عبد العزيز المسلّم يضيء على تجربة «الكوس» في «شدو الحروف»

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلّط د. عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي، في الحلقة الأخيرة من برنامجه «شدو الحروف»، الذي يتناول تجارب شعرية وأدبية إماراتية مميزة، الضوء على تجربة على الشاعر الراحل محمد بن علي الكوس المهيري، الذي يُعد من أبرز شعراء إمارة الشارقة والإمارات عموماً، ورائداً حقيقياً في القصيدة الشعبية الساحلية الإماراتية.

وحول تجربة الراحل الشعرية قال د. المسلم: «إن الشاعر الكوس بدأ مسيرته في أواخر السبعينيات عندما قدمه الشاعر الكبير الراحل حمد بوشهاب في مجلس «شعراء القبائل»، الذي كان يضم وقتها أهم الشعراء الرواد، وأبرزهم الشاعر الراحل راشد بن طناف، أهم شعراء تلك الفترة، الذي تأثر فيه كثيراً الكوس من حيث اللغة والصور الشعرية الشعبية وكذلك الشاعر يعقوب الحاتمي».

وأشار الدكتور المسلم إلى أنه رغم تأثر الشاعر الكوس بتجربة زميليه، إلا أنه حافظ على أسلوبيته، ولغته الشعرية الخاصة ومفرداته الشعبية القريبة من البيئة الساحلية؛ مؤكداً أن من يتابع ويقرأ شعر الكوس يلاحظ إكثاره للألفاظ الساحلية والمهن البحرية، ويحسب له غناه وإتقانه للهجة الساحلية البحرية والمهن البحرية، كالغوص والسباحة و«الفليج» الذي يفلق المحار وغيرها الكثير ممن أحياها وذكرها الشاعر المهيري في شعره وأدبه.

ولفت د. المسلم إلى أن الراحل الكوس تميز في قصائد المديح والغزل، وبرع فيهما كثيراً، ولا ننسى الرثاء وخاصة قصيدته المميزة في رثاء الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وبراعته واضحة أكثر في الغزل والشعر الوجداني على مستوى الإمارات والخليج العربي عموماً.

مرآة بيئته

وقد تطرق د. المسلم أيضاً في الحلقة إلى القول بأن الشاعر «الكوس» كان ولا يزال مرآة البيئة الساحلية في الشارقة، وهو مواليد أم القيوين عام 1930، درس بالكتاتيب وتعلم اللغة العربية وعلوم القرآن والحساب في مدينته، ثم انتقل للعمل بالبحر، مما أثر كثيراً على شعره وأغناه بصور شعرية ومفردات ساحلية ومن أجواء البحر والمهن البحرية.

ويعد الكوس من أوائل المعلمين في أم القيوين وعجمان، لذلك ليس غريباً عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن يقوم بتكريمه بجائزة الشيخ خليفة للتعليم عام 1997. وأضاف المسلم حول شعره بالقول إن من يقرأ شعره يجد السلاسة في ألفاظه، وغنى الصور والمفردات الشعبية ورهافة حسه وعذابته.

وختم د. عبد العزيز المسلم حلقته بالإشارة إلى أن الشاعر محمد الكوس المهيري توفي في شهر مايو عام 2013، ولكن أشعاره لا تزال حية في قلوب الإماراتيين، وعشاق الشعر الشعبي والتراثي، ويعود له الفضل الكبير مع جيله في إرساء قواعده، والمحافظة على التراث الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

Email