خلال ندوة في مركز جمال بن حويرب للدراسات

«عُمان في الصحافة العربية».. وثائق للتاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جلسة استضافها مركز جمال بن حويرب للدراسات بمقره في دبي أخيراً، تحدث الكاتب والباحث السعودي قاسم بن خلف الرويس، عن «عُمان في الصحافة العربية.. جريدة الشورى نموذجاً»، مستعيناً بوثائق من التاريخ، وبحضور جمع من الباحثين والمهتمين والإعلاميين، حيث قدمه للحضور، المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات، نيابة عن رئيس المركز، الباحث والكاتب جمال بن حويرب.

بدأ المحاضر حديثه عن تأسيس جريدة «الشورى»، من قبل الصحافي الفلسطيني محمد الطاهر، المكنى بـ«أبي الحسن»، عام 1924 في مصر التي كان يقيم فيها، والتي توقفت عام 1931.

جريدة الشورى

وأفاد الرويس بأن فكرة إصدار جريدة بدأت في ذهن محمد الطاهر، فقرر إصدار جريدة، وتمكن بعد مرور عام كامل من المتابعات والمراجعات لدى الدوائر المصرية، من الحصول على ترخيص إصدار جريدة أسبوعية أسماها «الشورى»، في القاهرة عام 1924.

وأصدر عددها الأول يوم الأربعاء 23 ربيع الأول 1343هـ، الموافق 22 أكتوبر 1924م، وقد علا «الترويسة» الآية الكريمة «وأمرهم شورى بينهم»، إذ لم ينقضِ العام الأول على صدور الجريدة، حتى انتشرت في أقطار الشرق والغرب، فتداولها القراء في الهند وبلاد العرب والخليج العربي وتونس وفلسطين وأفريقيا، وأميركا، كما كانت تقرأ في أوروبا.

واستطرد قائلا: بتاريخ 5 أغسطس 1931م، الموافق 21 ربيع أول 1350 هـ، وفي العدد 335 نشرت «الشورى»، تحت عنوان «الشورى وقانون المطبوعات الجديد»، أنها بسبب القيود والتعجيزات التي وضعها القانون الجديد، ستضطر إلى التوقف عن الصدور، ولبضعة أسابيع، ولكن كان التوقف أبدياً، إذ أصبح العدد 335 هو الأخير من الجريدة التي استمرت 7 سنوات.

وقال الرويس إن الصحيفة نشرت عن عُمان ومسقط 186 خبراً ومادة، بلغت أوجها عام 1929، الذي حوى أكبر نسبة من المواد المنشورة، تمثلت في 50 مادة، بنسبة 26,88%، لكنها تقلصت إلى أقل نسبة عام 1930، حيث بلغت 12 مادة وخبراً، وبنسبة 6,45%، فيما بلغ متوسط نشر المواد 26.65 مادة في السنة الواحدة.

وأضاف: اختلفت مصادر أخبار عُمان وجهاتها، وإن كانت ترد غالباً من مراسليها في عُمان ومسقط، ولكن كان للجريدة مراسلون في الخليج العربي ومن خارجه، كما كانت تنقل بعض الأخبار من الصحف الإنجليزية، والهندية، الإيرانية والزنجبارية، والعراقية، والشامية، والمصرية. ومن شركات الصحافة، أو وكالات الأنباء، وبخاصة تلك التي رمز لها بحرف «ص»، إضافة إلى مراسلات القراء.

آفاق

استدرك المحاضر بالقول: إن هذه المواد الصحافية التي بين أيدينا، سيجد فيها الباحث في تاريخ الخليج العربي بصورة عامة، وتاريخ عُمان بخاصة، ما يساعده على سد بعض الثغرات، أو تحليل بعض الحوادث أو الاستدلال على بعض الأحوال، أو فتح آفاق لأبحاث ودراسات مفيدة، خاصة أنها توثّق علاقات عُمان والعُمانيين بالصحافة العربية، واطلاعهم عليها، وتعاملهم معها، واشتراكهم فيها، ومراسلتهم لها للتعبير عن رأيهم، ونشر إبداعهم في مرحلة مبكرة.

Email