المثقفون العرب يحتفون بجائزة محمد بن راشد للفنون:

مبادرة تعزز مكانة دبي حاضرة عالمية للإبداع والفكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مثقفون ومسؤولون، في الإمارات والعالم العربي، أن «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للفنون»، التي أطلقتها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، أول من أمس، تشكل رافداً نوعياً جديداً للحراك الثقافي والفكري المتفرد في دولة الإمارات، وخاصة في دبي التي باتت حاضرة عالمية للإبداع والفكر.

وأكد المشاركون في استطلاع "البيان" في الخصوص، أن هذه الجائزة تدعم وتقوي مكون المبادرات الرائدة في الشرق الأوسط والعالم التي نبعت وأطلقت من دبي على مدار السنوات الماضية، غاية ترسيخ وتقوية دعائم المحبة والسلام والتسامح والإبداع في عالمنا، وهو ما يعزز، كما أكدوا، أهمية ومكانة دبي كحاضنة رئيسة للفن والثقافة والأدب، خاصة وأن هذه الجائزة تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الحريص على جعل الأدب والثقافة والإبداع في أرفع درجات الألق والتوهج.

وشدد المشاركون، في الوقت نفسه، على أن الجائزة تُبرز قيم دولة الإمارات وحرصها على نشر المحبة والسلام، وتؤكد ريادتها وحرصها على إثراء الإبداع ومساقاته، عربياً وعالمياً، مسهمة، بشكل خلاق، في تحقيق رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جعل دبي، دائماً وأبداً، مدينة المبدعين وحاضرة الجمال والفخر والسعادة.

مبادرة عظيمة
في تقدير وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور جابر عصفور، أنها «مبادرة عظيمة» تنضم لمبادرات إماراتية عدة تعكس قيمها ومبادئها، مشيراً في السياق ذاته إلى أنه «ليس غريباً على الإمارات أن تنطلق منها مثل تلك المبادرات والجوائز الهادفة إلى تشجيع الفنون في شتى أنحاء العالم».

تلك الجائزة، كما يقول عصفور في حديثه مع «البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة»، تنضم إلى الكثير من المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن ثمّ فهي مبادرة ليست غريبة أبداً عن سموه، وهو الذي قاد طفرة كبيرة ولافتة في دبي وجعل منها مدينة عالمية تحتضن كل الحضارات وكل الثقافات والديانات، ونجح في أن يخلق مساحة رائعة من الفنون والإبداع.

ويشير وزير الثقافة المصري الأسبق إلى أن إطلاق جائزة فنيّة عالمية تحمل اسم «محمد بن راشد»، إنما يعكس حرص الدولة على تشجيع الفن والإبداع في العالم، اتساقاً مع نهجها في احتضان الثقافات المختلفة والتعايش السلمي بينها، وهو ما يسهم في ترسيخ نهج الابتكار والإبداع الذي تتميز به الدولة.

تسد ثغرة
«المبادرة رائعة وتسد احتياجاً واضحاً وثغرة في الساحة الفنية، وبشكل خاص على مستوى الصناعات الإبداعية»، بهذه الكلمات وصف وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور شاكر عبدالحميد جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للفنون، متوقعاً أن تكون من أهم الجوائز العالمية خلال الفترة المقبلة؛ لارتباط اسمها بشخصية عظيمة من ناحية، ولاستقطابها رواداً من شتى أنحاء المنطقة والعالم من ناحية أخرى.

ويشير إلى أن هذه الجائزة تنطلق من اقتران الفن بالإنسانية، موضحاً أن الفن لم يوجد من أجل الترفيه بل من أجل تقدم الإنسانية من خلال دوره في فتح أبواب المعرفة والإدراك أمام الناس لتتعرف الشعوب إلى ثقافات بعضها بعضاً من خلال الفنون المختلفة بكل مجالاتها التعبيرية، وإقامة مزيد من جسور الخير والتعاون مع الأمم والشعوب كافة، وهو الأمر الذي تسعى الجائزة لتحقيقه على أرض الواقع.

تكريم للفنانين
وقالت الفنانة الدكتورة نجاة مكي: إن تخصيص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الفن بجائزة، لهو تكريم للفن والفنان الإماراتي والعربي، وهو قمة التكريم الإنساني للفنان.

وأضافت مكي: إن هذا التكريم عالمي، ويحدث للمرة الأولى في العالم، أن توجد قيادة في الدولة وتكرم الفنان على إنجازاته. وتابعت تعد بصمة سموه، محسوبة في التاريخ، فهو أول قائد عربي يخصص جائزة عالمية للفنون.

