أكد أن المبادرة حققت نتائج مبهرة

عبدالله النعيمي: «تحدي القراءة» أكبر مشروع معرفي عربي

■ تحدي القراءة العربي أحدث حراكاً ثقافياً بين الطلبة على أرض الواقع | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بفضل رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمكنت دبي من إعادة الألق للكتاب، لتسجل من خلال تحدي القراءة العربي هدفاً جديداً من أهداف مشروع «دار الحي» المعرفي، في وقت استطاع فيه المشروع أن يجمع في دورته 3 أكثر من 10 ملايين طالب، يمثلون 14 دولة عربية، و30 دولة غير عربية، حيث امتازت الدورة الحالية بفتحها الباب أمام الطلبة العرب في دول المهجر للمشاركة فيه، أسوة بأقرانهم في المنطقة العربية، ليتحول معها التحدي إلى أكبر مشروع معرفي على مستوى المنطقة العربية، وفق تعبير عبدالله النعيمي، مدير المشاريع في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الذي بيّن في حواره مع «البيان» أن توسيع نطاق التحدي حقق أصداءً إيجابية لدى الطلبة وأولياء أمورهم، وفيه تأكيد لصحة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية إلى صناعة الأمل وغرسه في الأجيال المقبلة.

ونوّه النعيمي إلى أن مشروع التحدي تمكن خلال العامين الماضيين من تزويد المدارس العربية بمليوني كتاب، وقال: «التحدي آخذ في الصعود، وتركيزنا منصب على مستويات الطلبة المشاركين فيه، خاصة أن التحدي استطاع أن يوجد له موطئاً في كل دولة مشاركة فيه».

قفزة

في دورته 3 شهد التحدي فتح الباب أمام أبناء الجاليات العربية في الدول الغربية، ما شكل قفزة نوعية في مسيرة المشروع، وعن ذلك قال النعيمي: «تعودنا مع نهاية كل دورة أن نكون على موعد مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي من شأنها إثراء تحدي القراءة العربي وتقوية مسيرته، ومع نهاية الدورة الأولى، وجّه صاحب السمو نائب رئيس الدولة، بمضاعفة عدد المشاركين، حيث بلغ عددهم حينها نحو 3.5 ملايين مشارك، وتمكنّا بفضل الله في الدورة 2 من تخطي حاجز 7.5 ملايين مشارك بالتعاون مع كل الجهات التعليمية في الدول العربية التي ساندت المشروع، ومع نهاية الدورة 2 وجّه سموه لأهمية الوصول إلى الطلبة العرب في كل مكان، بحيث لا تكون المشاركة قاصرة فقط على المنطقة العربية، والحمد لله استطعنا تحقيق ذلك بفضل جهود فريق العمل، وأن نصل بالتحدي إلى 30 دولة غير عربية».

وأضاف: «توسيع دائرة تحدي القراءة العربي لقي أصداء إيجابية لدى الطلبة وأولياء أمورهم الذين أشادوا بهذه الخطوة وبالتحدي بشكل عام، لكونه أتاح للطلبة العرب الذين يعيشون في العالم الغربي، إمكانية العودة للغة العربية والقراءة بها».

وأشار النعيمي إلى أن إدارة التحدي قامت بتعيين لجنة تحكيم خاصة للطلبة القادمين من الدول الغربية. وقال: «خلال الحفل الختامي بعد غد، سيكون هناك تتويج لطالب متميز على مستوى الدول غير العربية، وهي جائزة شرفية، إلى جانب تتويج بطل التحدي بشكل عام».

حراك

المتابع لتفاصيل تحدي القراءة العربي، وما تشهده تصفياته المختلفة، لا بد أن يلمس مدى الحراك الثقافي الذي أحدثه التحدي بين الطلبة على أرض الواقع، لتأتي نتائج المشروع مبهرة ولافتة للنظر، وحول ذلك قال النعيمي: «تحدي القراءة العربي منذ تدشينه وحتى الآن، حقق نتائج مبهرة، حيث وجدنا طلبة يبكون فرحاً لفوزهم ببطولة التحدي، أو تجاوزهم إحدى مراحله، وهذا يشكل انعكاساً لما أحدثه التحدي على أرض الواقع من حراك ثقافي لم يكن قاصراً على الطلبة أنفسهم، وإنما امتد ليشمل أسرهم أيضاً، الأمر الذي يؤكد أهمية المشروع لطلبتنا في كل أرجاء المنطقة، خاصة أن العديد منهم استطاع من بعد التحدي أن يحقق إنجازات كبيرة، فمنهم من أصبح روائياً، أو إعلامياً، وغير ذلك، وما نشهده حالياً من نتائج مبهرة، ما هو إلا جزء بسيط مما سيكون عليه طلبتنا في المستقبل».

رغبة

الارتفاع الملحوظ في نسب المشاركة الذي شهدته الدورة الحالية، التي تجاوزت 25% مقارنة مع الدورة الماضية، كان كفيلاً بأن يدعو النعيمي إلى وصف التحدي بأنه «آخذ في الصعود نحو القمة»، حيث قال: «التحدي في صعود واضح نحو القمة، وهو ما تثبته كل دورة يعقدها، وهذا يدعونا في كل مرة إلى تطوير طريقة عملنا وتعاملنا مع التحدي، لأننا لم نعد فقط ننظر إلى ارتفاع عدد المشاركين في التحدي، وإنما نركز كثيراً على مستوى الطلبة الذين يتقدمون للمشاركة في تصفياته ومراحله المختلفة، وبلا شك فإن زيادة نسبة المشاركة في الدورة الحالية بواقع 25%، دليل واضح على الرغبة بوجود هذا التحدي في المنطقة العربية، وهو ما يثير في أنفسنا السعادة، لطبيعة المستوى والمحتوى الذي يتعامل معه التحدي، وكذلك طريقة تعامل الطلبة أنفسهم مع المشروع الذي استطاع أن يوجد له وطناً في كل دولة مشاركة فيه».

