سيف بن زايد: احتفالية فريدة تؤكد حرص الإمارات على ترسيخ ثقافة الحوار بين الشعوب

مهرجان البردة يضيء عظمة الحضارة الإسلامية عبر الفن في دورته الأولى

سيف بن زايد ونورة الكعبي وزكي نسيبة ومحمد المر ومي آل خليفة وإيناس عبدالدايم خلال انطلاق فعاليات المهرجان | تصوير: سيف الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في تغريدة نشرها على حساب سموه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أمس، أن مهرجان البردة احتفالية فريدة تؤكد حرص الإمارات على إبراز الإبداعات الفنية للحضارة الإسلامية بوصفها ركنًا رئيسًا من الحضارة الإنسانية، لمدّ الجسور وترسيخ ثقافة الحوار بين مختلف شعوب العالم وإعلاء قيمة الإنسان وهويته.

كما أشار سموه إلى سعادته بحضور انطلاق المهرجان. وقد كان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، حضر امس، انطلاق فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان البردة»، صباح أمس، في «معرض 421» في ميناء زايد بأبوظبي.

وفي مستهل المهرجان أشارت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، في كلمة ألقتها، إلى أن جائزة البردة، تأسست في العام 2004. وقالت: هي سنة رحيل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتكون البردة رسالة زايد التي تحمل قيم زايد وتواصل مسيرة زايد في تعزيز ثقافة المحبة بين مختلف الحضارات والشعوب.

السرب الاصطناعي

وقالت الكعبي: تحتفل الإمارات هذا العام «بعام زايد» ونستذكر محطات مضيئة من ذكريات الوالد المؤسس، ونحيي إرثه في الحفاظ على تراثنا وثقافتنا وحضارتنا، ونسلتهم من عطائه مشروعات طموحة ترسخ دولتنا مركزاً حضارياً وملتقى للفن والثقافة والإبداع.

وأضافت: يركز مهرجان البردة على إبراز عظمة الحضارة الإسلامية من خلال الفن، باعتباره تراثاً إنسانياً غنياً بالقيم الحضارية. وأضافت: نريد للعالم أن يرى من خلال الفن حجم طموحات شبابنا وقدراتهم وآمالهم في صناعة مستقبل أفضل.

وشددت نورة الكعبي على أهمية توظيف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في ابتكار مدارس وأعمال فنية تظهر جماليات الفنون الإسلامية، وأعلنت معاليها عن إجراء وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أول دراسة من نوعها في المنطقة العربية باستخدام ذكاء «السرب الاصطناعي»، بمشاركة 30 خبيراً من قطاع الثقافة والفنون.

وأوضحت: تناولت الدراسة مجموعة من التساؤلات، أهمها كيف يمكن لوزارة الثقافة التعاون مع قادة هذا القطاع لوضع السياسات المناسبة، وتشجيع المبادرات الكفيلة بتحفيز الابتكار، ودعم الإبداع، وإثراء الحوار العالمي حول مستقبل الفنون الإسلامية.

وتابعت: توصلت الدراسة إلى نتائج سترسم مستقبل قطاع الفنون الإسلامية في المستقبل، أهمها أن يلعب تمويل البرامج الفنية دوراً محورياً في تطوير المهارات الإبداعية والفنية للشباب، وتوقعت الدراسة أن تشهد الفنون الأدائية والبصرية، نمواً أكبر في قطاع الفن الإسلامي خلال السنوات الخمس المقبلة.

كما أعلنت الكعبي إطلاق منحة، تقدم لعشرة فنانين من جميع أنحاء العالم. وقالت: يتم تكليف الفنانين الفائزين بمنحة البردة، بإنجاز أعمال فنية وعرضها بشكل دائم أمام الجمهور في مواقع محددة بالدولة، وذلك تحفيزاً للفنون المجتمعية، وذكرت: تنظم منحة البردة برامج الإقامة الفنية داخل الدولة، وتستقطب المهارات والكفاءات الفنية العالمي.

واختتمت معاليها بالقول: نتطلع لرؤية أعمال فنية إسلامية مبتكرة مستوحاة من التراث الإسلامي، ليصبح جزءاً من حياتنا.

