عدسة الأيام

رضا محمد لاري.. حصيلة معرفية زاخرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو رجل من رجالات الزمن الجميل في المنطقة الغربية بالسعودية، كان صاحب شخصية قيادية آسرة وصفات نادرة وحصيلة معرفية زاخرة واطلاع واسع في مختلف المجالات وسرعة بديهة حاضرة وظرف في الكلام والسلوك.

أجمع رفاقه ومعارفه على أن شخصيته كانت تنعكس دوماً على كل مجلس يحل به أو كل موقع يرتحل إليه فتزينهما بالبهجة والتجدد والمعلومة والحكاية والطرفة والتحليل.

ذلكم هو الصحافي والدبلوماسي والإعلامي متعدد اللغات والثقافات المرحوم الأستاذ رضا بن محمد بن محمد علي لاري، الذي أبصر النور في 9 نوفمبر 1938 بحارة الشام في جدة القديمة، وغادرنا إلى رحاب ربه في 13 سبتمبر 2013، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة «أمنا حواء» في جدة، وذلك على إثر توقف قلبه عن النبض نتيجة نقص حاد في الأوكسجين بعد صراع مع المرض امتد نحو عام كامل كان خلاله يـخضع يومياً لعملية تغيير دم مكلفة، وكان الأمير تركي بن عبدالعزيز هو من يدفع تكاليفها.

في كتاب «رضا محمد لاري.. بين قوسين»، الذي قدمه وحققه وترجمه عثمان جمعان الغامدي، ونشره عبر دار جداول للنشر والتوزيع بالرياض عام 2016، نجد الكثير من المعلومات عن هذه القامة الكبيرة في دنيا الصحافة السعودية المعاصرة والتي وصفت بـ «صاحب الكتابة العميقة لمدة 40 عاماً» و«صاحب التحليل السياسي الفريد»، و«أول صحفي سعودي في عهد المؤسسات الصحفية بالمملكة يجمع بين منصبي رئيس تحرير الصحيفة «عكاظ»، والمدير العام للمؤسسة التي تصدر عنها»، وغيرها من الألقاب.

نعم، كان لاري كذلك، رغم أنه لم يدرس الصحافة أكاديمياً، وإنْ كان قرأ على مدى 9 أشهر كل الكتب المقررة على طلبة البكالوريوس والماجستير بكلية الإعلام في جامعة القاهرة والتي أهدته له ابنة عمه المرحومة «سميرة لاري».

حفل كبير

تقول سيرته استناداً إلى الكتاب سالف الذكر والمقالات التي نـشرت عنه بعد رحيله في العديد من الصحف والمجلات السعودية مثل عكاظ والوطن والشرق والرياض واليمامة، علاوة على صحيفتي الشرق الأوسط اللندنية والحياة اللبنانية أنه تلقى العلم مع إخوته في كـتّــاب الشيخ علي هلال داخل أزقة حارة الشام بجدة، فأتم على يده حفظ جزأي «عمّ» و«تبارك»، الذي أعقبه قيام أسرته بإعداد حفل كبير بتلك المناسبة على نحو ما درجت عليه عادات الأسر الحجازية.

بعدها سافر لاري مع أشقائه إلى القاهرة لينتظم في كلية «فيكتوريا كوليدج» بالإسكندرية والتي واصل دراسته فيها حتى الصف الأول ثانوي ليعود بعدها إلى وطنه، مفضلاً العمل بوزارة التجارة على العودة إلى مصر. لكنه تمكن، وهو على رأس العمل، من إكمال المرحلة الثانوية والحصول على شهادة التوجيهية العامة من خلال الانتظام في إحدى المدارس الليلية.

بُعيد حصوله على التوجيهية عاد إلى مصر من أجل التحصيل الجامعي فالتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، التي تخرج منها في منتصف الستينيات.

أما حياته المهنية بعد إكمال تعليمه الجامعي فبدأت بالعمل مديراً لوزارة المالية بجدة، لكنه بعد فترة قصيرة هجره للعمل في وزارة الخارجية، حيث عين أولاً في وظيفة ملحق سياسي بالوزارة، ثم أرسل في أواخر الستينيات إلى مدريد ليشغل منصب القنصل السعودي العام في أسبانيا.

وفي أوائل السبعينيات تم نقله إلى داكار كقائم للإعمال في السفارة السعودية هناك. مثــل لاري بلاده في العديد من المؤتمرات العالمية ونال عدداً من الأوسمة والنياشين والجوائز من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية كان من بينها وسام الفارس من الحكومتين الإسبانية والسنغالية.

