الكاتبة الكويتية بثينة العيسى لـ«البيان»:

القصة لا تُشبع فضولي الأدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الفرح يعاش، والحزن يكتب»، جملة تعودت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى على ترديدها، إيماناً بأن الحزن هو بوابة التحفيز على الكتابة، وهو المرآة التي نرى من خلالها أنفسنا، وبالاعتماد على ذلك، فهي تسعى دائماً إلى تقديم «نصوص مقلقة»، منطلقة في أعمالها من سؤال يفضي في النهاية إلى تقديم خيارات عديدة.

في تجربتها الطويلة، اختلفت لديها أساليب الكتابة والتعبير، وهي التي بدأت تطويع الكلمات وهي في عمر التاسعة، لتشب على الأدب والقراءة، بعد أن وجدت في الورق مكاناً خاصاً، لتسكب عليه خوفها وألمها الداخلي، الذي قادها لأن تكتشف العالم من حولها.

صاحبة «سعار» و«عروس المطر»، التي مرت في دروب الشعر والقصة القصيرة، واتخذت من الرواية مكاناً، أكدت في حوارها مع «البيان»، أن القصة لا تشبع فضولها الأدبي، وأن معظم نصوصها انطلقت من حالة حزن، وقالت إنها أصبحت أخيراً تفضل الكتابة، انطلاقاً من سؤال ما يقودها إلى جملة من الخيارات.

اكتشاف

نقطة فاصلة شكلها عام 1990، ليس في منطقة الخليج وحسب، وإنما في حياة الكاتبة بثينة العيسى، حيث وجدت نفسها تسير في دروب الأدب والكتابة، منطلقة من «الغزو العراقي للكويت»، الذي هز جنبات المنطقة العربية كلها، ليبدو أن «الخوف» كان المحفز لها لبدء الكتابة.

وعن ذلك قالت: «أعتقد أن سبب الخوف واضح، فعندما استيقظت في أحد الأيام ووجدت أن بلدي تم احتلاله بالكامل، وما صاحب ذلك من خوف، ومفاهيم جديدة مرتبطة به، حيث بدأت وأنا بعمر التاسعة في اكتشاف العديد من المعاني والمفاهيم الجديدة، ودخولي في دروب الكتابة آنذاك، ربما كان بسبب حاجتي لأن أضع خوفي على الورق، في محاولة لفهم ما يحدث، خاصة أن العالم كله من حولي كان يعيش حالة انقلاب.

وبالتالي، حاولت السيطرة عليه عبر الكتابة، وبدأت مع مذكراتي التي قادتني للتعلق بالكتابة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، لم أتوقف، وبدأت الكتابة لدي تأخذ أشكالاً متعددة، حيث جربت القصائد والمقالات والقصص القصيرة، وصولاً إلى الرواية التي أقمت في حضرتها».

الانتقال من المذكرات نحو أشكال الأدب الأخرى، لم تكن مهمة سهلة بالنسبة لبثينة، فقد كان عليها أن تمر في دروب القراءة أولاً، قبل أن تمارس شغفها في الكتابة، وقالت: «الغريب أنني تعلمت كيف تصنع الكلمات، وأن يصبح لها صوت، وكيف تصف الحروف بجانب بعضها البعض، قبل القراءة التي اتجهت إليها وأنا بعمر 12 عاماً، حيث كنت أبحث عن طريقة ما أمنح من خلالها نصوصي شكلاً معيناً، وبناءً عليه، أستطيع الحضور والحصول على اعتراف الآخر به».

وتابعت: «المذكرات تظل في نهاية الأمر عبارة عن تفكير صامت مع الذات، أو عملية استشفاء ذاتي، ولكن كتابة القصة هي عملية خلق جديدة، بغض النظر عن ذاتي وأفكاري، ولذلك أردت الانتقال بالكتابة من شكلها الذاتي الحميمي، إلى شكلها الفني، وهو ما شكل تحدياً بالنسبة لي، في ظل صغر تجربتي الحياتية، قياساً بسنوات عمري».

مساحات

تعتبر بثينة أن «القصة لا تشبع فضولها الأدبي، فهي لا تشبه الرواية أبداً، التي تمكنها من التشبع في البناء السردي، والتوغل في حياة الشخصيات»، وعن ذلك قالت: "في الواقع أن القصة القصيرة لا تشبعني، فأنا أحب دائماً الانفصال عن محيطي، والاستطراد في المعالجة، التي تضمنها لي الرواية، إلى جانب مساحات الوصف الواسعة التي تمنحني إياها، ولعل ذلك هو السبب الذي دعاني للإقامة في أراضي الرواية منذ 2002 وحتى الآن".

Email