«كتب غير مقروءة» مبادرة تحفّز عشاق المعرفة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكثر من 400 كتاب، جمعها مشروع «مكتبة الكتب غير المقروءة»، في غضون 3 أشهر، ليبدو ذلك تطبيقاً حرفياً لما قاله الكاتب الأمريكي فنست ستاريت يوماً ما، بأنه «عندما نجمع الكتب فإننا نجمع السعادة»، وذلك هو دأب دبي التي تجد بين جنباتها السعادة أينما حللت، فالمشروع الفني يتخذ من «دانة الدنيا» حالياً مقراً له، ليسافر من بعدها نحو سنغافورة ومنها إلى بلدان أخرى، ليكون ذلك بمثابة تأكيد على أهمية قيمة المعرفة وضرورة تبادلها وتدويرها بين الناس.

إتاحة ووفرة

فكرة المشروع خرجت من رحم أروقة مركز فن جميل، الواقع في منطقة الجداف بدبي، بالتعاون مع الفنان السنغافوري هيمان تشونغ، ومواطنته أمينة المكتبات والعاملة في عدد من المؤسسات الفنية رينيه ستال، ليسفر المشروع الفني عن جمع أكثر من 400 كتاب من الإمارات فقط، وفق ما أدلت به أُنس قطان، مديرة برامج البحث والتعليم في مركز فن جميل، لـ «البيان»، حيث قالت: «هذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها الفنان هيمان تشونغ ورينيه ستال، هذا المشروع، ولكنها المرة الأولى التي يقام فيها في دبي والإمارات»، مشيرة إلى أن المشروع هو عبارة عن «مكتبة متنقلة، وتكون مرجعية، تتناول أكثر من 700 عنوان، وتضم كتباً في شتى مجالات المعرفة».

وقالت: «من خلال هذا المشروع نجسد مفاهيم الإتاحة والوفرة، ونطبق سياسات إعادة التوزيع، ونؤكد على قيمة تبادل المعرفة بين الناس، وبأن الحصول على المعرفة لا يتوقف عند حدود التمويل».

فكرة مشروع المكتبة الذي يسدل مركز فن جميل الستار عليه مع نهاية الشهر الجاري، تقوم على مبدأ الثقة، وفق ما تقول أُنس القطان، والتي أشارت إلى أن «التبرع بالكتب يبرز أهمية وجود المكتبات». وأضافت: «البعض يشتري الكتب ويتركها من دون قراءة، وبالتالي فإن تبرعه بها، يساهم في تقديم المعرفة إلى الآخرين».

فهرسة

لا شروط خاصة في هذه المكتبة، القائمة أساساً على عملية التبرع بكتب لم تقرأ أصلاً أو كتب قرأت لمرة واحدة فقط وتركت بعد ذلك، ولذلك فهي غير متخصصة في مجال معين، وإنما شرعت أبوابها على كافة مجالات المعرفة، بغض النظر عن لغاتها، ووفق ما أوضحته أُنس في حديثها، فإن «التبرعات للمكتبة وصلت من كافة إمارات الدولة، وبلغات عديدة من بينها العربية والانجليزية والأوردو وغيرها».

وقالت: «بلا شك أن حصيلة هذه المكتبة من شأنه أن يمنحنا نبذة عن طبيعة المجتمع المحيط بنا، ومدى علاقته بالمعرفة، ونوعية اهتماماته، خاصة وأن هناك كتباً لها صلة بالشعر والأدب والنثر والهندسة وغيرها».

وبخلاف المكتبات الأخرى، فإن هذه المكتبة لا تعتمد نظام فهرسة معيناً، وفي ذلك قالت أُنس: «هي مكتبة مرجعية، يمكن قراءة كتبها في مركز فن جميل نفسه، ولا يفرض فيها نظام فهرسة معينة»، ونوهت إلى أن المتبرع يحصل على عضوية خاصة لمدى الحياة.

Email