عمل صحافي

وحول المنعطف التالي في حياته، المتمثل بالانخراط في العمل الصحافي كتب أحمد عزوز في الشرق الأوسط (26/‏‏‏‏2/‏‏‏‏2017) بتصرف: «بدأت علاقة الراحل بالصحافة في منتصف السبعينيات عندما أنهى عمله الدبلوماسي واتجه للترجمة بحكم إجادته للإنجليزية والفرنسية، إضافة للإسبانية، فكانت محطته الأولى صحيفة عكاظ، التي كان يرأس تحريرها صديقه الراحل عبد الله الجفري، إلى أن تم ترشيحه لاحقًا لإدارتها، ويقول (وجدت نفسي مرشحًا لرئاسة تحريرها، وتحول هذا الترشيح بقدرة قادر، إلى حقيقة واقعة).

كان لاري يمثل لـعكاظ قاموسًا متعدد اللغات، بحكم أجادته لعدة لغات حية، إضافة لامتلاكه حصيلة سياسية واقتصادية جمة ناتجة عن دراسته الجامعية، مما أهله عن جدارة للترشح لرئاسة تحرير عكاظ التي كان التنافس حادًا بينها وبين صحيفتي الرياض والجزيرة.

وكانت البلاد حينها تعيش في عصر الطفرة، وفي ذلك الوقت صدرت الأعداد الأولى من صحيفة عرب نيوز، التي تُعدّ التجربة الأولى للصحافة السعودية باللغة الإنجليزية، التي وجدت لها لاحقًا صحيفة منافسة هي سعودي غازيت، الصادرة عن مؤسسة عكاظ، فاختير لاري رئيسًا لتحريرها».

وهكذا نرى أنه دخل الإعلام والصحافة من باب رئاسة تحرير صحيفة عكاظ من عام 1975 وحتى 1981، وخرج منها من باب إدارة وكالة الأنباء السعودية (واس) التي عين مديراً عاماً لها، وما بين المرحلتين تولى رئاسة تحرير صحيفة «سعودي غازيت» الإنجليزية من 1985 وحتى 1998.

لكن هذا اللاري، الذي صوره لنا الكاتب إسحاق الشيخ يعقوب في جريدة الأيام البحرينية (19/‏‏‏‏9/‏‏‏‏2013) بالكلمات التالية: «هو وردي اللون، مملوء الجسد.

عيونه الواسعة مبوبة بنظارة طبية بنية الإطار، تضج بالمسرة في شهوة الحياة.

وضياء وردي ناعم يشف وجهه البض المستطيل، وأنفه الملموم يمتد حتى شاربه العسلي الناعم كالحرير، وشفتاه الوردية المملوءة تفتر عن ابتسامة مستدامة على محياه»، لم يكتفِ بتلك المناصب الصحفية والإعلامية أوبما حققه لعكاظ من هوية خاصة وريادة في مجال التحليل السياسي وانفراد بمقابلات وحوارات حصرية مع صناع الحدث (مثل حواره الشهير مع شاه إيران محمد رضا بهلوي وحواريه مع أنور السادات وجعفر النميري)، وإنما راح يشحن أفكاره ومواقفه من القضايا السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية في مقالات ينشرها في معظم الصحف السعودية.

فعلاوة على عكاظ، كتب في صحف المدينة والبلاد والشرق الأوسط وصحيفة الرياض التي كانت له فيها مقالة أسبوعية حتى مارس 2011 يبدأ عنوانها بعبارة «أريد أن أقول».

وصدح في مقالاته بآرائه وهواجسه الخاصة التي كانت انعكاساً لفكره لجهة ضرورة إنصاف المرأة، وتحصين الشباب ضد أمراض الغلو والتطرف، وغرس القيم النبيلة والهوايات المفيدة في نفوس الأبناء منذ الطفولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

يقول أحمد عزوز في الشرق الأوسط إن لاري قضى 48 عامًا من عمره في الكتابة، كتب في كل شيء تسمح به معرفته واطلاعه وثقافته، «فما ترك موضوعًا ما يمس حياة الناس، إلا وكتب فيه، وما تخلف عن مناسبة دولية أو عالمية أو محلية إلا وشارك فيها بقلمه»، مضيفاً: «تناول أيضًا الكتابة عن شخصيات سياسية، مثل ياسر عرفات ورابين وحافظ الأسد، وغيرهم، كما كتب عن التحولات والمواقف السياسية وعلاقات دول الشرق الأوسط في تلك المرحلة».

ولأنه كثيراً ما انتقد السياسات الأمريكية أو ما وصفه بـ«الألاعيب الأمريكية فقد كان أول صحافي سعودي توجّه في حقه السفارة الأمريكية مذكرة احتجاج لتنديده المستمر بالسياسة الأمريكية .

