«ندوة الثقافة» تناقش رواية «خرفان المولى»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد صالون القراءة في ندوة الثقافة والعلوم جلسة مناقشة لرواية «خرفان المولى» للكاتب محمد مولسهول الروائي الجزائري المقيم بفرنسا الذي يكتب باسم مستعار «ياسمينة خضرا»، والذي كتب القصة القصيرة والسيرة الذاتية والرواية البوليسية التي اشتهر بها وصدرت له عدة أعمال روائية.

وشارك في النقاش الدكتور محمد آيت ميهوب أستاذ الأدب الحديث والأدب القديم في تونس ود. محمود الضبع أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة قناة السويس وصالحة عبيد عضو مجلس الإدارة، وفتحية النمر، وزينة الشامي ونادر مكانسي وأحمد علي وجمع من المهتمين.

أدارت النقاش عائشة سلطان الكاتبة وعضو مجلس إدارة الندوة ورئيس اللجنة الثقافية، مؤكدة أن رواية «خرفان المولى» مختلفة ولكنها ضمن سلسلة من الروايات التي تمت قراءاتها وتلقي الضوء على دور الأدب في التصدي لما يحدث في الشرق الأوسط والمنطقة العربية من دمار وعنف وتخريب.

وقد بدأت هذه السلسلة بقراءة رواية حدائق الرئيس عن العراق، ثم رواية ألف شمس ساطعة لتمثل شهادة عما تعانيه أفغانستان بسبب الأصولية الدينية، وهذه الرواية تلقي الضوء على العشرية السوداء في الجزائر في تسعينات القرن الماضي والتي كانت من أوائل الدول التي رزحت تحت العنف والتطرف ومثلت تلك المشروعات الأدبية نقطة ضوء وتصدياً وصرخة عالية لمآلات الإرهاب.

رجل عسكري

وأضافت عائشة سلطان أن الكاتب رجل عسكري ولكنه بتناوله الأدبي يترك عباءة الضابط ليظهر انحيازه الأدبي. ويعتبر الكاتب الأكثر إنتاجاً في الجزائر وأكثر من يترجم له على الرغم مما يعانيه من اضطهاد وتنمر من بعض الأدباء مما يجعله يكرس وقته بشكل أكبر في القراءة والكتابة

وذكرت صالحة عبيد أن الكاتب يكتب أعماله بالفرنسية ثم تترجم إلى مختلف اللغات ومنها العربية وأحياناً تكون الترجمة مغايرة لبعض ما يتطلع إليه الكاتب، وفي هذه الرواية لم توفق الترجمة إلى حد ما، ولكن العمل جيد إلا أن تعدد الشخصيات وكثرتها يشعر القارئ أن العمل يحتاج إلى أن يكون أكثر امتداداً.

وأكدت زينة الشامي أن الكاتب يكتب باسم مستعار منذ كان عمره 17 عاماً وهو مغرم بالشعر، وتتطرق أفكار ياسمينة خضراء إلى مواضيع مختلفة وأهمها انتقاده لثقافة العنف، والإرهاب والحنين للوطن. وأضافت أن المغرب العربي لم يكن يعرف الفروقات بين الجماعات الإسلامية كلهم حركات إسلامية غريبة على الواقع في المغرب العربي.

رواية غريبة

وتساءل د. محمود الضبع لماذا تبدو هذه الرواية غريبة؟ هذا لأن النص فيه الكثير من المشكلات أمام القارئ العربي والغربي، لأنه مكتوب بالمنظور الغربي، والتي تتعارض مع الثقافة العربية وتقنيات الكتابة الروائية في قدرتها على إحداث الحبكة الروائية والدراما المتكاملة في خط درامي متصاعد.

فرسم الشخصيات في النص باهتة بعض الشيء، كذلك التحولات التي طرأت على شخصيات الرواية تمثل قفزات غير مبررة وبحاجة إلى مزيد من الحبكة الدرامية، وقد كان الكاتب بحاجة إلى دراسة أكبر ومجهود بحثي للموضوع الذي يكتب عنه فهناك كثير من الأخطاء في المسميات السياسية وعلى وجه الأخص في ممارسات الإسلام السياسي.

وقد اختار الكاتب مقدمة طويلة ولكن لا علاقة لها بالرواية ولم يشد القارئ للرواية، كذلك عند تطرقه للمرأة فيصف حركات التحرر التي وصلت إليها المرأة بأنه تحرر وهمي.

دور الأدبي

وأكد نادر مكانسي أن الروائي ليس مؤرخاً، والبعد الذاتي في الكتابة لا يمكن تغييبه أو إنكاره، وأن دور الأدب في التصدي للإرهاب مسؤولية ذاتية.

وأضاف د. آيت ميهوب أن الرواية صدرت في الزمن الدامي للجزائر في عقد التطرف والإرهاب ويطلق على هذا النوع من الكتابات الكتابة الملحة أو الاستعجالية المرتبطة بقوة وضغط الأحداث، وتكتسي غالبية هذه الكتابات بالمباشرة والإلحاح السياسي والاجتماعي وهي محاولة لإنفاذ وضع ملح ومواجهة غول التطرف بالكتابة، ويكون ضحية هذه الكتابات التقنية والجانب الجمالي في الرواية.

وانتهت الجلسة بعد كثير من المداخلات مؤكدة أن مسؤولية النص تقع على عاتق الكاتب، وأن الكتابة قد تكون في أحيان كثيرة نوعاً من التجريب، فهناك اتجاه في الكتابة السردية يعتمد التفاصيل، واتجاه الرمزية، فالخطاب الروائي متنوع.

Email