«التواصل الاجتماعي» منصات ثقافية فرضها الحجر الصحي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 تخوض الثقافة تجربة جديدة مع الظروف التي يمر بها العالم وانتشار مرض «كورونا»، والعزلة أو الحجر الذي ألزم الجميع على الجلوس في منازلهم، تفادياً للإصابة بالمرض، وفي دولة الإمارات، التي أصدرت عدداً من القرارات الاحترازية للحفاظ على سلامة الشعب، أبرزها الدراسة والعمل عن بعد، والتعقيم الوطني، الذي ألزم الجميع بالبقاء في منازلهم خلال أوقات التعقيم.

إلا أن هذا لم يمنع من أن تجد الأنشطة الثقافية نافذة تطل بها على العالم، بالاستفادة من التطبيقات عبر وسائل التواصل الاجتماعية، التي بإمكانها أن تجمع المثقفين والمهتمين في جلسة نقاشية أو أمسية تفاعلية، أو خلق أفكار جديدة، تتناسب مع الإجراءات المتخذة في الدولة.

جلسات نقاش

خيار التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي لعقد الجلسات والنقاشات الثقافية وإلقاء المحاضرات والندوات، لم يكن جديداً على مكتبة اقرأ واستمتع، حيث كانت تحرص وداد بوشنين مؤسسة المكتبة على عقد ندوات عبر مختلف الوسائل، تلبية لرغبة العديد من أعضاء المكتبة من مختلف الدول، لكن ومع القرارات التي تحث على الجلوس في البيت، وتلبية لتوجيهات الحكومة والقيادة الرشيدة.

وفي حديثها للبيان، قالت وداد بوشنين، برامج المكتبة موزعة طوال أيام الأسبوع، على فترات صباحية ومسائية، يشارك فيها أعضاء المكتبة، الذين يفوق عددهم 200 عضو، إضافة إلى بعض الندوات والجلسات التي يفتح فيها باب المشاركة لمن يرغب من المهتمين، فالهدف من تأسيس المكتبة، هو نشر الثقافة والمعرفة، لذا، ومع الظروف الحالية والمتغيرات، تم فتح باب الانضمام لهذه الأنشطة لمن يرغب، دون أن يقتصر على الأعضاء. الأنشطة تتناول نقاشات حول الكتب، واستضافة الأدباء، ودورات في تطوير الذات، والعديد من المواضيع المتنوعة الأخرى.

وللأطفال نصيب من المعرفة والثقافة التي تحرص عليها المكتبة، حيث يوجد فريق الطفولة الآمنة في المكتبة، ويهتم بالطفل من خلال أسرته، ومع الظروف التي يعيشها العالم، فقد جهز الفريق فيديوهات وبطاقات للتوعية بمرض «كورونا»، إضافة إلى المحاضرات أيضاً، فالمكتبة من خلال أنشطتها المعرفية، تستهدف الأسرة بشكل عام، وتخاطب أولياء الأمور للتعامل مع الطفل في الوقت الراهن.

إيجابيات

وعن إيجابيات الأنشطة الثقافية عن بعد، قالت بوشنين: بدأت أنشطة المكتبة منذ خمس سنوات، وتنوعت خلال هذه الفترة الفعاليات والأنشطة، وبشراكة مجتمعية مع متحف الشارقة الإسلامي، ومعرض القراءة، احتضنت هذه المؤسسات العديد من أنشطتنا، ما اختلف الآن، أن الأعضاء خارج دولة الإمارات، ويرغبون بالحضور، فالآن الأمر متاح أكثر، ولكن طرح الأسئلة خلال فترة النقاشات والتفاعل بين المدرب، يختلف عن الدورات والمحاضرات أو الجلسات المباشرة بكل تأكيد، إلا أن هذه الجلسات عن بعد، حققت تفاعلاً على مستوى أكبر، وهو ما يؤكد استعداد دولة الإمارات، وعلى كل الأصعدة، لكل الظروف كهذا الظرف، فعل سبيل المثال، التعليم عن بعد، كان ضمن الخطط في الدولة قبل «كورونا»، بفضل الله ثم جهود قيادتنا، التي أسست هذه القاعدة الإلكترونية، ونؤكد جاهزيتنا بعد خمسين عاماً.

أفكار جديدة

(مجلس شهد) نموذج آخر، وأحد تلك الأفكار التي برزت من منصة إنستغرام، تديره المدربة المعتمدة في تطوير الذات والشاعرة شهد العبدولي، حيث قالت في حديثها لـ «البيان»، إن الفكرة انطلقت مع تعليمات القيادة الرشيدة بالبقاء في المنزل، ما جعلها تفكر في طريقة تجعل من هذه الساعات مفيدة للجميع، والذي تستضيف من خلاله، في بث مباشر، المبدعين باختلاف مجالاتهم، ليتعرف إليه الجمهور بالخوض في تفاصيل حياته وروتينه اليومي، والاستفادة من خبراته، إضافة إلى التفاعل مع جمهور المتابعين لطرح الأسئلة.

يركز المجلس في ساعته الأولى على ضيف البرنامج، بينما يخصص الجزء الآخر من البرنامج، وفي بث منفصل، على كل ما يتعلق بتطوير الذات والتنمية البشرية، إضافة إلى التمارين والأنشطة الذهنية، لتحقيق المشاركة الفعالة بينها وبين المتلقين، حيث تختصر هذه الجلسات، التي تعقد عن بعد، كما تقول العبدولي، الكثير من الوقت والجهد، وتحظى بتفاعل ومشاركة كبيرين، تطبيق إنستغرام يحظي بشعبية كبيرة، وهو سهل الاستخدام في جلسات البث المباشرة.

وعن الفئة المستهدفة في هذا المجلس، قالت شهد «كل من يمتلك في داخله الإبداع، ويرغب في إيصاله للمجتمع، ولمن يرغب في استثمار وقته بالفائدة، وهي رسالة أرغب في إيصالها، أننا نعيش في دولة لا تعترف بالمستحيل، فمع ما يحدث اليوم من ظروف يعيشها العالم بأسره، نستطيع توظيف الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي في خدمة المجتمع، ومشاركة المعلومة ونقلها للجميع، أما هدفي الأسمى، هو نشر الحب والخير والإيجابية لشعب واعٍ، ويدرك أهمية أن يتعامل بإيجابية مع الأحداث والظروف من حوله».

Email