صراحة وشفافية

ومما لا شك فيه أن شخصاً هذا ديدنه في الصراحة والشفافية والجرأة في التعبير لا مناص من تربص الحاقدين والحاسدين به ونشر الإشاعات المغرضة حوله وتوغير الصدور ضده. وهذا ما حدث بالفعل لرضا لاري. فقد تمت مساءلته مراراً وتكراراً وأقيل من مناصبه عدة مرات بناء على وشايات إلى درجة أن زميله الإعلامي فهد العرابي الحارثي غرد في يوم وفاته واصفاً إياه بـ«أكثر رؤساء التحرير في الصحف المحلية إقالة من منصبه بعلمه وبدون علمه، وعليكم أن تصنفوه في المكان الذي يليق به».

تحدث عنه وعن خصاله ومآثره أحد تلامذته وهو «محمد الفايدي» في مقال نشره في صحيفة عكاظ (18/‏‏‏‏9/‏‏‏‏2013) فقال ما مفاده أن لاري كان قمة في التعامل الحضاري مع محرريه، بل أن المحرر كان مدللاً في أيامه، مضيفاً: «أصدقكم القول إنني اختلفت معه كثيراً واتفقت معه أكثر لكن في كل مرات الاختلاف لم يفسد للود قضية بيني وبينه إلا مرة واحدة هربت خلالها وتلقفني الزميل علي خالد الغامدي مدير تحرير المدينة حينها لأعمل في جريدة المدينة أشهراً معدودة ثم وجدت أبو أحمد رضا لاري يتصل بي بضرورة العودة إلى جريدتي المحبوبة عكاظ».

وبالمثل نقلتْ صحيفة الحياة (14/‏‏‏‏9/‏‏‏‏2013) عن الإعلامي السعودي عبدالله القبيع قوله عن لاري «كان صحافياً نظيفاً، قلبه على طرف لسانه، كان معلمي الأول في عكاظ. أسس أصول التحليل السياسي بحرافة وثقة»، ونقلت الصحيفة ذاتها عن الأديبة السعودية زينب حفني قولها: «كان (لاري) بالنسبة لي أباً وأخاً وصديقاً.

وقف كثيراً إلى جانبي في بداياتي، وقدّم لي الكثير من الدعم لإيمانه بموهبتي. كان يقول لي دوماً أنتِ كاتبة متميزة وسيكون لك شأن كبير في المستقبل. عندما دخلتُ صحيفة الشرق الأوسط وكنتُ أول كاتبة سعودية تكتب مقالاً أسبوعيّاً في صفحات الرأي فيها كان أول من هنّأني. وكان يحرص على ترجمة بعض مقالاتي إلى الإنجليزية ويقوم بنشرها في صحيفته (سعودي جازيت) التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت.

رجل لم يتأثر يوماً بالأبواق المزيفة ولم يسر خلف الموجة السائدة ولم يُنافق على حساب مبادئه، ظلَّ وفيّاً لعروبته حتّى وفاته، وبموته فقدت الصحافة السعودية منارة سامقة».

أما الروائي أحمد أبودهمان والدكتور عبدالله الغذامي، والكتاب خالد دراج ومهنا الحبيل ومحمود صباغ فقد أجمعوا على أنه كان صحفياً نادراً، وصاحب بصمة متميزة في المقالة والتحليل والتأثير، ومدرسة في النبل والسخرية والإنسانية، وقامة في التواضع والصراحة والعفة ونظافة الكف وخفة الدم.

ومن جانب آخر، هناك أكثر من حادثة جسد فيها لاري تعاطفه وتضامنه مع الضعفاء قليلي الحيلة، منها قيامه بالتوسط لدى الأجهزة الرسمية لإلغاء قرار منع السفر ضد الكاتبين إسحاق الشيخ يعقوب ومحمد العلي.

وفي هذا السياق كتب الأول في الأيام (مصدر سابق): «كانت شخصية فقيد الوطن الكبير رضا لاري مثيرة للفرح والأمل والسعادة وكانت روحه رضية ودودة عذبة طروبة مرحة فكهة لا تمل حضورها ولا تمل جماليتها ولا عذوبة تجليات صفائها.

رضا لاري من الشخصيات التي عندما تغادرها تلاحق نفسك بصمات ذاكرتها. يجيد التنقل بين الالغام.. وإنْ لا مسها فإنه يداورها دون أنْ تنفجر.. وهو يحمل قلماً حراً وطنياً مهذباً يناور برصانة وخفة دم دون أن يقطع شعرة معاوية وهو بطبيعته المرحة وروحه الفكهة يأخذك في جوه».

ومن ضمن لفتات لاري الإنسانية الأخرى كتب لنا راكان حبيب في الوطن السعودية (17/‏‏‏‏9/‏‏‏‏2013): «هو لا يتحمل سؤال الضعيف ولا دمعة طفلة، ولا بكاء طفل.

