوافلي

الله يعلم ما أكن.. ولم أحن

فيا حداة القافلة

الشمس تبدو آفلة

والليل يشعلني أرق

وأنا المتيم والملاقي مثلما لاقى القتيل»

 

وأخيراً الشاعر العائد من غربة هجر الفعاليات الأدبية (أحمد عبداللطيف)، هجر الشعر منذ 35 عاماً، وعاد إليه بعد زياراته المتواصلة لبيت الشعر وارتياده منتدى الثلاثاء، وقد تنقل أحمد في دراسته بين عدد من الجامعات في السودان ومصر، وكان مما قرأ في مدح الحبيب المصطفى قائلاً:

«يا من يعز مقامه.. ما عز عند الحي روح

عذراً إذا أبت القوافي – في مديحك – أن تبوح

ما رُمْتُ وصفاً عنك.. إلا قصر اللفظ الفصيح

من لي بمثل الترجمان ينوب عني بالشروح؟

إن البيان – ولو سما - يزري به الوجه الصبيح

عقد اللآلئ لا بريق له على نحر مليح

ذهب الأساور في يد الخنساء ذو لمع شحيح»

 

من جهته أقام بيت الشعر بالأقصر، أمسية شعرية لشعراء محافظة البحر الأحمر استضاف فيها الشعراء: الشاذلي عبدالعزيز، جمال الشيمي، عبيد طربوش، فرج الضوي، وقام بتقديم الأمسية الشاعر محمد جاد المولى من الأقصر.

من ضمن القصائد التي ألقاها الشعراء ما أنشده الشاعر فرج الضوي قائلاً:

صانعُ الأحلام

 من أمنيات الأمس للبر الغرير

أبحرتَ للغد في غصون الأمنيات

ألق اللجين إذا تلألأ فوق ماء البحر تكتب فيه

وتخط آلاف القصائد فوق أيقوناتك العليا

فلسدرة الشعر انتهائي وانتهاؤك

وشوشت بحرا بالمنى

فأجابك البحر الكبير على مدارات المدى

جاءت نوارسه إليك مع الصدى

في شجوه

في فرحه

في لعبه

في جده

بفنونه بجنونه

لونته،علمته

رقصت فيه مع الفراشات التي

شربت رحيق الزهر في طلع الندى

Email