عمران العويس.. رحلة فريدة وأثر باقٍ

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مسيرة عطاء وإبداع نوعية، أثرى خلالها الساحة الفكرية بإنجازات وأبحاث فريدة، رحل اليوم، المؤرخ الإماراتي عمران بن سالم بن عبدالله العويس (1932-2020م). وقد تعلق عمران العويس بكتب التاريخ والأخبار والأنساب منذ بداية مشواره، حتى أصبح حجة ومرجعاً، خاصة في ما يتعلق بالإمارات ومنطقة الخليج.

ويؤكد الباحث بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في مقال خاص نشره في "البيان" سابقاً، حول مسيرة الراحل، أن دراسته في الهند وتعلمه اللغة الإنجليزية ساعداه على الاطلاع والقراءة في المصادر التاريخية العربية والأجنبية وتقارير الوكلاء والمندوبين الإنجليز والرحالة..

وقد أعد دراسات وشجرات للأسر العربية التي حكمت بعض البلدان العربية في مصر وبلاد الشام والمغرب، ناهيك عن دول المنطقة.

ونظراً لاطلاعه الواسع على علم الأنساب وتاريخ المنطقة، فقد تم اختياره عضواً في لجنة التراث والتاريخ التي تأسست عند قيام الدولة. وكان نائباً لرئيسها الأول المرحوم أحمد بن سلطان بن سليم، ثم المرحوم الشيخ محمد بن أحمد الخزرجي.

وبيَّن البدور أيضاً في البحث المشار إليه، أن عمران العويس كان مسؤولاً عن مكتب اللجنة بالشارقة. وكان المهتمون بالتاريخ والأنساب يأتون إلى مجلسه ومكتبه لتبادل الحديث والمعلومات معه.

وعند تأسيس ندوة الثقافة والعلوم بدبي، كان من بين مؤسسيها، وعضواً بمجلس إدارتها بين عامي 1987 و2003، وكان يرأس لجنة المكتبة والطبع والنشر التي تشرف على تزويد المكتبة وعلى إصدارات الندوة ومقتنياتها من كتب التبادل والإهداء وقد اعتذر عن مواصلة عضوية مجلس الإدارة لظروفه الصحية، لكنه بقي مواظباً على التواصل مع الأعضاء وحضور المجلس الأسبوعي للندوة.

وقد تم كذلك اختياره عضواً في مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لعدة دورات، ولقد سبق له أن كان عضواً بالنادي الأدبي الأهلي الذي تأسس عام 1945م، نادي النصر حالياً.

يذكر أن الراحل من مواليد الشارقة عام 1932م، وبدأ دراسته في مدرسة الإصلاح التي افتتحها بالشارقة الشيخ محمد بن علي المحمود، ثم التحق بمدرسة الفلاح بدبي، والتي تأسست عام 1926م، وبعد أن افتتح المرحوم عبدالله القرق مدرسته الخاصة بدبي لتعليم اللغة الإنجليزية، التحق بها عام 1947م. كما أخذ دروساً في اللغة العربية على يد مدرس يدعى أحمد القنبري، الذي يعد علماً من أعلام اللغة والشعر. كما درس على سالم بن خميس بن كنيد شيئاً من علوم اللغة العربية والخط العربي. وفي عام 1949 سافر إلى الهند للدراسة بمدرسة «بربيرتي هاي سكول» في بومبي والتي تدرس باللغة الإنجليزية، وحصل فيها على شهادة تعادل الشهادة الثانوية، كما التحق بالمدرسة الكويتية التي أنشأتها حكومة الكويت لتعليم أبناء الجالية الكويتية وأبناء العرب المقيمين هناك، وكانت دروسها باللغة العربية.

وفي عام 1958م، حصل على دبلوم اللغة الإنجليزية من المعهد العالي للغات بالهند، وبعد أن أتم دراسته عاد إلى الإمارات، وامتهن التجارة مثل باقي أفراد أسرته.

 

كلمات دالة:
  • عمران العويس،
  • بلال البدور،
  • ندوة الثقافة والعلوم،
  • العويس،
  • الامارات،
  • الهند،
  • مؤرخ
Email