أطلقوا حملة من مركز جمال بن حويرب للدراسات

إعلاميون يدعون إلى توثيق نشأة الإذاعة والتلفزيون بالإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق أكاديميون وإعلاميون أمس من مركز جمال بن حويرب للدراسات، حملة لجمع وتوثيق تاريخ تأسيس الإذاعة والتلفزيون في دولة الإمارات، وأجمع الحضور الذين استمعوا إلى الإعلامي والكاتب الإماراتي علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، وهو يحدثهم عن «تاريخ تأسيس الإذاعة والتلفزيون»، على أن هذه الأجهزة الإعلامية الرسمية التي تمثل الوجه الحقيقي والناصع لمسيرة الدولة، وشعب الإمارات، تستحق أن توثق في كتاب شامل بمعلومات دقيقة، يتناسب والدور الطليعي الذي تقوم به وسائل الإعلام المحلية، من صحف وإذاعات وأجهزة تلفزة، في إبراز المنجزات العظيمة في المجالات شتى التي جعلت من الإمارات، محط أنظار وقلوب كثير من الأمم والشعوب، وقادَتها إلى تقدم الصفوف، نحو الرقم «واحد»، بفضل قيادة حكيمة رشيدة، همها إسعاد شعبها، وتحقيق التقدم والازدهار لبلادها.

وأجمع الحضور على أن تكون مادة هذه المحاضرة التي أتحف بها الهاملي الحضور، الذين تقدمهم المستشار والباحث جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس المركز، الذي رحب بالمحاضر والحضور، منطلقاً نحو مزيد من البحث والتوثيق، لوضع كتاب يحقق الطموحات والغرض المنشود. فيما طالبت الدكتورة رفيعة غباش، الرئيس السابق لجامعة الخليج العربي بالبحرين، رئيس الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، المحاضر، بأن يقبل تكليف الحضور له بهذه المهمة الكبيرة، مؤكدة أنه سيحظى بدعم ومساندة الإعلاميين والصحافيين في الدولة، لإنجاز الكتاب بالسرعة الممكنة.

تاريخ

وأكد الهاملي أن تاريخ نشأة محطات الإذاعة والتلفزة في الدولة غير موثق بصورة دقيقة ومؤكدة حتى الآن، لكن هناك الكثيرون اجتهدوا في هذا المجال، ولهم في ذلك كثير من الشكر والإشادة، وعندما حاولت إعداد مادة هذه الأمسية، عمدت إلى الرجوع إلى بعض المصادر منها: «كتاب الإعلام والتنمية» للدكتور عبد الله النويس، وكيل وزارة الإعلام الأسبق، الذي صدر عام 1980، وكتاب الدكتور عارف الشيخ عن تلفزيون الكويت من دبي، صدر في 2007. أما مواقع المؤسسات الإعلامية في الدولة فلم أجد فيها شيئاً، وكان ل ابد من الاستعانة بالشبكة العنكبوتية، وبعض المراجع القليلة.

«أم»

وقال الهاملي: تعتبر الإذاعة «أم» وسائل الإعلام قاطبة، وبالنسبة لنشأتها في الإمارات، فقد بدأت قبل البث التلفزيوني، من خلال محاولات فردية، وأخرى رسمية. أما الفردية، فقد بدأها في دبي صقر ماجد المري في عام 1958، الذي تقاعد من شرطة دبي في 2005 برتبة عميد. وثمة محاولة فردية أخرى نفذها في عجمان المرحوم راشد عبدالله بن حمضة، في عام 1961. أما الإذاعات الرسمية فتتمثل في إذاعة صوت الساحل بالشارقة، التي تأسست 1962، وتوقف بثها عام 1970، وحلت إذاعة دبي على التردد ذاته.

أبوظبي

ثم انتقل الهاملي إلى تأسيس إذاعة أبوظبي في العام 1969، حيث ألقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كلمة افتتاحها، ما يؤكد حرصه على دور وسائل الإعلام في مسيرة التنمية والعطاء، مستعرضاً فيلماً وثائقياً عن مسيرة الإعلام في أبوظبي.

أما إذاعة دبي، فقال الهاملي إنها تأسست في 1970، بمقرها الحالي قرب جسر آل مكتوم، وكان من مذيعيها الإماراتيين عبدالغفور السيد، وسعيد الهش، ومن العرب محمد المحتسب، وحسيب كيالي، وحسن أحمد، وعبدالقادر الكردي.

بث تلفزيوني

وانتقل الهاملي إلى الحديث عن القنوات التلفزيونية فقال إن أول بث تلفزيوني «أبيض وأسود» في الإمارات، انطلق من أبوظبي، بمناسبة عيد الجلوس الثالث في 6-8-1969، وفي 4 ديسمبر 1974 أصبح ملوناً، وتحول اسمه إلى تلفزيون «الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي». وتحدث بإسهاب عن مراحل تطوره إلى البث الفضائي، وعن تشكيل هيئة الإذاعة والتلفزيون، ومن ثم مؤسسة الإمارات للإعلام، ثم مؤسسة أبوظبي للإعلام.

وواصل: أما تلفزيون دبي الذي يعتبر توأم تلفزيون أبوظبي، إذ يفصل بينهما شهر واحد، فقد بدأ باسم تلفزيون الكويت، بناء على طلب من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي وقتئذ، وانطلق بثه في سبتمبر 1969، بحضور الشيخ راشد والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعدد من المسؤولين الكويتيين، وتطرق الهاملي إلى مراحل تطوره، وكان يأتي في المرتبة الثانية بعد الفضائية المصرية من حيث البث الفضائي.

تساؤل

وفي نهاية الأمسية دار حوار مطول بين المحاضر وعدد من الحضور، لعل أهم ما جاء فيه تساؤل غباش عن السبب الذي يكمن وراء عدم إقبال المواطنين على العمل في المؤسسات الإعلامية، حيث إن عددهم لا يرضي الطموح، وعن أسباب عدم بلوغ المستويات التي تأملها القيادة في أداء هذه المؤسسات، فأجابها الهاملي بأن تحول الإعلام من شغف يدفع صاحبه إلى هذه المهنة بمتاعبها إلى وظيفة رتيبة أحد أسباب ذلك.

«إذاعة الرفاعة»

أما الباحث راشد بن هاشم فقال: كان لدينا محطة إذاعية بدائية تبث من دبي، في ستينيات القرن الماضي، أطلقنا عليها اسم «إذاعة الرفاعة»، كوننا اتخذنا من منزل إبراهيم النساي مقراً للبث، وكنت أحد القائمين عليها إضافة إلى عبدالله محمد الموسى، محمد إبراهيم النساي والمرحوم جمعة إبراهيم النساي، وكنا نستشير السيد صقر المري، صاحب إذاعة الشندغة، في بعض الأمور التقنية.

إذاعات

تحدث علي عبيد الهاملي عن انطلاق الإذاعات في مختلف مناطق الدولة، حيث بدأ بإذاعة الشارقة التي انطلقت 1972، وإذاعة رأس الخيمة 1972، أما إذاعة عجمان (الرابعة) فتأسست في سبتمبر 2001، بإشراف استوديوهات عجمان الخاصة، وفي يونيو 2006 انطلقت إذاعة «الفجيرة إف إم». وفي أغسطس 2009 انطلقت من الفجيرة إذاعة زايد للقرآن الكريم، مهتدية في عملها بالمبادئ والأخلاقيات الإسلامية.

Email