القراءة ومتابعة نتاجات الآخرين خلطة تحفز إبداع التشكيليين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تبدو الحالة الإبداعية في مرحلة تدفق دائم، فقد تسيطر على الفنان التشكيلي حالة من المزاجية، تأتي من أسباب مختلفة، لكنها قادرة على إبعاده عن هدفه الفني، لتحدّ من عطائه وتجعله يشعر بأن ما يطمح إليه أكبر من الذي يقدمه خلال فترات ومراحل معينة من تجربته، وهذا ما يدفعه إلى البحث عما يمكن أن يخرجه من هذه الحالة المزاجية فيقوم بإجراءات معينة لأجل أن يتجاوز العوائق التي لا توصله إلى إبداع نقي يحقق له الرضا عما يقدمه من أعمال فنية.

عن هذه الإجراءات تحدث عدد من الفنانين من خلال الاستطلاع التالي، وأكد معظمهم لـ«البيان» أن القراءة ومشاهدة الأعمال الفنية التي قام بإنتاجها عدد من الفنانين تقودهم إلى إبداعات فنية جديدة.

تجارب مختلفة

قال الفنان خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي: عنصر واحد يشجعني لمرحلة من المراحل، ولكن عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى يختلف تأثير العنصر. وأضاف: عندما أصل لهذه الحالة أطلع على أعمال لفنانين وتجارب أفراد يخوضون في مجالات مختلفة غير الفن.

ومثل الاطلاع على تجارب هندسية فهي تلهمني لما فيها من فكر وحساب وتنفيذ فهنا تكون الاستفادة من عمل العقل وربطه بمسائل مختلفة. حيث إن العمل على اكتشافات ناس خاضوا في تجارب معينة يدفع إلى التساؤل لِمَ يعملون بهذه التجارب؟ ولِمَ هذا التوجه؟

وقال عبدالواحد: الغاية هنا هي اكتشاف أسرار الفنان وما الذي طرحه في أمور محددة والتي تبدو في الوهلة الأولى بسيطة بعض الشيء ولكن لها تأثير على المجتمع. هذه الأمور تحفزني وتثير أسئلة حول دوري كفنان لكي آتي بمخرج فيها الفائدة لي ولمجتمعي.

خبرات تراكمية

من جهتها، قالت الفنانة خلود الجابري: تأتيني مثل هذه الحالات عندما أكون بحالة حيرة وأريد شيئاً ما ، أو عندما أبقى فترة طويلة لا أرسم فيها، وفجأة يأتيني ولع بالرسم وأعمل على موضوع لكني أشعر بصعوبة ذلك.

 

وفي تلك الفترة أبدأ بعدم التفكير بالعمل وأرى أعمالاً فنية كثيرة كنوع من التحفيز، بعدها تأتي أعمالي. وأضافت: في بعض المرات تأتي الإبداعات مصادفة، عن طريق أسلوب بسيط فألعب باللون وأجسد مجرد تكوينات بسيطة أصل إليها بطريقة لاشعورية وأنا أنفذ أفكاراً أجسد فيها الأحاسيس والخبرات التراكمية.

حيث إن فناناً يعمل منذ 40 سنة بالتأكيد لديه القدرة على إنجاز ما هو مهم خلال 10 دقائق. وتابعت: لدي مجموعة أعمال مائية وصلت لأسلوب تنفيذها مصادفة، أدعو فيها للحب والود والتصالح مع الناس لتجمعنا مشاعر الفرح والصداقة مبتعدين عن الغضب والكره.

وأشارت الجابري إلى أن الفنانين الذين أسسوا أعمالهم على التنوع، لو حدث لديهم انقطاع يستطيعون أن يجدوا دائماً ما يقدمونه فنياً، حين يعودون للمخزون الذي لديهم، خاصة من يتبعون الأسلوب التعبيري أو السريالي أو الانطباعي.

ملاحقة الأفكار

واستهل الفنان ناصر عبدالله حديثه بالإشارة إلى أن أعماله تقوم على فكرة تقييم المعارض. وقال: إن هذا العمل يسير بذات المبدأ الفني، الذي أعتمد فيه على تطوير فكرة ما لإقامة معرض. فعندما أشعر بأني لم أصل إلى الفكرة التي أريدها أترك الموضوع، وأنشغل بأمر آخر.

وأضاف: أحياناً أحتاج إلى أن أكتب عن معرض ووصفه وتكون الفكرة موجودة، لكن أتوقف لأعرف كيف لي أن أصوغها، فأجد أن القراءة هي الطريقة التي تجعلني أخرج من هذه الحالة ولا أقلق عادة لكي لا أزيد من الحالة التي وجدت بداخلي.

حالات تلقائية

بدوره، قال الفنان عبدالكريم سكر: الحالة النفسية هي ما تبعدني أو تقربني من اللوحة التي أريد أن أعمل عليها. وأضاف: لذلك يأتي العمل بشكل تلقائي دون الحاجة لأي مجهود، حتى إني أحياناً أرسم وأنا في مكان غير مناسب للرسم.

Email