مستقبل

تناولت الجلسة الافتتاحية من «مهرجان البردة»، استشراف مستقبل الفن الإسلامي، وأهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، وشارك في الجلسة كل من معالي زكي أنور نسيبة وزير الدولة، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، وأدارت الجلسة مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشونال».

وقد تحفظ معالي زكي نسيبة على عبارة «الفنون الإسلامية»، وفسر ذلك بقوله إن «الفنون المسيحية» كانت تعني الفنون التي لها علاقة بالدين والتعبد مثل الأيقونات التي تجسد رموزاً دينية.

وتابع: عندما ننظر إلى منحوتات مايكل أنجلو، فإننا ننظر إليه كفن إنساني عالمي. وفضل نسيبة استخدام عبارة «فنون الثقافة الإسلامية». أو «فنون الحضارة الإسلامية» وقال: إنها عبارة أعم وأشمل، خاصة ونحن نرى الفنون المعاصرة، فهناك عدد من الفنانين المشاركين في «فن أبوظبي» يعودون إلى تراثهم الإسلامي ويربطونه بالفن الحديث.

وتناول نسيبة فكرة الدبلوماسية الثقافية، وقال: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يعتبر الدبلوماسي الثقافي الأول عندما خرج إلى العالم، وأجرى ثنائيات مع الدول، ليس عن طريق المصالح الاقتصادية والسياسية وغيرها، إنما عن طريق المشاركة في الحضارة والثقافة.

وأضاف: فكانت رسالة الإمارات هي رسالة زايد عن التعاون والإنسانية، وهي رسالة الثقافة الدبلوماسية. وأعرب نسيبة عن أمله في أن يكون مهرجان البردة تتويجاً لما بدأه الشيخ زايد، وقال: أتمنى أن يقام في عواصم الدول الخليجية والعربية والعالمية.

كما تحدث نسيبة عن مشاريع عدة تقام في الإمارات مثل اللوفر أبوظبي كمتحف يروي قصة الإنسانية بجانب مشاريع أخرى في أنحاء الإمارات تهدف إلى نشر التوعية والتعليم والمعرفة.

مقترح

وقالت الشيخة مي آل خليفة: تم اختيار مدينة «المحرق» البحرينية عاصمة للثقافة الإسلامية، وقد دعمتها الإمارات بمبادرتين بمناسبة عام زايد. كما قدمنا مقترحاً لليونسكو لتخصيص يوم «للفنون الإسلامية» مثلما يخصص يوماً للغة العربية.

وشددت على أهمية التمسك باللغة العربية، وقالت: علينا التمسك بلغتنا؛ لأنها هي التي جمعت الشعوب يوماً.

ومن جهة أخرى، قالت: إن الفن والحضارة لا يرتبطان مباشرة بالدين، وعلينا أن نبرز أفضل ما لدينا في حضارتنا من فن مرتبط بالجمال، خاصة في هذه المرحلة التي يربطون فيها الإسلام بالعنف.

وبحديثها عن أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص بدعم الفنون قالت الشيخة مي: للقطاع الخاص دور أساسي بتنظيم المعارض، بالنسبة لي أنا مسؤولة عن مؤسستين الأولى رسمية وأخرى أهلية.

وأشارت إلى الاستثمار بالفن وإلى دور متحف البحرين في جذب السياح. وقالت: نشهد في أبوظبي ربط القطاع الرسمي بالخاص للاستثمار بالفن.

وعي

وثمنت الدكتورة إيناس عبدالدايم ما تقوم به وزارة الثقافة وتنمية المعرفة. وقالت: يعكس هذا المهرجان وعياً بالتراث الإسلامي، وقد تكلمنا عن ذلك الماضي، وعظمته ونحن الآن بحاجة للحديث عن المستقبل، والتواصل مع الأجيال الشابة. وأضافت: نشجع الفنانين والكتاب على النظر إلى تراثهم وحضارتهم.