وأكدت مكي أن هذه الجائزة تحفز الفنان، وقالت: إن لم يحفز هكذا قرار الفنان لا نستطيع أن نطلق عليه فناناً، لأن هذا القرار هو أكبر تحفيز عالمي للفنانين. وتابعت: لم يحدث أن خصص قائد جائزة للفنون لا في الشرق ولا في الغرب، من دون أن يفرق فيها بين المبدعين في العالم. واستطردت: حتى إن جائزة «نوبل» وشهرتها العالمية لم تخصص جائزة للفنون.

خارطة التقدير
وقال الفنان جلال لقمان: نعيش في عالم فيه تقدير للرياضيين، وللمغنين والممثلين. وهناك الجوائز وهناك الأولمبياد، كما توجد الجوائز الأدبية مثل البوكر وغيرها، ومن خلال هذه الجوائز والفعاليات يعرف العالم من المتميز منهم.

وأضاف: من هذا المنطلق فإن قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتخصيص جائزة للفنون، لهو جائزة لكل فنان. وهو ما يدل على أن مشوارنا له تقدير وقيمة، وهذه الجائزة هي تكريم لعملنا، وأي فنان يحصل على هذه الجائزة يعني أنه يحصل عليها من الإمارات التي وضعت الفنان على خارطة المساقات التي تُقدر من قبل الحكومات.

قفزة نوعية
من جهته، قال المخرج محمد سعيد حارب، مؤسس ومدير شركة نير إيست إنترتينتمنت: «إن دبي والإمارات بشكل عام، تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تحقيق قفزة نوعية في مجال الفنون، والاهتمام بها، اتسع معها المشهد الفني، بدليل أن الإمارات ودبي أصبحت وجهة لعدد كبير من المشتغلين في الفنون سواء في التشكيل أو السينما أو الموسيقى أو غيرها، من أجل التعريف بأعمالهم وعرضها أمام الجمهور، وهذا بالتأكيد أسهم كثيراً في تطوير المشهد الفني، وحفز الكثير من أبناء المجتمع المحلي إلى خوض تجاربه والاشتغال في هذا القطاع، الذي أعتبره واحداً من القطاعات المهمة جداً في الحركة التنموية في أي دولة، فضلاً عن كونه يمثل القوة الناعمة لأي دولة».

وأضاف: «إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للفنون بالتأكيد سيزيد فاعلية القطاع الفني والثقافي في الدولة، ما سيسهم في جذب الكثير من الأعمال والشخصيات المهمة في هذا الجانب، إلى دبي، وهو ما يدعونا إلى التوقع بأن يرفع ذلك من مستويات الفنون الموجودة لدينا، ويعمل على رفع عدد الغاليريهات والمؤسسات العاملة في هذا المجال والداعمة له...».

معارض ضخمة
واعتبرت عائشة العبار، صاحبة «غاليري عائشة العبار»، الجائزة الجديدة، بمنزلة خطوة نحو الأمام في دعم وتعزيز المشهد الفني والثقافي في دبي. وقالت: «تزخر دبي بالعديد من الغاليريهات والمؤسسات المهتمة بالفنون، والتي باتت تستقطب كل أنواع الفنون العالمية، وأصبح لدينا في دبي الكثير من الأحداث التي تسلط الضوء على هذا الجانب، ولعل أبرزها آرت دبي، وأيام التصميم.

إن وجود جائزة تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سيزيد فاعلية هذه الأحداث، ويسهم في توسيع دائرة الاهتمام بالفنون على اختلاف أنواعها، وهو ما يعزز من القوة الناعمة لدولتنا، ويرفع من مستوى الثقافة ويعمل على تأصيلها في المجتمع بشكل أسرع وأقوى».

فرصة نادرة
وقالت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: «نادراً ما يتوافر للفنانين ورواد الفنون الفرصة لتقديرهم وتقدير أعمالهم ضمن المشهد العالمي الفني، وخاصّةً في نطاق الشرق الأوسط وآسيا، لكن دبي تثبت مراراً وتكراراً، أنها حقاً مدينة مميّزة، وخاصّة في دعمها المتواصل للفنون والثقافة. هذه الجائزة التي تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قادرة على تحويل مسار الفنان والتأثير إيجابياً في مسيرته الفنيّة، أما جائزة رعاة الفن فهي ستلهم الآخرين وتدفعهم إلى دعم الفنون».

وأضافت: «تأتي هذه الجائزة في الوقت المناسب خاصّةً في شهر مارس الجاري، حيث تزدهر الإمارات إبداعاً وتسلّط الضوء على العديد من الفعاليات والمساحات الفنيّة التي تمكّن الجميع من المشاركة الفعّالة.

سواء كان ذلك من خلال دعم المنظمات غير الهادفة للربح، وزيارة الفعاليات العامة والمجتمعية مثل معرض سكة الفنّي، أو عن طريق الدعم المباشر للفنانين من خلال شراء أعمالهم ضمن صالات العرض المتواجدة في آرت دبي».

وعبّرت الفنانة التشكيلية السورية ميساء محمد عن فرحتها بإطلاق هذه الجائزة.

