«عقاقير محرّمة»..أسئلة وجودية وصراع عبثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بقدر كبير من الدهشة، جاءت رواية «عقاقير محرمة» لتلقي بالتساؤلات في بحر مائج من الأفكار الصادمة والأطروحات الوجودية الحائرة، وفي تحدٍّ للتقاليد السائدة في الكتابة، حاولت الرواية أن تقدّم تفسيرات تساعد الإنسان على فهم ذاته والواقع الذي يعيشه، ومن هذا المنطلق، صدرت الرواية حديثاً للكاتب الروائي عصام راسم، عن دار منشورات الربيع في القاهرة.

نمط الكتابة الذي انتهجه رسام في روايته لا يرتكن إلى الدراما الروائية الرَّصينة فقط، لكنه تعمّد أن ينحت شخصيات معقدة، فينتقل بنا إلى صراعهم العبثي مع العالم تارة، وتارة أخرى إلى صراعاتهم الذاتية مع أنفسهم، حلبة مفتوحة من صراع الاحتمالات فاجأتنا بعوالم مدهشة لا تسعى للاكتمال كما هو مُعتاد.

حدث فاصل داخل النص حدَّد مسارات أبطال الرواية، فكان موت «العم قديس» الدافع نحو انزلاق الجميع من فوق قضبان العاديّ والمألوف، لينسجوا تفاصيل جديدة من الأحداث والعلاقات المختلفة، ولا يتوقف هذا التحوّل أبداً، إلى أن يصل مداه في صدام عنيف مع الآخر، والذات والعالم.

فوق رقعة زمنية ضيقة، تمددت حكايات «مدحت» بطل الرواية، الذي يعيش وحيداً في بيت العائلة الكبير، وفي هذه المساحة المحدودة أيضاً من الزمن، اعتاد البطل أن يمارس التفكير، هذه العادة صحبها تناول عقاقير، بعضها يعالج أمراضاً عضوية، والبعض الآخر يجلب له الهلوسة. مع حدود حياة بطل الرواية الضيقة تقاطعت حكايات أخرى، وفوق الرقعة الزمنية الضيقة ذاتها، اجتمع أشخاص آخرون، ليبتلعهم الزمن جميعاً بحكاياتهم البسيطة التي تخفي خلفها أحلاماً كبيرة، يرجون منها أهدافاً عظيمة، وبمجرد أن يقتربوا من ناصية أهدافهم، يدركون كم كانوا تافهين عندما أسرهم الحلم وجلبهم إلى هذا المنعطف.

عصام راسم فهمي، من مواليد عام 1966م، من محافظة أسوان، من جيل التسعينيات، يكتب القصة القصيرة والسيناريو السينمائي والرواية، فاز بالعديد من الجوائز في مجال القصة القصيرة، وتم تكريمه في عدد من المؤتمرات الأدبية، منها مؤتمر أدباء مصر عام 2009، نشر العديد من إنتاجه الأدبي في أغلب الصحف والدوريات المصرية والعربية. نُشرت له أربع روايات بين عامي 1998 و2016: «الحكروب» 1998، «رقص أفريقي» 2002، «ضجيج الذاكرة» 2003، «هدنة مؤقتة» 2016.

الكتاب: عقاقير محرمة

الكاتب: عصام راسم

الناشر: منشورات الربيع

عدد الصفحات: 182 صفحة

Email