جمال سليمان لـ«البيان»:

«تحدي القراءة» مبادرة رائدة للحفاظ على الهوية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» يحتفي العالم العربي غداً بتتويج بطل الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي وذلك خلال حفل ضخم تحتضنه أوبرا دبي ويحضره أكثر من 3 آلاف شخص من المسؤولين وأعضاء الوفود المشاركة من جميع أنحاء العالم ليتم إعلان الفائزين بلقب بطل تحدي القراءة العربي لعام 2019.

«البيان» التقت الفنان جمال سليمان، عضو لجنة التحكيم، الذي ثمّن المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً إنها أكبر مبادرة عربية تهدف للحفاظ على الهوية واللغة العربية.

باقة رائعة

في البداية قال سليمان إن الحلقات السبع الماضية شهدت منافسة شرسة بين الأبطال الـ16، موضحا أن المسابقة ضمت باقة رائعة من الأطفال الأذكياء المتحدثين بالفصحى بشكل ملفت للنظر، مؤكداً أنه لم يتردد لحظة في الموافقة على المشاركة في هذه المبادرة فور الاتصال به، وشعر بالسعادة لكونه أحد أعضاء لجنة التحكيم.

تحدٍ جديد

وتابع سليمان قائلاً: «كل حلقة كان بها تحدٍ جديد الهدف منه معرفة مدى اطلاع المشاركين على المراجع الثقافية المختلفة».

واستطرد: «واجه المتسابقون تحديات لها علاقة باتخاذ قرارات في بعض المسائل وكيفية التصرف، وكان لكل تحدٍ طبيعة خاصة، ويتم التحضير له ودراسة تفاعل المشاركين».

قرارات نهائية

وعن اتخاذ القرارات النهائية قال عضو لجنة التحكيم: «بعد انتهاء الأسئلة والأجوبة كنا نجتمع كلجنة تحكيم لتحديد من يبقى ومن يرحل وهذه كانت اللحظات الأكثر صعوبة، حيث كنا نجد أن الفوارق في بعض الأحيان قليلة جداً وتخلق حيرة فيمن سنتخذ قراراً ببقائه ومن سيرحل».

وتابع: «كل المتسابقين كان لديهم رؤية وبصمة ورأي وحضور مميز ومعظمهم كانوا يمزجون بين الثقافة والمشاعر الإنسانية والأحاسيس ذات البعد الوطني والاجتماعي. وهو أمر مهم».

حب القراءة

ويرى سليمان أن المتسابقين لا يمثلون النوعية الغالبة وسط الشباب العربي الذي ابتعد معظمه عن الكتاب، لكنها نوعية كشفت عن وجود نسبة مُبشّرة ممن لا زالوا يمتلكون الشغف بالكتاب وحب القراءة والاطلاع والثقافة. واعترف سليمان بأن العقود الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً جداً في علاقة الأجيال بالكتاب، موضحاً أن ذلك الوضع جاء نتيجة تراجع مستويات التعليم وكفاءة المدارس.

وأضاف: «من هنا تأتي أهمية المبادرات الواعية مثل مبادرة تحدي القراءة العربي التي تعزز الوعي وتعطي قيمة للثقافة وتسلط الضوء على التفوق والبروز».

أدوات جذب

وقال سليمان: «كشفت المبادرة عن تحدٍ مهم هو تحدي الحفاظ على الهوية، فنحن نعيش انفتاحاً لم تشهد له البشرية مثيلاً، فالعالم الآن مليء بالأطروحات والأفكار والتيارات التي تنتشر بسرعة البرق. وفي خضم هذا المحيط من المؤثرات، يأتي السؤال الكبير بشأن الهوية».

فارق ضئيل

واعترف سليمان بأنه حزن لخروج متسابقين من لبنان وفلسطين والجزائر وموريتانيا حيث كانوا مميزين، لكنه رغم ذلك يؤكد أنه سعيد أيضاً بمن بقي لأنهم يستحقون البقاء.

وعن فرز الـ11.5 مليون طفل، قال إنه تم فرزهم بالتعاون مع وزارات التربية في الدول المشاركة، حيث تبدأ المنافسات على مستوى مناطق ثم على مستوى أوسع، حتى نصل إلى منافسة على مستوى الدولة نفسها وينضم الفائزون على مستوى الدول لمنافسات أكثر ضراوة حتى نصل إلى المتنافسين النهائيين في تصفيات دبي.

دور الأسرة

وتابع سليمان القول: الكثير من المتسابقين كانوا من أوساط اقتصادية متوسطة أو أقل من متوسطة وبعضهم كان يعيش في مناطق نائية، بعيدة عن المراكز الحضارية في بلدانهم، وهذا ليس دليلاً على تميز هؤلاء فقط بل دليل كبير على دور الأسرة».

مستقبل اللغة

وتحدث عضو لجنة التحكيم عن خوفه على مستقبل اللغة العربية قائلاً: «اللغة العربية في خطر كبير جداً مع تراجع مستوى الاهتمام بها بصورة غير مقبولة».

وطالب سليمان بضرورة البناء على المبادرة وإطلاق مبادرات أخرى في كل البلدان العربية؛ لأهمية ذلك على كل الصعد الثقافية، وللحفاظ على الهوية، ولحماية الأجيال المقبلة من اضمحلال هويتهم أو غياب انتمائهم.

Email