تفكيك لغة مخطوطة «فونيتش» القديمة

■ بعض حروف المخطوطة مستخدمة في اللغات السامية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يحتفي العالم باليوم العالمي للغة الأم، أعلن باحثون أتراك عن تفكيك إحدى اللغات القديمة التي كانت عصية على الفهم، وهي الهيلوغرافية المينوية أو «الخيبو». وتعتبر هذه اللغة نظاماً معقداً من الكتابة تنفرد بها مخطوطة «فونيتش»، وتتحدث عن حكم مجتمع متنسك غامض يبدو أنه لم يترك أي أثر آخر وراءه.

وأفاد موقع «أوبن كلتشر» بأن تأليف المخطوطة التي تضم 240 صفحة تم نحو عام 1420م، ويبدو أنها مجموعة نصوص طبية وكيميائية من القرون الوسطى مع رسومات توضيحية فلكية ونباتية ودوائية وتشريحية.

وعلى مدى 300 عام حاول العلماء حل ألغاز المخطوطة، بافتراض أنها عمل لمتصوفين أو سحرة أو منجمين، وقيل إن جذورها تأتي من اللاتينية والصينية - التيبتية، والعربية والعبرية القديمة، لكن أياً من تلك النظريات لم تتم برهانتها. ربما لأن الجميع اعتمد نهجاً خاطئاً في طريقة النظر إلى نص «فوينتش» كلغة مكتوبة بدلاً من ترجمة صوتية للكلمات، حسب قول أسرة آرديك التركية التي تصرح بأنها تمكنت من «تفكيك الرموز في المخطوطة وترجمت أكثر من 30% منها».

ويزعم الأب أحمد آرديك، المهندس الكهربائي أن مخطوطة «فيونتيش» هي نوع من التركية القديمة «المكتوبة بأسلوب شاعري» باعتماد «التهجئة الصوتية»، بمعنى أن المؤلف قام بتهجئة الكلمات كما سمعها.

ولاحظ أحمد أن الكلمات غالباً ما تبدأ بالحروف نفسها، وتنتهي بشكل مختلف، وهو نمط يتوافق مع البنية اللغوية للتركية حسب قوله. علاوة على ذلك، يقول نجله أوزان أرديك، إن لغة الفوينتش «ببنية إيقاعية» وبانتظام شاعري. أما لماذا اكتشف العلماء وأجهزة الكمبيوتر لغات سابقة أخرى في «فوينتش»، فيشرح أوزان بالقول إن «بعض حروف الفوينتش مستخدمة أيضاً في العديد من اللغات الأوروبية والسامية الأولى».

أخيراً، قدمت الأسرة ورقة بحثها لفحصها من قبل اختصاصيين وإلى المجلة الأكاديمية في جامعة جون هوبكنز.

يقول نيك بيلينغ في موقع «سيفر ميستريز»، إن نظرية الأسرة التركية قد تكون نظرية جديدة ضمن التكهنات بشأن المخطوطة، أو قد تكون الكلمة الفصل بشأن الترجمة.

وعلى الرغم من أن عالمة العصور الوسطى ليزا فاغين ديفيز، مسؤولة «أكاديمية العصور الوسطة الأميركية»، ألقت بظلال من الشك على محاولة الترجمة الأخيرة، إلا أنها دعتها «محاولة من الحلول القليلة التي تبدو متماسكة، ويمكن تكرارها وتخرج بنص معقول».

فإذا نجحت تلك المحاولة، وتبدو واعدة، يمكننا رؤية ترجمة لمخطوطة «فونيتش»، على الرغم من بقاء العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها، مثل مَن كتب هذه المخطوطة وما الغاية من كتابتها؟

Email