استطلاع «البيان».. «أدب الطفل».. نتاجات وفيرة وتجويد منتظر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتلئ أرفف المكتبات بالكتب المنوعة بين أدب وترفيه وتاريخ وسيرة وعلوم، توضع وفق تصنيفات مختلفة حسب التخصصات، واللغات والتصنيف العمري، حيث يجد الطفل والناشئ والبالغ ما يبحث عنه حسب هذا التصنيف، ورغم هذا الكم الكبير من الكتب التي توفرها دور النشر للقارئ يبقى التساؤل المطروح إن كانت هذه النتاجات الأدبية في مجال أدب الطفل تلبي احتياجات الأبناء وتثري أفكارهم ومهاراتهم؟

طرحنا هذا السؤال على مواقع التواصل الاجتماعي لصحيفة «البيان» لاستطلاع آراء القراء، فجاءت كالتالي: أجاب 35% من المستطلعين على موقع الصحيفة بـ«نعم»، في حين قال 65% منهم إنهم لا يوافقون على ذلك. وعلى صفحة «البيان» على موقع «تويتر» أجاب 27.2% بـ«نعم» في حين أجاب 72.8% بـ«لا».

وخلص مختصون سألتهم «البيان» إلى أن النتاج الأدبي الموجه للطفل يحتاج إلى العناية والتدقيق.

جهود ذاتية

وجهنا هذا السؤال للكاتبة شيماء المرزوقي، التي قالت: «بطبيعة الحال، الإجابة لا. ومع أن هناك منجزات أدبية موجهة للطفل، إلا أنها تفتقر للجودة، وأيضاً ليست بالوفرة التي نستطيع القول إنها حركة معرفية موجهة للطفل. هي عبارة عن جهود ذاتية، وتجربتي كمؤلفة وناشرة وضّحت لي خللاً متعدداً في صناعة كتاب الطفل، يبدأ من النص واللغة والحبكة، وصولاً إلى إخراج الكتاب وتصميمه.

وننتهي بالرسوم المصاحبة للقصة، التي لا تكون بالجودة الكافية، أو أن الكاتب ليس ملماً ولا صاحب خبرة بالطفل وعقله، لذا نشاهد كتباً ينفصل فيها النص عن الرسم، وكتباً أخرى تم تأليفها وفق مجتمعات وعادات بعيدة عن مجتمعنا، وأيضاً ستجد قصة تتحدث عن التراث والرسومات بعيدة تماماً عن بيئة القصة ومكانها».

وأضافت: «هذا جانب واحد من جوانب صناعة المعرفة الموجهة للطفل، لذا اعتبر أن مجالات مثل صناعة فيلم الطفل، وبرامج ومبادرات تستهدف الطفولة جميعها متعثرة، وليست وفق المأمول، ولا هي تلبي الطموحات، ولا تتناسب مع متطلبات طفل اليوم، الذي بات أكثر فضولاً نحو العالم الخارجي، وبدأت التقنيات الحديثة تشده وتأخذ من وقته الكثير». وأكدت: «لست متشائمة، ولكن عند توصيف مجالات صناعة المعرفة لدى الطفولة يجب أن نتحدث بصراحة ووضوح وشفافية».

أهل الاختصاص

أما الشاعرة والمستشارة التربوية همسة أحمد يونس، فقالت: «الكثير من الكتاب يستسهلون الكتابة للطفل»، وتمنت لو أن الكتّاب يعرضون قصصهم على أهل الاختصاص في مجال تربية الطفل، تجنباً للأخطاء في جانبها التربوي التي قد لا ينتبه لها الكاتب، حيث بإمكان المتخصص في المجال التربوي أن يوجه الكاتب لبعض المصطلحات التي تؤثر في بناء شخصية الطفل بطريقة غير مباشرة، ترتبط بالقيم والمبادئ لدى الطفل، بحيث لا ترتبط لديه بقيم سلبية، فالطفل يلقي بظلال كل ما يقرأه على نفسه ويتقمصه».

وأضافت أن لديها طفلاً يبلغ الخامسة من العمر، لكن لا تجد في الإصدارات العربية ما يشده للقراءة، رغم وجود الكثير من الإصدارات إلا أنها غير مكتملة، فقد يكون النص جميلاً حتى في جانبه التربوي، لكن بقالب ممل لا يراعي الصوت والحركة والألوان.

ولفتت إلى جانب آخر وهو السطحية التي تقدم بها المعلومة والاستهانة بذكاء الطفل، أو التعقيد في المعلومة، بحيث يشعر الطفل بالملل والإحباط، إذ يكون غير قادر على الاستيعاب.

وأكدت أن أطفال اليوم هم أطفال تكنولوجيا فلا بد من المزج بين المحتوى الجيد المقروء وتبسيط المعلومة دون تسطيحها، بقالب جميل ومميز يضاف له عنصر الإبهار والحركة والألوان، وقالت: «هناك مؤسسات تقدم هذا المحتوى للطفل لكن بأسعار مكلفة للأسرة، بينما المنتج الأجنبي متوفر بأقل تكلفة أو مجاني، لكن لأن المحتوى غير ملائم لقيمنا ومبادئنا ومجتمعنا، فمن الصعب أن يترك الطفل وحده لقراءة أو مشاهدة محتوى أجنبي، فهو كالاسفنجة يستقبل كل ما يعطى، عكس النشء القادر على فلترة ما هو مناسب من غيره».

وختمت الكاتبة همسة حديثها بثلاثة توجيهات بأهمية عرض المنتج الأدبي على مختصين في التربية لتجنب الوقوع بأخطاء غير مقصودة، وضرورة دعم الكتاب المطبوع بالتكنولوجيا، وأخيراً عدم التسرع عند الكتابة للطفل.

 

Email