وتابع: «تجاوز عدد المشاركين حاجز 10 ملايين طالب يمثلون 14 دولة عربية و30 دولة غير عربية، بالتأكيد يجعل من التحدي الحدث المعرفي الأكبر على مستوى المنطقة العربية على الأقل، وبلا شك فإن ذلك يثبت مدى صحة مسار رؤية صاحب السمو نائب رئيس الدولة، الرامية إلى صناعة الأمل وغرسه في الأجيال المقبلة، وبناء مستقبل أفضل للإنسان العربي من خلال استخدام الكتاب».

صعوبة

نقص الكتب في بعض مدارس الدول العربية كان واحداً من أبرز الصعوبات التي واجهت المشاركين في تحدي القراءة العربي، وقد تمكن القائمون على التحدي من تجاوزه عبر توفير ما تحتاج إليه هذه المدارس وطلبتها من كتب، تمكنهم من السير في دروب المعرفة، وقبول تحدي القراءة العربي، وعن ذلك أوضح النعيمي: «قبل عامين تقريباً، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة «أمة تقرأ»، التي كانت تقوم على أساس التبرع بالكتب والأموال للمدارس التي لا تمتلك القدرة على شراء الكتب.

تلك المبادرة استطاعت أن تجمع 80 مليون درهم، ومن خلال مشروع تحدي القراءة العربي، استطعنا خلال العامين الماضيين أن نزود مكتبات العالم العربي ومكتبات المدارس بأكثر من مليوني كتاب، وبتقديري أن ذلك يحمل إشارة إلى أن التحدي لم يعد مجرد مسابقة تنتهي بتتويج فائز واحد، وإنما تحول إلى مشروع مستمر على مدار العام، بهدف إثراء القراءة لدى الطلبة وأجيال المستقبل، وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه من كتب قادرة على إثراء معرفتهم وترفع من مستواها».

استعداد

في الوقت الذي يترقب فيه الجميع الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي الذي سيقام بعد غد بـ«أوبرا دبي»، أكد عبدالله النعيمي في حديثه بدء القائمين على تحدي القراءة العربي بالاستعداد للدورة 4، وقال: «الاستعدادات للدورة المقبلة بدأت، والطلبة المشاركون فيها بدؤوا بالقراءة، وسنبدأ بتسليط الضوء عليها بمجرد الانتهاء بالكامل من الدورة الحالية، علماً أن الاستعداد لكل دورة يبدأ مع بداية العام الدراسي».

أمل عربي

السويدي محمد عبده، والمغربية مريم الحسن امجنون، طفلان عربيان جمع بينهما شغف القراءة، وحضن «دار الحي»، التي فتحت ذراعيها أمامهما للمشاركة في منافسات تحدي القراءة العربي، بعد أن استطاعا اقتناص لقب «بطل التحدي» على مستوى السويد والمغرب، ليشكلا أملاً عربياً جديداً، بعد أن سجلا أمس حضورهما في تصفيات التحدي، كأصغر مشاركين فيه، وفي الوقت الذي يقفان معاً على عتبة عامهما التاسع، يحمل محمد ومريم أملاً كبيراً باقتناص لقب «بطل تحدي القراءة العربي».

تقاطر الوفود العربية على دبي

شهدت دبي، أول من أمس، تقاطر الوفود العربية المشاركة في التصفيات النهائية الخاصة بالدورة 3 لتحدي القراءة العربي، وضمت الوفود نحو 170 طالباً وطالبة، والذين وصلوا إلى دبي برفقة مشرفيهم وذويهم من مختلف أرجاء الوطن العربي والعالم، كما حضر ضمن الوفود عدد من المشرفين من مختلف الدول ممن سيتنافسون على لقب المشرف المتميز، ومنسقو التحدي ومُمثلون عن المدارس المتأهلة من السعودية، والكويت، وفلسطين، والمغرب، والجزائر.

علي الشعالي: تظاهرة عابرة للحدود

لجنة تحكيم متخصصة من المعلمين والتربويين تتولى تقييم المتنافسين المتميزين في التصفيات نصف النهائية من التحدي، وتعمل اللجنة على تقييم مهارات الطلبة وقدراتهم في الاستيعاب، والتعبير عن الذات، والتفكير النقدي، وتحليل المعلومات وتركيبها. وفي تعليق له، قال علي الشعالي، رئيس لجنة التحكيم لتحدي القراءة العربي: مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق تحدي القراءة العربي شكلت تظاهرة ثقافية عابرة للحدود.

ونلمس في دورة هذا العام مشاركة رسمية واسعة من المقيمين خارج الوطن العربي، ما رفع العدد الإجمالي للدول المشاركة إلى 44 دولة وعزز وصول التحدي إلى العالمية. وهو ما ينعكس إيجاباً على تحقيق أهداف المبادرة بترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الصاعدة، وتعزيز الاهتمام باللغة العربية، وخلق حراك ثقافي يرتقي بواقع التعليم في العالم العربي ويمكّن الطلاب بالمهارات والمعارف التي تساعدهم على تحقيق الذات وتفعيل القدرات الكامنة والمساهمة في بناء مجتمعاتهم.

Email