راشد بن سعيد نموذج «بناء الإنسان وصناعة الغد»

جمال بن حويرب ورفيعة غباش وإبراهيم أستادي | تصوير: دينيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مثّلت المحور والنموذج المتفرد في نقاشات وأحاديث جلسة (بناء الإنسان وصناعة الغد) ضمن المهرجان، التي تحدث فيها جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتورة رفيعة غباش مؤسس متحف المرأة (بيت البنات)، وأدارها إبراهيم أستادي. وأوضح جمال بن حويرب خلال حديثه كيف بنى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دبي الحديثة في فترة اتسمت بشح الأموال والموارد في ظل انهيار سوق اللؤلؤ، مبيناً حرص الشيخ راشد بن سعيد على أن يحيط نفسه بأناس أكفاء في مختلف المجالات، في الثقافة والفكر والتجارة والعلوم والطب، وهو ما كان استثماراً فاعلاً نوعياً في الموارد البشرية، وعكس كيف أن بناء الإنسان كان يقع على قائمة أولوياته. وتطرق ابن حويرب أيضاً إلى قدرة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد على استشراف المستقبل، فمعطياته القوية أهلته لقراءة مستقبل دبي بعد عشر سنوات، حيث كان يحدد أهدافه والوقت وهذه صفات الناجحين في العالم، موضحاً تمكنه من تحقيق هذه الأهداف بأقل ميزانية.

وأشار ابن حويرب أيضاً، إلى أنه كان، رحمه الله، حاسماً في اتخاذ القرارات وغير متردد، وأبرز الإنجازات التي حققها وأثبتت قدرته على استشراف المستقبل وساهمت في نهضة دبي وبنائها هو ميناء جبل علي، الذي حدد مصير دبي في المستقبل، ورغم اعتقاد البعض أنه مشروع يتسبب في صرف المال بغير نفع، إلا أنه الآن يعد أحد أهم مشاريع العالم.

كما لفت إلى أنه تدير موانئ دبي الآن نسبة 62 % من موانئ العالم.

وأضاف جمال بن حويرب: بناء الإنسان كان محور اهتمام الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، وقد رأى في أبنائه الكرام، جوهر مستقبل دبي المتفرد، حرص على أن تكون نشأتهم مرتكزة إلى التعود على الجلادة ومصاعب الحياة والكرم والفروسية ونفع الناس، وكان ينظر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أنه مستقبل دبي، حيث ذكر ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كتابه «قصتي»، ومن يقرأ كتاب سموه يجد روح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد حاضرة من بداية الكتاب حتى نهايته.

وجود دائم

ومن جهتها، عبرت د.رفيعة غباش عن سعادتها لكونها من الجيل الذي عاصر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأوضحت أنه لا تغيب عن ذاكرتها سيارته السوداء المعروفة، رحمه الله، التي كانت تجوب دبي في الصباح الباكر كل يوم.

وتطرقت د.رفيعة غباش إلى الحضور الدائم والمتابعة الحثيثة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد لمواقع المشاريع المهمة في دبي، كمطارها الدولي، التي أصبحت الآن جوهر دبي الحديثة، إذ كان يتابعها عن كثب كما لو أنه مدير لتلك المشاريع، ذلك لشدة حرصه ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة في تلك المشاريع.

وأضافت: كلما بحثت في التاريخ وجدت بصمة واضحة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد، وبصمة النجاح التي خلّفها ليست فقط بسبب اختياره أفضل الناس حوله أو الشركات، ولكن لأنه كان يعمل بقلبه وعقله وبحب شديد لإمارته وبلده ووطنه. وأكدت أن الحاكم الذي يبقى في ذاكرة شعبه هو الذي يحب شعبه وينتقي له كل شيء جميل، وهي صفة كانت واضحة لدى الشيخ راشد بن سعيد.

فحبه لم يكن مقتصراً على شعبه بل على العرب كافة والإنسانية جمعاء. وأشارت غباش في نهاية حديثها إلى أهمية المرأة في حياة الشيخ راشد بن سعيد وتقديره الكبير لها، ولفتت إلى دور والدته الشيخة حصه بنت المر ودورها ووقوفها بجانب زوجها المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم.

تسجيل مصوّر

عرضت الدكتورة رفيعة غباش، تسجيلاً مصوراً يعكس حب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد لشعبه وسعيه لراحتهم، ذلك خاصة في فترة عانى فيها الناس عدم وجود المياه النقية في بعض المناطق، حيث تم العمل على حفر أول بئر في منطقة العوير لتوفير مياه نقية، إذ استغرق العمل على شق البئر شهوراً عدة.

Email