وقالت: «في كل يوم، يزداد توهج دبي، ويرتفع مستوى جاذبيتها كثيراً، خاصة أنها أصبحت المدينة العربية الأكثر اهتماماً بالقطاع الفني، وهو ما يتجسد جلياً على أرض الواقع من خلال الكم الكبير من المعارض الفنية والغاليرهات التي تهتم بكل أنواع الفنون، سواء التشكيلية منها أو غيرها، فضلاً عن كونها فتحت أبوابها أمام الفنانين من كل أنحاء العالم ليقيموا على أرضها، ويمارسوا فنونهم، وهو بالفعل ما نفخر به، وبلا شك إن وجود جائزة باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للفنون، سيعزز جاذبية دبي والإمارات، وسيثري المشهد الفني فيها، وهو ما نتطلع إليه، لإيماننا أن الفنون هي الطريق الوحيد الذي يمكننا من الارتقاء وإحداث التغيير المطلوب على الأرض».

تشجيع
ويؤكد نقيب المهن التمثيلية في مصر رئيس أكاديمية الفنون الدكتور أشرف زكي، أن من شأن هذه الجائزة نشر المعرفة وتحفيز الإبداع في العالم العربي، وصولاً للعالمية، ووصف إطلاق جائزة عالمية تقديرية للفنون تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «بالشيء العظيم جداً للثقافة والفنون في العالم العربي»، موضحاً أن العالم العربي في أمسِّ الحاجة لمثل هذه الجائزة التي أعلنت عنها هيئة دبي للثقافة والفنون، إذ تتلاقي أهدافها الرامية إلى تحفيز وتشجيع الفنانين على خوض منافسات عالمية، بجانب ترسيخ نهج الابتكار مع احتياج الأمة العربية.

نقطة ضوء
وقال الكاتب أحمد القرملاوي إن الجائزة نقطة ضوء إضافية تمنح الأمل في نَيل الاعتراف والتقدير، فتدفع نحو المزيد من الإخلاص والاجتهاد، والذي يقول: إن ما أسعدني بصفة استثنائية إثر إعلان هذه الجائزة العالمية، التي تهدف إلى تقدير الفنانين من شتى أنحاء العالم، هو كونها تقدِّر الإنجاز الفردي والمؤسسي على السواء، الشخصيات المؤثرة جنباً إلى جنب مع المؤسسات الداعمة للفنون، ما يصنع حالة متفردة من تشجيع الإبداع الفني وصنعة الجمال على المستويات كافة، كما أنها تدفع بالصناعات الإبداعية في شتى أشكالها نحو أفق التحقُّق والتفرُّد بعيدًا عن التقليد والتواؤم مع الواقع.

محفز للإبداع
وثمنت عميدة المسرح السعودي الدكتورة ملحة عبدالله، إطلاق الجائزة، ولاسيما أنها ذات طابع عالمي، فهي بلا شك محفز للإبداع، ونافذة كبيرة ينفذ من خلالها المبدع نحو عوالم مختلفة تعزز خطاه على الطريق، وقالت في حديثها مع «البيان» من القاهرة،: إن هنالك العديد من الجوائز في مجالات مختلفة، لكن حينما تكون تلك الجائزة ذات طابع عالمي وتحمل اسم شخص في قيمة ومكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فهي ذات طابع وتقدير خاص جداً، فالمبدع حينما ينال جائزة عالمية تعزز طاقته الإبداعية، على اعتبار أن الجوائز وسيلة إعلان عن المبدع في نطاقات مختلفة وشهادة تقدير له.

جميل ملاعب: مبادرة تمجّد المبدعين
أشاد الفنّان التشكيلي اللبناني د. جميل ملاعب، بإطلاق الجائزة العالميّة التقديريّة للفنون، والتي تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، مشدّداً على أنّ «من أهمّ المبادرات العربية المعاصرة، تشجيع الإبداع الفنّي في عالمنا العربي، والرهان على طاقة التأمّل والحنين لترجمة الأسئلة الوجوديّة والفنيّة»، فـ«نحن ورثة الحضارات العربية المتشعّبة، من دول الخليج والعراق ومصر وسوريا، ومن المحيط الذي كان مهد النبوغ..وهي مبادرة تمجد المبدعين».

ولكون الفنّ يرتبط عنده ارتباطاً عضوياً بأشياء العالم، في تعدّدها وتنوّعها، أو بما اصطلح نقّاد الفن على تسميته الواقع، قال ملاعب في تصريح لـ«البيان»: «يسعدنا أن نجدّد ونتجدّد مع الوجود، حاملين هذا البعد الحضاري. يسعدنا أن نكون أحياءً في التعبير عن حالة وجودنا المكتنزة، المعبّر عنها بالّلون والشكل والخطّ، من نظرتنا إلى الوجود ومن توقنا الشديد لوصل الروح بالطبيعة والبيئة والسماء».

Email