باحثون ومسؤولون يؤكدون أنها منارة للتعليم الذكي

الإمارات تقود جهود ترويض الثورة الصناعية القائمة على الذكـاء الاصطناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الباحثين المسؤولين والأكاديميين المشاركين في فعاليات «قمة المعرفة 2018» أن الإمارات تقود الجهود العالمية في ترويض الثورة الصناعية القائمة على الذكاء الاصطناعي، كما أنها منارة للتعليم الذكي، موضحين لـ«البيان» أن الدعم الحكومي الكبير لنشر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة سيسهم بلا شك، في الارتقاء بمكانة الإمارات إلى مصاف أبرز الدول العالمية الصديقة للمعرفة، ويرسّخ مكانتها مركزاً للمستقبل ووجهة عالمية جاذبة للابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

وقد أكدت الدكتورة رفيعة غباش رئيس متحف المرأة في دبي، أن قمة المعرفة هي فضاء معرفي يستقطب نخباً مهمة من العلماء والمختصين، إضافة إلى الأبحاث، حيث تحرص الدكتورة على المشاركة وحضور الفعاليات، وقالت إن على الجامعات أن تحرص على إرسال طلابها لمثل هذه الفعاليات التي تقام لهم، لا سيما أن الإمارات يوجد بها أكبر عدد من الجامعات والكليات على مستوى منطقة الخليج، وأن توجه أيضاً الدعوات من قبل هذه المؤتمرات للفئة المستهدفة ومن له دور مؤثر ومباشر على الشريحة المعنية بالفعالية، وأشادت بلفتة مقدم حفل الافتتاح الذي تحدث عن الطفلة مريم أمجون بطلة تحدي القراءة 2018، باعتبارها أحد المؤثرين حيث تفاعل الجمهور العربي مع تجربتها وبحث وقرأ ليعرف عن تجربتها أكثر، وأكدت أن مثل هذه الأنشطة تعطي الشباب فرصة أكبر للتعرف إلى هذه النماذج، إضافة إلى أن مشهد التكريم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وحرصه على التحدث مع الفائزين خلال تسليم الجوائز، وهو يمثل القائد الشاب، كما تولي الدولة الشباب اهتماماً كبيراً، ويجب أن يحظى بفرصة للاحتكاك بالأجيال المتمرسة التي تحدت وعاشت، من دون أن يترك ليتشكل وفق التأثيرات الأخرى، لذا يجب أن يعطى البيئة المرتبطة بجذوره ليعيش ويتعلم فيها، فوسائل التواصل الاجتماعي ستخلق أشخاصاً على هوى هذه الوسائل، لذا هناك صعوبة في التعامل مع هذا الجيل، استسقاء المعرفة ضرورية من العالم والفضاء المتسع، ولكن من الضروري أن يبدأ التأسيس من الأرض والجذور واللغة بشكل سليم.

خطوات نوعية وفي الإطار، أكد رجل الأعمال معتز الألفي، رئيس مجلس إدارة جمعية مجدي يعقوب، أن الإمارات تقود الثورة الصناعية الرابعة ليس في الوطن العربي فقط، وإنما في العالم أجمع، مشيراً إلى أنها سبقت الدول العربية بسنوات في هذا المجال، متمنياً أن تحذو الدول العربية حذوها وأن تصل لهذا المستوى، وأن تتبنى إطار عمل لجاهزية الحكومات للمستقبل ضمن أجندتها الوطنية.

وأضاف، إن الإمارات اتخذت خطوة كبيرة نحو قيادة الجهود العالمية لوضع بروتوكول وإطار ينظم حوكمة الثورة الصناعية الرابعة التي تعد بتغييرات شاملة في أنماط الحياة على هذا الكوكب، وتثير أيضاً تحديات وهواجس مقلقة من حدوث صدمات كبيرة تفرض أن يوحد العالم جهوده للتعامل معها.

وأشار الألفي إلى أن الجهود العالمية دخلت للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تطرحها الثورة الصناعية الرابعة مرحلة جديدة بتوقيع اتفاق بين الحكومة الإماراتية والمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) بإنشاء مركز في الإمارات لقيادة الجهود العالمية لاستشراف المستقبل وتفعيل بروتوكول عالمي لحوكمة القفزات التكنولوجية المتسارعة.

ولفت إلى أن بعض الدول العربية، ومن بينها مصر، يسير فيها القطاع الخاص بخطى أسرع من القطاع الحكومي، مضيفاً أنه لا بد أن يسرع القطاع الحكومي من خطواته ليس ليلحق بركب القطاع الخاص وإنما يجب أن يسبقه كما فعلت الإمارات التي تقدم خدمات حكومية بمستوى سبع نجوم، إضافة إلى استيعاب سوق العمل للخريجين، مشيراً إلى أن الطلبة الخريجين في مصر يحتاجون إلى 400 ألف فصل دراسي ليستوعبهم.