وقالت د. عبدالدايم: نركز على ملتقى الشباب والجامعات الذي كان مقتصراً على القاهرة، ومن يقومون على هذه المبادرات يركزون على أهمية تعريف الثقافة. وستقام 24 جلسة يشارك فيها الشباب. كما ركزت عبدالدايم على أهمية الموسيقى كفن يجب أن يتم الاهتمام به، وقالت: لا يمكن وصفها بالموسيقى الإسلامية بل بالموسيقى العربية.

مشددة على قدرتها على المزج بين الشرق والغرب. كما تقدمت عبدالدايم بعدة مقترحات وتوصيات، من بينها كما قالت: التفكير بمشروع رائد بالمنطقة العربية، وإنشاء موقع إلكتروني للفنون الإسلامية في المنطقة العربية.

العصر الرقمي

استضاف المهرجان نخبة من الخبراء والمختصّين من حول العالم شاركوا في 18 جلسة حوارية، وورشة عمل، وعروض حية، طرحوا خلالها أفكارهم وخبراتهم حول سبل إبراز الصورة الإيجابية الناصعة للثقافة الإسلامية.

وناقش برنامج المهرجان العديد من الموضوعات المتعلقة بالفنون والثقافة الإسلامية أبرزها: «المؤسسات الثقافية في العصر الرقمي - المتاحف» و«من هو جمهور الفن الإسلامي؟»، وضمت قائمة المتحدثين في المهرجان شخصيات بارزة من المشهد الفني في دولة الإمارات أبرزهم فيلما يوركيوت، مديرة السركال أفينيو، وليزا بال-ليتشجار، نائب مدير مركز تشكيل، ومن كندا الدكتور هنري كيم المدير والرئيس التنفيذي لمتحف الآغا خان، ومن الولايات المتحدة الأميركية المخرج السينمائي وصانع الأفلام جابو أرورا.

كما تضمن برنامج المهرجان العديد من ورشات العمل أبرزها «تنمية مهارات الفن الإسلامي في القرن الحادي والعشرين»، و«التقنيات الإبداعية لبناء بيئة الغد»، والعديد من المحاضرات من أبرز عناوينها «فن الخط والطباعة الإسلامي»، «الهندسة وأصول التصميم الإسلامي»، وعرضاً لفرقة «المالد» التي قدمت للحضور لوحات راقصة من هذا الفن الشعبي الأصيل.

منحة البردة

تقدم منحة البردة مرة كل عامين للفنانين المبدعين الذين يستكشفون ممارسات الفن الإسلامي، ويسعون لعكس هذا في أعمالهم وخصصت هذا العام لكل من ابتسام عبدالعزيز، ولارا أسود، وعمار العطار، والجود لوتاه من الإمارات، ودانة عورتاني، وناصر السالم من السعودية، وخالد فرحاني من البحرين، وميرنا حمدي من لبنان، وعائشة خالد من باكستان، وستانلي سو من هونغ كونغ.

فاطمة بنت مبارك تستقبل المشاركات

استقبلت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بقصر البحر، بعد ظهر أمس، عدداً من المشاركات في «مهرجان البردة» الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالوفود المشاركة في مهرجان البردة، مؤكدة حرص الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ترسيخ الاهتمام والعناية بالثقافة والتراث الوطني، وخاصة الإسلامي، لإبراز عظمة الحضارة الإسلامية وإنسانيتها وقدرتها على الإبداع في كل العصور.

وقالت سموها: علينا أن نأخذ من منهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يقول دائماً: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر».

وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ضرورة توضيح دور المرأة في الفن الإسلامي وكيف تساهم في رسم ملامحه المستقبلية والتركيز على تطوير عمل المؤسسات الثقافية في العصر الرقمي والعمل على ترميم المواقع الثقافية الإسلامية.

حضرت الجلسة، الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، والشيخة اليازية بنت سيف بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخة شما بنت خليفة بن زايد آل نهيان، حرم الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، سفير الدولة لدى مملكة البحرين، والشيخة عايشة بنت سهيل، والشيخة شيخة بنت سرور، حرم اللواء الركن الطيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، والشيخة فاطمة بنت سرور حرم سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة، والشيخة شما بنت محمد بن زايد آل نهيان، حرم الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخة لطيفة بنت طحنون حرم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة دولة..وعدد من زوجات الدبلوماسيين والمسؤولين.

Email