المعرض يحتضن المشاركة الأكبر في دورته الحالية

ناشرون: «الشارقة للكتاب» رئة الثقافة السودانية

تصوير : سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمقطع شعري للقامة الشعرية السودانية والعربية السامقة محمد الفيتوري، أطلق حسن سعيد من دار نشر جامعة الخرطوم لمشاعره العنان، حيث أنشد للفيتوري «فداً لعيني طفلة - غازلت دموعها - حديقةً في الخيال - شمسك في راحتها - خصلة طريّة - من زهر البرتقال - والنيل ثوبٌ أخضرٌ - ربّما عاكسه الخصر - قليلاً.. فمال». وتناول حسن سعيد ظروف التواجد السوداني في معرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي مثلت المشاركة الأكبر في تاريخ المشاركات السودانية بـ 7 دور نشر، والتي جاءت عقب تحرر الشعب السوداني من كابوس الانغلاق وتكميم الأفواه، وصبغ الثقافة السودانية بلون واحد جوهره التخلف والعودة إلى الوراء، بالاستناد إلى مقولات إقصاء الآخر وتعميم فكر التطرف والجهل. وأكد أن معرض الشارقة الدولي للكتاب شكل متنفساً ورئة للثقافة السودانية التي كانت سجينة لسنوات طويلة في زنازين التخلف والجهل، حيث مثلت هذه المشاركة في المعرض الأولى عقب الخروج من القمقم.

تكثيف التواصل

ولفت سعيد إلى أن دور النشر السودانية تضع مشاركتها في المعرض، في خانة تفعيل الشراكة الفكرية والمعرفية وتعميق الروابط وتكثيف التواصل، كما يعكس الحضور النوعي للسودان قيمته ومكانته، مشيراً إلى أن المشاركة تلقي الضوء على الحراك الفكري والمعرفي في المجتمعات باعتبار القوى الناعمة وسيلة مؤثرة في الحوار بين الشعوب، وأشار إلى أن المشاركات الثقافية السودانية في السنوات السابقة كانت دون المستوى ومتقطعة، لكنهم يشاركون بعد نجاح ثورتهم وسير السودان على الطريق الصحيح، طريق التنمية والإعمار والنهضة الشاملة.

ولفت إلى أن الدار تعرض في جناحها مجموعة قيمة من الإصدارات التي تتناسب ومختلف الأذواق، منها شذرات من الموروث الثقافي الشعبي السوداني لفرح عيسى محمد، والذهب في السودان لسيف الدين حسن وجبال النوبة الديانة التقليدية والمسيحية والإسلام.. وغيرها.

وقال للأسف سطوة التكنولوجيا أضرت بالكتاب وأثرت بصورة واضحة على القراءة، وباتت المنطقة تشهد حالة من العزوف، دون أن يكون هناك حلول حقيقية ووقفة جادة لهذا الأمر، مطالبا بتوحيد الجهود لعلاج هذا الخلل الذي قال إنه سيضر بحاضر ومستقبل الأمة.

 

عناوين مميزة

ولفت نور الهدى من دار عزة للنشر إلى أن جناح الدار يضم 25 عنوانا متميزا تعرض لأول مرة، منها موسوعة عن التنوع في 4 أجزاء لمؤلفها الدكتور عمرو محمد عباس وسلسلة «آذان الأنغام في نظرية التطور البشري من منظور إسلامي» و«أمي كاملة عقل ودين» ويبحث الكتاب في قدرات المرأة وتطورها، إلى جانب الشعر والدراسات ومنها «الجنس والجنسانية للمرأة السودانية» للدكتورة فاطمة بابكر، و«قلبي على وطني» للدكتور علي عبد القادر، ويرى أن تنوع السودان والاختلافات الثقافية الموجودة وتمازج الحضارات الأفريقية والنوبية والعربية أفرزت منتجاً أدبياً يتسم بالتنوع والثراء في كافة المجالات.

 

تظاهرة فنية

أما ماجد حسن سليمان من دار مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي السوداني في العاصمة الخرطوم، فيرى أن معرض الشارقة للكتاب تظاهرة فنية متفردة تعكس جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، راعي العلم والثقافة، وقال تواجدنا الكثيف ثمرة من ثمار الثورة السودانية، مستطردا: إن أصحاب الفكر الضيق يخشون الثقافة، لأنها تنشر الوعي والنور بين الشعوب.

 

فيما تعتبر سناء أبو قصيصة أول ناشرة سيدة «من مدارات للنشر والتوزيع»، الحضور السوداني لهذا العام لافتاً للغاية، كون الإجراءات عقب تنشقهم نسيم الديمقراطية والحرية باتت سلسة بعيداً عن الرقابة والقيود الضاغطة التي كانت تجعلهم يحجمون عن المشاركة في مناسبات ثقافية كثيرة، وتراهن أبو قصيصة على الشباب، وتؤكد أنهم المستقبل الجميل الذي يؤمنون به.

Email