وأذكر له وقفته مع العجوز التي أجبرتها الحرب الأهلية على ترك بلادها فتكفل بها وبأبنائها، وجمع لها المال لإجراء عدة عمليات لابنها المصاب من الحرب، ثم تعهده لأبنائها حتى بعد وفاتها. لذلك كان لا يجد حرجاً في مراجعة المسؤولين، حاملاً معه ملف المساكين، وفعلاً كان الأمراء كرماء في تجاوبهم معه، ويقبلون وجاهته لفعل الخير».

عـُرف عن الرجل مشاغباته، ومنها ما هو منشور في كتاب «رضا حمد لاري.. بين قوسين» سالف الذكر تحت عنوان «هل نحن شعب قارئ» وفيه يذكر لاري أنه يوم أن اطلع على كتاب «مشاهير السعوديين» وقد صدر بالإنجليزية بعنوان who is who in Saudi Arabia لاحظ أن أكثر من 90 ٪ من شخصيات الكتاب قد ذكروا أن هوايتهم الرئيسة هي القراءة، فقام بالاتصال بمعظمهم والاستفسار منهم عن آخر كتاب قرأوه أو ما هي خطة قراءتهم؟ فوجد أن 90 ٪ منهم لم يفتحوا كتاباً على الإطلاق منذ كانوا في صفوف المدرسة، وقالوا إن لهم هوايات أخرى.

ولما ذكــّرهم بما قالوا في ذلك الكتاب، برر كثير منهم إدعاءه القراءة بأنه نوع من «البريستيج»، الذي يكسب الإنسان مزيداً من المكانة والاحترام داخل الوسط الذي يعيش به.

كما عُـرف عنه حبه لتقديم مادة صحافية غير تقليدية، فكان يغامر بالتصريح عما بداخله دون رتوش، ويقتحم مناطق شائكة وصعبة وغير تقليدية جلبت له الكثير من المتاعب. يقول صديقنا الأستاذ حسين شبكشي في صحيفة «موطن الأخبار» الإلكترونية (13/‏‏‏‏9/‏‏‏‏2013): «كان (لاري) دوماً مفتوناً بالعمل الصحافي والقلم.

وكان له ما أراد حين عمل بصحيفة (عكاظ) ورأس تحريرها، وهي فترة حضرتها عن قرب نظراً لأن والدي الراحل علي شبكشي كان يدير المؤسسة وقتها، وشكّلا ثنائياً لافتاً ساهم في إحداث نقلة لافتة في الصحافة السعودية.

وكان له موقف مهم ومشهور عندما حضر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى المملكة في زيارة رسمية وعقد مؤتمراً صحافياً بعد اختتام مباحثاته، وكانت زيارته تلك بعد وقت ليس بالطويل من مذبحته الشهيرة بحق أهالي مدينة حماه التي ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألف شخص قضوا بأسوأ الوسائل وأكثرها وحشية، فما كان من رضا لاري إلا أن سأل حافظ الأسد سؤالاً مباشراً: (ماذا فعلت بأهل سوريا وحماه؟).

فاكفهر وجه حافظ الأسد وظهر عليه الغضب الشديد والهائل وخرج مسرعاً من القاعة وأبلغ احتجاجه الشديد على سؤال رضا لاري».

تعريفات

من كتابات محمد رضا لاري عمود بعنوان «الغنى والفقر: روية جديدة» قال فيه: «تعدلت تعريفات الفقر والغنى بتغير الحياة فقد توصل علم الإدارة إلى حقيقة حياتية اكتسبت مصداقية وهي أن أول مظاهر النجاح أن تعمل بمال غيرك من دون أن تمس حر مالك، وهذا صحيح فالأعمال الكبيرة تتمول من البنوك بأضعاف ما يخرج صاحبها لتمويلها من ماله الخاص، واللافت للنظر أن الأموال التي تتمولها من البنك هي أصلاً لمستثمرين صغار أغلبهم لا يملك من يخرجه من حد الفقر».

نماذج

من نماذج كتابات لاري عمود كتبه ذات مرة حول استثمار الزكاة قال فيه إن عروض التجارة بكل أنشطتها الاستثمارية في الداخل والخارج والعوائد البترولية والصناعات الكيميائية تصل في مجموعها إلى ثلاثة تريليونات ريال وعليه فإن زكاتها تبلغ 75 مليار ريال سنوياً»، وبالتالي يفترض ألا يعود إلى البلاد نظام التكايا العثمانية الذي يشجع المحتاج على الكسل مستغنياً عن العمل بموارده من الزكاة، وأن يـُصار إلى استثمار أموال الزكاة بحيث تكون الأولوية للمجالات التي ترتقي بأحوال الشباب من الفقراء وتغنيهم.

Email