رواية «الجائحة» – (الحلقة الحادية عشرة) «بروتوكولات الوقاية والعلاج» الأحد 26 يناير 2020

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الفترة 22 يناير و25 يناير 2020 كان العالم يغطّ في سبات عميق، كانت معظم صحف العالم، وقنواته الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، تهتم بأخبار المشاهير والرياضة وبعض الأخبار السياسية، وتلقي بعض المقطوعات البسيطة الصغيرة حول هذا الفيروس المجهول، فشعرت سارة أنها وحيدة في هذا العالم الذي تتكوم فيه صديقتها مُنى في غرفة العناية المركزة، بين الحياة والموت.

وتجلس ابنتاها نتالي وتاليا في حالة من التشويش التام، بسبب تغيّر برنامجهما اليومي، سواء في المكان الذي تستيقظان فيه، أو ذهابهما إلى المدرسة مع صديقة والدتهما، واتصالات والدهما الخبيث الذي يدّعي الحبّ بينما هو يفكر بالابتزاز، وكذلك بسبب قناعة تولّدت لديها، أن هذا الفيروس سيغير شكل الحياة على الأرض قريباً..!

حاولت سارة، الاتصال بعدد من وزارات الصحة في الشرق الأوسط، لأخذ رأيهم في انتشار فيروس «كورونا»، فتلقّت توبيخاً من المسؤول الإعلامي في وزارة الصحة في تركيا، قال لها إن هذا الفيروس صيني ولن ينتقل إلى بلادهم أبداً، لكنها وجدت تجاوباً من وزارة الصحة في السعودية.

حيث ذكر لها الناطق الإعلامي يوم الثلاثاء 21 يناير 2020، أن المملكة العربية السعودية ستبدأ فحص المسافرين القادمين من الصين واتخاذ إجراءات وقائية أخرى، بعد تفشي فيروس «كورونا» الجديد في الصين، وارتفاع عدد الوفيات بسبب الفيروس الذي يشبه الإنفلونزا هناك إلى 17 حالة، فيما تأكد إصابة أكثر من 540 بالمرض، الأمر الذي زاد المخاوف من انتشار العدوى بسبب السلالة الجديدة، التي ظهرت بسبب التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية.

وأن وزارة الصحة السعودية ستنسق مع هيئة الطيران المدني لتقييم حركة السفر المباشر وغير المباشر من وإلى الصين، وأنها نصحت المسافرين بتجنب «الاتصال بالحيوانات (حية أو ميتة) أو المنتجات الحيوانية أو التواجد في أسواق تداول الحيوانات».

عادت سارة ظهر يوم 26 يناير إلى بيتها من المدرسة برفقة نتالي وتاليا لتكتب تقريراً شاملاً، كانت نتالي غاضبة كعادتها، قالت إن زميلاتها يضحكن منها بسبب ارتداء الكمامة، وأنها اضطرت اليوم لخلعها، فهي ليست مصابة .

كما ذكر الطبيب، ولا داعي للإحراج، فردت تاليا أن ذلك غير صحيح، وأن بعض زميلاتها يرتدين الكمامات، فلم ترد سارة، كانت تفكر بأكثر من 20 مكالمة صباحية أجرتها لمعرفة آخر الإجراءات في الشرق الأوسط، حول فيروس «كورونا» المستجد، وصلت البيت، ودعت الطفلتين إلى غسل أيديهما جيداً بالماء والصابون، لمدة 20 ثانية على الأقل، ثم تغيير ملابسهما والقدوم إلى غرفة الطعام لتناول الغداء، فقالت تاليا: «حاضر يا خالتي».

جلست سارة إلى مكتبها تكتب تقريرها، كانت قد فشلت في الحصول على أية معلومات أو إجراءات حول الفيروس المستجد إلا من عدة دول، من بينها السعودية التي أكد فيها وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة «أن المملكة لم تسجّل أي إصابة بفيروس كورونا الجديد. وأن السعودية تطبق إجراءات احترازية ووقائية مشدّدة، لمنع وصول الفيروس إلى البلاد»، وكذلك من وزارة الصحة بالمملكة البحرينية التي أكّدت أنه لم يتم رصد أية حالات لمرض فيروس الـ«كورونا» لغاية اليوم 25 يناير.

حيث لم تسجل المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة أية حالات للمرض المستجد، وأن الوزارة مستمرة في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من وفادة مرض فيروس الـ«كورونا» المستجد في جميع المنافذ والمؤسسات الصحية المختلفة، وقامت الوزارة بالتعاون والتنسيق المشترك مع إدارة مطار البحرين الدولي بفحص جميع المسافرين القادمين إلى مطار البحرين الدولي منذ يوم الجمعة الماضي للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.

وكذلك من الكويت التي أعلنت وزارة الصحة فيها تزويد منافذها الحدودية بكاميرات حرارية لرصد أي حالة إصابة بفيروس «كورونا» قادمة من الخارج عن تزويد المنافذ الحدودية بالكاميرات الحرارية وتعميم تطبيق إجراءات إلزام الركاب القادمين إلى الكويت من الدول المعلن عن ظهور المرض فيها بملء الإقرار الصحي، وعن جاهزية العيادات الصحية وغرف العزل الموجودة في مطار الكويت لحالات الطوارىء.

