أكثر من مليون طالب خاضوا السباق المعرفي على مستوى المملكة

السعودية تتوّج أبطالها في تحدي القراءة العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفلت المملكة العربية السعودية بتتويج بطلين لتحدي القراءة العربي في دورته الثالثة على مستوى المملكة، هما الطالب عمر معيض القرني من مدينة مكة على مستوى الطلاب الذكور، والطالبة سديم عبدالعزيز المبدل من مدينة الرياض على مستوى الطالبات، متفوقين بذلك على 20 طالباً وطالبة بلغوا التصفيات النهائية، ممثلين لمختلف مدارس المملكة من بين أكثر من مليون طالب وطالبة خاضوا مختلف مراحل السباق المعرفي الأكبر عربياً على مدار العام الدراسي.

المدرسة المتميزة

وعلى صعيد تحدي المدارس، فازت مدرسة السلام الأهلية من الخبر بلقب «المدرسة المتميزة» على مستوى المملكة، أما لقب «المشرف المتميز» فكان من نصيب المعلمة هاجر عيضة الحارثي.

حضر الحفل الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض بالتنسيق بين وزارة التعليم السعودية والأمانة العامة لتحدي القراءة العربي في دبي الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصي، نائب وزير التعليم، ونجلاء الشامسي الأمين العام لتحدي القراءة العربي، ومسؤولون من إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات في المملكة، إلى جانب عدد من مديري المدارس والمعلمين والمعلمات ونخبة من طلبة المدارس، من بينهم أوائل الطلبة على مستوى المدارس والإدارات التعليمية.

ووجه الدكتور عبدالرحمن العاصي نائب وزير التعليم، في كلمته خلال الحفل، الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتبينّه هذه المبادرة التي تسهم بالنهوض بأمتنا العربية ولغتنا العربية الغراء.

تقدم نوعي

وقال إن تحدي القراءة مشروع ريادي نتوقع أن يحدث تغييراً إيجابياً في ثقافة هذا الجيل، مضيفاً: نعمل على غرس ثقافة القراءة لتكون نمط حياة ووسيلة بناء فكري للنشء من أجل تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

وفي الكلمة التي ألقتها في الحفل، شددت نجلاء الشامسي أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي، على دور الأجيال الشابة في الدفاع عن أصول الفكر الإنساني السليم وقواعده، مؤكدة أن «تطوير المشهد الثقافي والفكري تطويراً يليق بأوطاننا عبر رفع مستوى القراءة والنهوض بها، يشكل هدفاً عربياً تضعه جميع البلدان المشاركة على رأس أولوياتها».

ولفتت الشامسي إلى أن المملكة حققت تقدماً نوعياً من الخطة الاستراتيجية الخمسية التي نصت على أن يزيد الاشتراك كل عام 10 في المئة إلى أن نصل إلى 50 في المئة من طلبة مدارسنا في الوطن العربي، كما نوهت بـ«الجهود الاستثنائية التي بذلها ويبذلها ممثلو المملكة مع إخوانهم ممثلي الدول العربية المشاركة لمضاعفة كفاية الميدان التربوي العربي»، مشيرة إلى أن هذا العمل أنتج حراكاً عربياً لصالح المشروع، حيث سجل اشتراك 10 ملايين طالب وطالبة في العام الثالث على مستوى دولنا العربية وأبنائنا في دول الاغتراب.

وأعربت الشامسي عن سعادتها بمنجز الطلبة، مؤكدة أنهم ومن خلال مشاركتهم الفاعلة في التحدي سوف يسهمون في الارتقاء بقيمة القراءة ورفع مؤشرها، وهو منجز –كما ذكرت –يليق بأبناء الأمة العربية، حيث قالت في هذا الخصوص، موجهة حديثها للطلبة المشاركين في التحدي: «لقاؤنا بكم هذا اليوم يكتسب مكانة غاية في الأهمية، إذ إننا نحتفل بكم.. أنتم الفوج الذي على وشك أن يعيد تصميم معايير قياس القراءة العالمي، فقد أصبحتم وأشقاءكم من البلدان العربية تقرؤون خمسين كتاباً في العام، في الوقت الذي يقرأ فيه أقرانكم على المستوى العالمي ستة وعشرين كتاباً».

وتابعت: «إن مخزون تاريخكم في الإبداع والتقدم على الأمم الأخرى يزيد على ألف وأربعمئة عام، شهد فيه التحضر والرقي الإنساني أضعاف ما هو عليه الآن».

وأضافت: وقبل ذلك ومنذ أن خُلقت البشرية، كُرِّمت أرض العرب بما لا ينافسكم عليه أحد، فالرسالات السماوية التي وضعت منهاج الثقافة الإنساني ومنهاج الفكر الآدمي جعل الله مقرها أرضكم وانطلاقها من أوطانكم، مؤكدة أن هذا الأمر ليس مصادفة أو عبثاً، وإنما كان واقعاً ولا يزال قائماً.

استئناف الحضارة

ودعت الشامسي الطلبة للعمل من أجل الإعلاء من شأن القراءة، ثقافةً وفكراً، وأن يسهموا بفاعلية في استئناف الحضارة، وألا يضعوا حداً لطموحاتهم وإنجازاتهم.

وشهد تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة زيادة كبيرة في أعداد الطلبة المشاركين بلغت أكثر من مليون و44 ألف طالب وطالبة، وذلك بزيادة تقدر بأكثر من 65 في المائة، عن عدد الطلبة المشاركين في الدورة الثانية، وثلاثة أضعاف العدد المسجل في الدورة الأولى، الأمر الذي يعكس الزخم الكبير الذي صنعه تحدي القراءة العربي كأكبر تظاهرة ثقافية من نوعها موجهة للنشء خلال ثلاثة أعوام فقط من إطلاقه. وتنافست في دورة هذا العام على لقب المدرسة المتميزة 12 ألفاً و420 مدرسة من مختلف مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية و18 ألفاً و254 مشرفاً ومشرفة.

ممارسة منهجية

وكتظاهرة ثقافية ومعرفية تهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، نجح تحدي القراءة العربي في دورة 2018 في التحول إلى ممارسة منهجية متداخلة في صلب العملية التعليمية والتربوية وهو أمر ترجم في حجم المشاركة العريضة على مستوى الوطن العربي والعالم فقد بلغ عدد الطلبة المسجلين في التحدي أكثر من 10 ملايين طالب من 44 دولة 30 منها أجنبية بعدما فتح التسجيل هذا العام رسمياً للطلبة العرب في دول المهجــــر.

أما عدد المدارس المشاركة في التحدي فقدر بـ 52 ألف مدرسة، بينما وصل عدد المشرفين والمشرفات المسجلين في التحدي إلى 86 ألفاً. وكانت التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي على مستوى الدول المشاركة قد انطلقت بدءاً من 25 مارس الماضي، حيث يتم اختيار أوائل الطلبة على مستوى المديريات التعليمية قبل أن يتم تتويج بطل التحدي في كل دولة. وسيخوض أوائل التحدي التصفية الأخيرة التي ستقام في دبي في أكتوبر المقبل ليتم بعدها الإعلان عن بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة في حفل حاشد تستضيفه دبي.

قيمة

يهدف تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عام 2015، إلى تعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الشابة باللغة العربية وبناء شخصية عربية ذات عقلية واعية ومدركة، وإرساء مفاهيم التسامح وقبول الآخر والتلاقح الفكري والتواصل الحضاري بين الشعوب والثقافات المختلفة.

Email