يجسدان قيم التّسامح والحوار الحضاري..

تمثالان من روما والهند يزيّنان مجموعة اللوفر أبوظبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تكرس القطع المعروضة في متحف اللوفر أبوظبي، لحوار الحضارات ولتجربة الإبداع الإنساني المتنوع، والذي يجسد مفاهيم التسامح الذي تحتفي به الإمارات بالعام 2019.

ومن بين هذه القطع، تمثالان من المجموعة الدائمة للمتحف الأول من روما لأحد النبلاء، والذي يعرف باسم «الخطيب»، والثاني من الهند لـ «بوذاسف» من منطقة «غاندهارا»، ويتجلى البعد الفني في طيات الملابس والبنية الجسدية الواقعية لكلا التمثالين.

في بداية حديثها قالت عفراء حمد الجنيبي، مساعد أمين متحف قسم الآثار في اللوفر أبوظبي: يتميّز متحف اللوفر أبوظبي بكونه متحفا عالميا، يتيح للزائرين خوض رحلة زمنية عبر تاريخ الإنسانية.

أضافت: تُركز القطع على تطور البشرية الطويل، وكشف الخيوط التي تربط بين الحضارات والمجتمعات الإنسانية على مر التاريخ، ليصبح المتحف مركزاً للتبادل الثقافي والحضاري مسلطاً الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الأعمال الفنية.

وأوضحت: تتمثل رسالة المتحف في هذين التمثالين، «الخطيب» و«بوذاسف». ويظهر هذان التمثالان بشكل مختلف تماماً للوهلة الأولى، فتمثال «بوذاسف» المصنوع من حجر الشيست ويعود إلى غاندهارا (باكستان حالياً)، مصور لشخصية دينية وهي «بوذاسف» الأمير بأبهى صُوَرِه. وأضافت: وهو ليس شخصاً محدداً، ولكن أي شخص في طريقه للوصول إلى منزلة «النيرفانا» أي السكينة وهي أقصى مراحل السلام الروحي في الديانة البوذية. وتابعت: لكن «بوذاسف» يؤثر الوصول للنيرفانا كي يساعد الناس من حوله للوصول إليها أيضاً.

التأثر بالإغريق:

وعن تمثال «الخطيب» قالت الجنيبي: صُنع التمثال من الرخام ويعود إلى الفترة الرومانية المبكرة في إيطاليا، ويصور شخصية سياسية واجتماعية هامة، بملامح جادة وصارمة. وأضافت: على الرغم من كون شخصية الخطيب مجهولة بسبب عدم وجود أي كتابة على التمثال، إلا أن هذا التمثال الرخامي المصنوع بحرفية متناهية يعبر عن أهمية هذه الشخصية في المجتمع وانتمائها إلى الطبقة العليا.

وأوضحت الجنيبي نقاط التشابه: يتميز التمثالان بجمالية الأسلوب اليوناني في النحت، إذ يتسم بواقعية التصوير إضافة إلى ديناميكية نحت الجسد في وضعية التعارض (كونتروبوسو).

وذكرت: هو أسلوب نحت يوناني يصور قوام الإنسان تاركاً ثقل وزنه على قدم واحدة، حيث يصبح الكتفان والذراعان خارج محور الوركين والساقين. وقالت: أما عن الرداء، فالطيات المتدلية أمام التمثالين وعلى الرغم من اختلافها فمستلهمة من اللباس اليوناني (الهيماتيون).

كما تحدثت الجنيبي عن التأثير الإغريقي في شبه القارة الهندية. إذ أوضحت: تأثرت الفنون في شبه القارة الهندية بالفنون اليونانية بشكل كبير عقب فتوحات الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد. وأضافت: انتشرت مع هذه الفتوحات الثقافة والفنون والفكر الإغريقي حيثما حل الإسكندر، كان يؤسس مدناً مختلفة استقر فيها بعض الجنود والمفكرين والفلاسفة والحرفيين والفنانين من الإغريق مع السكان الأصليين. وتابعت: هو ما أنتج أسلوباً فنياً جديداً يمزج بين الفن البوذي والفن اليوناني، وهذه التوفيقة الثقافية الفريدة أنتجت خليطاً بين التصوير الواقعي المثالي اليوناني والتصوير الأول للتماثيل البوذية.

ميزات

يعود تمثال رجل يدعى «الخطيب» يرتدي ثوب «التوغا» الروماني إلى ما بين 100 و150 ميلادية، مصنوع من الرخام ويبلغ ارتفاعه 169 سم. أما «بوذاسف» فيعود إلى ما بين 100 و300 ميلادية، وهو مصنوع من صخر الشيست ويبلغ ارتفاعه 136 سم.

كلمات دالة:
  • الهند،
  • روما،
  • الإمارات،
  • التسامح،
  • متحف اللوفر،
  • أبوظبي
Email