توظف التقنيات المعاصرة في تشكيل خزفياتها

أسماء العريض.. إبداعات خزفية بهوية معاصرة

أسماء العريض خلال عملها على أحد إبداعاتها | تصوير- سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى عبر موادها التفاعلية وتصاميمها المعتقة بتراثها العريق، إلى ابتكار هوية معاصرة تخرج من عباءتها التقليدية بوصفها تحفاً فنية باهظة الثمن وغير قابلة للاستخدام الشخصي.

تلك الرؤى التي تحمل بين طياتها فكراً متجدداً للاستدامة في الفنون طالما شغلت الفنانة التشكيلية والخزفية أسماء العريض، وسعت عبر تصاميمها إلى فتح الباب أمام الخزفيات لدخول بيوتنا العربية كأدوات منزلية يومية.

وفي السياق تؤكد أسماء التي ساهمت عبر علامتها التجارية BAYA CERAMIC التي أطلقتها منذ العام 2017 في إنعاش التوهج نحو استخدام الخزفيات من جديد كأدوات منزلية على مائدة الطعام أو القهوة.

أنها تعشق التقنيات المعاصرة في تشكيل الخزف بروح شرقية خالصة تعبر عن تراث المنطقة وتقاليدها العريقة، قائلة: العمل الخزفي لم يعد يقتصر على الشكل التقليدي المتعارف عليه، إنما استطاع هذا العنصر أن يبعث الإبداع في تجليات شتى.

فوجد فيه الفنان مادة يصيغ بها كافة تفاصيل مكنوناته الإبداعية، وتمكن من خلالها من أن يعبر عن ملامح الحضارات القديمة مع إسقاط بعض سمات العصر الحديث، ويمكن ملاحظة التحولات الأسلوبية من جيل إلى آخر، وتلمس المنابع التراثية للإبداع المعاصر من ناحية والاتجاهات الحديثة لهذا الفن.

خيال الطين

وحول طبيعة الأفكار المطروحة في تصاميمها الخزفية، والتي تقوم بإنجازها في ورش العمل المخصصة للنحت والخزف بمركز الجليلة لثقافة الطفل، تقول أسماء:

الخزف حافظ على مكانته ضمن فنون ما بعد الحداثة باعتباره من المواد النابضة والمتحركة وتسهم بشكل كبير.

وفي كثير من الأحيان في توجيه النشاط الإبداعي للفنان نفسه، الذي ينظر للطين على أنه شيء بإمكانه أن ينطوي على مغزى تحركه المشاعر وترسم خطوطه العريضة عبر نبض راحة اليد التي تتلمس طريقها نحو الابتكار من عوالم الخيال، وجماليات ما حولنا.

وفيما يتعلق بتوظيف الخزف وإعادة إحياء مهامه كجزء من الأدوات المستخدمة في المنزل، تشير أسماء إلى أن النزعة الاستهلاكية التي تمارسها المجتمعات بشكل عام، حجبت الكثير من الحرف والفنون التي نشأت مع نشأة الحضارات .

وكانت عاملاً أساسياً من عوامل النشاط الاجتماعي أن أحد المهام الكبيرة للفن هي في تمكنه من اختبار قدرة الذات الإنسانية وفضلها في تحويل المادة الخام وخلق عوالم شكلية مستمدة منها.

وتحمل صيرورتها ودوام معناها عبر حركة الزمن وتخطيه الحدود المادية للمكان الذي يبلور في مجمله ثقافة الإنسان الحضارية وتفاعلاته الوجدانية واعتباره كائناً اجتماعياً يعمل على تغيير واقعه الحضاري والطبيعي وتحويلهما إلى ما يلائم حاجاته المتنامية في أطار المحافظة على تقاليده المتوارثة.

Email