وحصلت كذلك سارة على بيان من الأردن، أكّد فيه وزير الصحة الأردني الدكتور سعد جابر «أن البروتوكولات الطبية المعدّة مسبقاً فُعّلت للتعامل مع أي حالة يشتبه بإصابتها بهذا الفيروس من جهة الكوادر الطبية المدربة والقادرة على التعامل مع هذا النوع من الأمراض.

وإنه تم تفعيل إجراءات الرقابة الصحية على المعابر الحدودية والمطارات، واستخدام الماسحات الحرارية للتأكد من سلامة المسافرين القادمين على متن الرحلات القادمة من دول شرق آسيا، والتنسيق الوثيق مع منظمة الصحة العالمية للوقوف على تطورات انتشار الفيروس وبروتوكولات الوقاية والعلاج».

كانت الإمارات تزوّد سارة مباشرة وكذلك جميع وكالات الأنباء والصحف بتقارير وبيانات يومية حول مستجدات الفيروس، حيث أكدت اللجنة الوطنية لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية ومكافحة الجائحات على المستوى الوطني برئاسة وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في 22 يناير 2020، أن الإمارات خالية تماماً من حالات مصابة بفيروس «كورونا» الجديد.

وأن لدى الدولة منظومة وخططاً متكاملة للطوارئ والأزمات لمواجهة المخاطر الصحية العمومية. وأنها على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص، للوقوف على المستجدات والإجراءات التي تتخذها المنظمة العالمية والتوصيات الصادرة منها بهذا الشأن، وأنها قامت بمراجعة الإجراءات الاحترازية التي تطبق في منافذ الدخول بالدولة لضمان اتباع أفضل الممارسات العالمية، وتجنب انتشار أمراض معدية. كما تم الاتفاق على نشر منشورات توعوية للقادمين للدولة وبلغات مختلفة.

والتأكيد على رصد الحالات لاكتشافها بشكل مبكر والعمل على تثقيف جميع المنشآت الصحية بالدولة حتى يتم احتواء أي حالات محتملة، بالإضافة إلى إنشاء لجنة إعلامية وطنية للقيام بحملة توعوية داخل الدولة بما يخص مرض «كورونا» الجديد.

وفي 23 يناير، «أعلن مطار أبوظبي الدولي ومطار دبي الدولي أن المسافرين القادمين مباشرة من الصين ستفحص درجات حرارتهم»، وفي 24 يناير، أكّد مركز أبوظبي للصحة العامة أنه حتى الآن لا توجد أية حالات مصابة بفيروس «كورونا» الجديد داخل دولة الإمارات، وأن نظام التبليغ والتقصي الوبائي .

وكذلك فرق الاستجابة الطبية في مستوى عالٍ من الجاهزية، وأنه قد تم التنسيق مع مطار أبوظبي الدولي حول تطبيق الإجراءات المتفق عليها، بتفعيل الكاميرات الحرارية في المطار وطلب الفحوصات المخبرية للفيروس الجديد لتكون متوافرة لكافة الجهات الصحية في الدولة.

ورد سارة أيضاً، في 24 يناير، أن هيئة الصحة بدبي قد طلبت من ممارسي الرعاية الصحية خلال هذه المرحلة أن يتم إجراء الاختبارات المعملية للفيروس الجديد (nCov - 2019) في المختبر الوطني المعتمد فقط، وأوجبت الهيئة على ممارسي الرعاية الصحية الإبلاغ الفوري عن كل الحالات المشتبه بها أو المؤكدة بفيروس «كورونا» الجديد 2019 إلى قسم الطب الوقائي من خلال جميع وسائل التبليغ.

والتأكيد أن يقوم فريق مكافحة العدوى أو من ينوب عنه في كل منشأة صحية وكل العاملين الصحيين باتباع إجراءات مكافحة العدوى التي تنتقل عن طريق التلامس والرذاذ، لمكافحة انتشار مرض «كورونا» الجديد، والقيام بالتوعية والتثقيف اللازمين فيما يخص مرض «كورونا» الجديد بناءً على هذا التعميم.

وأوصت الهيئة بضرورة الالتزام بمعايير النظافة والتعقيم داخل المؤسسات الصحية، واستمرار تطهير اليدين وتفعيل محطات الفرز التنفسي عند مداخل المرافق والمنشآت الصحية لضمان الاكتشاف المبكر للمصابين بمرض تنفسي حاد، كما يجب تطبيق الاحتياطات التلامسية والرذاذية عند التعامل مع أية حالة مُشتبهة أو مؤكدة.

وفي حال إجراء تداخلات تولد الهباء الجوي فينبغي مراعاة احتياطات إضافية تشمل ارتداء قناع (ن95) واللوازم الأخرى، وفي 25 يناير أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية مجموعة من النصائح الخاصة بفيروس «كورونا» المنتشر في الصين وعدة دول حول العالم، وقالت في حسابها على تويتر:

«في ظل ما تشهده عدة دول من انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الجديد «كورونا»، وحرصاً من وزارة الخارجية والتعاون الدولي على سلامة المواطنين، تنصح وزارة الخارجية مواطني الدولة باتباع إرشادات الوقاية من الفيروس الصادرة من الجهات الصحية المختصة في الإمارات، وأرفقت صوراً عدة لتقريرها، وأرسلته للوكالة قبل الموعد المحدد بساعتين».

لمتابعة الحلقات السابقة اقرأ:

Email