حاجة ماسة

وأكد عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، أن الشباب العربي في حاجة ماسة لتطوير مهاراتهم ليواكبوا الثورة الصناعية الرابعة والقفزات المعرفية التي تنتظر البشرية، إلى جانب التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تدخل في المجالات كافة.

رؤية فريدة

وأشاد الكردي بالتجربة الإماراتية التي قدمت رؤية فريدة تستشرف المستقبل بشكل يتناسب مع تطلعات صناع القرار، والنخبة من رؤساء الشركات، والقيادات الحكومية، والمهتمين بالتغيرات المتسارعة في عالمنا ليس فقط في مجال تكنولوجيا المعلومات التي دخلت في كل التخصصات الطبية والتجارية والاقتصادية والتعليمية، وإنما أيضاً في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أضحى محوراً مهماً ومؤثراً في حياتنا، والذي سيستمر أثره سنوات عدة لا تقل عن 10 سنوات مقبلة، إلى أن يتم اكتشاف أو ظهور أنواع أخرى يفرزها التطور التكنولوجي المتسارع.

وشدد على ضرورة أن تعكف المؤسسات التعليمية على تطوير أدواتها التعليمية لتواكب هذه الثورة التكنولوجية التي ستسبب اختفاء 70% على الأقل من الوظائف الحالية مثل مهنتي المحاماة والمحاسبة، فيما سيتم تقليص بعض الوظائف والاستغناء عنها بالروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل مهنة الطب، لافتاً إلى أنه سيتم استحداث وظائف أخرى جديدة تواكب تغيرات المستقبل وهذه الثورة الصناعية الرابعة.

ومن أجل ذلك، أكد عصام الكري ضرورة تسليح الطلبة بالمهارات والأدوات اللازمة، كما يجب تغيير وسائل نقل المعلومات للطلبة والاستغناء عن الطرق التقليدية المعتمدة على التلقين كون المعلومات أصبحت متاحة ومتوفرة على شبكة الإنترنت والعالم الافتراضي، لذا يجب تدريب الطلبة على كيفية الحصول على المعلومات من هذه الشبكة وقراءتها وتحليلها واستخلاص النتائج منها عوضاً عن تلقينهم.

وأضاف، إن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مجال التعليم الذكي ومؤشر المعرفة، وهو ما جعلها تقفز من المركز الخامس والعشرين إلى المركز التاسع عشر، وهو ما يعد فخراً ليس للإماراتيين فقط، وإنما للوطن العربي أجمع، مؤكداً أن الإمارات أصبحت تقود الوطن العربي في مجال التعليم الذكي.

وقال، إن مبادرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تؤهل الشباب لإنشاء برامج وتطبيقات ذكية خاصة في مجال الألعاب التعليمية وهو ما يسلحهم بالمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، كما تعزز ريادة الأعمال لدى فئة الشباب وتشجعهم على أنشاء مشاريعهم الخاصة لتنمية اقتصاد الوطن.

وثمّن كذلك مبادرة المؤسسة الرامية إلى محو أمية 30 مليون عربي، مشيراً إلى أن الأمية تؤثر تأثيراً سلبياً على طبيعة المجتمع وثقافته ومستواه.

 

برامج ممنهجة

وقالت الدكتورة ماجدة العزعزي الرئيس التنفيذي لشركة ساند ستورم لصناعة السيارات، إنه من الضروري إيجاد برنامج يعمل على استقطاب الطلبة كبرنامج تدريسي لفئة الشباب من المرحلة الإعدادية ويستكمل للمرحلة الثانوية، يمكن من خلاله إيجاد طلبة مبادرين وخلاقين في مختلف المجالات، بحيث يصل الطالب للمرحلة الجامعية مدركاً اتجاه مستقبله الدراسي والعملي، مثل هذه البرامج تعد توجيهاً لقدراتهم وتنمّيها، ومن خلالها يستطيع الطالب أن يختار نهجاً لحياته العملية وفقاً لسماته الشخصية، هل يختار الصناعة أم التجارة أم يتجه لقطاع الأسهم، أم رواد الأعمال المتسلحين بالمعرفة والعلم والابتكار، هذه البرامج الدراسية يجب أن تكون ممنهجة، وبمجرد أن ينهي دراسته الثانوية يتجه نحو حاضنات الأعمال التي بدورها تقدم الدعم الذي يدفعه نحو الاستمرارية لخلق شركات صغيرة تعد اللبنة للشركات الكبيرة وتدعم اقتصاد الدولة في الوقت ذاته، فالشركات الصغيرة دائماً أفكارها خلاقة ومبتكرة، وأكبر مثال جهاز الآيفون الذي انطلق من (كراج) منزل، حيث عرف صاحب هذه الفكرة الخلاقة كيف يدير هذه الفكرة، التي تحتاج إلى المعرفة التكنولوجية والصناعية، كما تسهم هذه البرامج في بناء الشاب الإماراتي الذي يعد الباني لاقتصاد الدولة مستقبلاً.

Email