ندوة نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب برعاية نهيان بن مبارك

فكر زايد منارة التسامح ونموذجه الأبرز

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقشت ندوة «التسامح في الثقافة والأدب والتاريخ»، التي أقيمت برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ونظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب، العديد من القضايا مثل تطور مصطلح التسامح، والتسامح في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقيم التسامح في الشعر، وذلك خلال جلسات الندوة التي نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب يوم أمس في فندق سانت ريجيس السعديات في أبوظبي، بمشاركة تركي الدخيل السفير السعودي في الدولة، إضافة إلى عدد من البحاثة والمتخصصين، وبحضور محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي، وعدد من المسؤولين والمثقفين.

رموز

في كلمته الافتتاحية، قال د. علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب- رئيس مجلس إدارة هيئة اللغة العربية: إن التسامح قيمة رفيعة ومهمة في الإبداع، وهي ضرب من الأخلاقيات النبيلة التي يقوم عليها الشعر بشقيه العربي والنبطي.

وأضاف: يحكى بأن الماجدي بن ظاهر أقدم شاعر نبطي إماراتي، اعتاد أن يظهر في الحكايات التي تروى عنه فيستقبل الضيوف، لكننا نجهل أسماءهم، فلا تذكر الحكايات إلا أسماء الأشياء والأشجار، وكأن رمزية الحكايات تقول بأن ذاكرة المكان أبقى. وتابع: والغافة في حكايات الماجدي عادة ما تذكر بالاسم، وقد نسيت الروايات التي تنساب وتتوالى منذ أكثر من ثلاثة قرون، بقية الأسماء، وظلت شجرة الغاف التي تتخذها الإمارات رمزاً للتسامح حاضرة.

التسامح في فكر زايد

جاءت الجلسة الثانية في الندوة، بعنوان «التسامح في فكر الشيخ زايد بن سلطان وفكر غاندي» وشارك فيها تركي الدخيل السفير السعودي في الإمارات، وذكر الرحمن رئيس المركز الثقافي العربي الهندي ومركز غرب آسيا، والروائي الفرنسي جليبير سينيوه، وأدار الجلسة عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة.

وتحدث تركي الدخيل عن أثر فكر زايد في التسامح وقال: أي زائر يتحدث عن الإمارات لا بد أن يقول: يوجد فيها أكثر من 211 جنسية، وهو أكثر من عدد الدول المنتسبة للأمم المتحدة. وأضاف: إن عيش هذه الجنسيات في إطار خياراتها الدينية والفكرية هي انعكاس للجذور التي زرعها الشيخ زايد.

وركز الدخيل على نقطة أن الشيخ زايد لم يميز بين المرأة والرجل منذ تأسيس الدولة، كما ذكر العديد من القصص التي تركز على أن شخصية الشيخ زايد متسامحة، منها قصة اكتشاف كنيسة في جزيرة صير بني ياس، إذ تبنى فكرة التنقيب وهو دلالة على التسامح في فكر زايد.

وقال ذكر الرحمن: التسامح لم يكن غريباً في فكر غاندي، إذ ركز في أفكاره على اللاعنف وعلى أن يقابل عدم التسامح بالتسامح.

وذكر جليبير سينيوه بأنه كتب سيرة غاندي في جنوب أفريقيا ،وقال: عندما أتيت إلى الإمارات ورأيت كيف يتحدث الناس عن الشيخ زايد اكتشفت أن هذين العملاقين كان بينهما الكثير من المشتركات واللاعنف والتسامح الذي كان رابطاً رئيساً بينهما. وأوضح: من مقولات غاندي أن مبدأ «العين بالعين سيجعل العالم أعمى»، وقال الشيخ زايد «الكراهية تقتل بينما الحب مستمر» وهاتان العبارتان مثال على التسامح في فكرهما.

المفهوم والتطور

وأما في الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان «التسامح المصطلح والمفهوم والتطور» فتحدث الناقد د. عبدالله الغذامي والمفكر والكاتب د. رضوان السيد، ود. ضياء الكعبي أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث المساعد بجامعة البحرين، وأدار الجلسة د. خليل الشيخ عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب الذي أشار إلى أن مصطلح التسامح قد تغير عبر التاريخ.

وقالت د. ضياء الكعبي: خضع مفهوم التسامح للتغير. وذكرت: أن بداية التسامح في الغرب ظهر في القرنين الـ16 و17 الميلادي، وقد ظهر مفهوم التسامح من خلال بعض الأدبيات منها رسالة التسامح لجون لوك، ورسالة التسامح لفولتير.

من جهته قال الغذامي: التسامح هو رغبة إنسانية مطلقة وهناك فجوة بين ما نقوله وبين ما نعامل به غيرنا وهناك منطقة فراغ بين التسامح واللاتسامح، قد تجعل أحدهما يجر الآخر. وأضاف: قال «راسل» (التنافس غريزة بالإنسان) والإنسان لا يستطيع أن ينافس إلا إذ حقق السلطة، وغريزة التنافس في السلطة تعتدي وتجعل الآخر أقل من أن ينافس.

في الشعر

ناقشت الجلسة الثالثة «قيم التسامح في الشعر»، حيث شارك فيها سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي، ود. محمد حجة كاتب وأستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، والشاعر والأستاذ الجامعي د.علي جعفر العلاق.

Email