بمشاركة 400 ألف طالب و5080 مشرفاً و2333 مدرسة

قسام صبيح بطل فلسطين في تحدي القراءة العربي 3

قسام صبيح يحتفي بإعلانه بطلاً للتحدي على مستوى فلسطين من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مدينة رام الله، أمس، تتويج الطالب قسام محمد صبيح بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى دولة فلسطين، متقدماً بذلك على ثلاثة عشر طالباً وطالبة احتلوا المراكز العشرة الأولى، ممثلين مختلف محافظات ومدن وبلدات فلسطين.

وانتزعت مدرسة «بنات العودة الأساسية - بيت لحم» لقب المدرسة المتميزة على مستوى دولة فلسطين، في حين نال المعلم بسام عبدربه أحمد العدم، من الخليل، لقب المشرف المتميز على مستوى المنطقة التعليمية.

جاء ذلك في حفل كبير نظمته وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، بالتنسيق مع لجنة تحدي القراءة العربي بدبي، وبحضور وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور صبري صيدم.

وعدد من المسؤولين ومديري المناطق التعليمية في مختلف محافظات فلسطين، ومديري المدارس ونخبة من الطلبة المتميزين الذين حققوا مراكز متقدمة في تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى مختلف المدارس الحكومية والخاصة في فلسطين.

وشهدت فلسطين مشاركة متميزة في الدورة الثالثة من التحدي مع تسجيل نحو 402 ألف طالب وطالبة من 2333 مدرسة من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء فلسطين، تحت إشراف خمسة آلاف و80 مشرفاً ومشرفة، حرصوا على متابعة الطلبة في اختيار القراءات المتنوعة، ومساعدتهم على تلخيص الكتب ومراجعتها معهم.

وكانت فلسطين قد خاضت التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي على مستوى جميع المدارس والطلبة المشاركين على مدى يومين قبل إعلان النتائج في الحفل النهائي الذي أقامته وزارة التربية في مدينة رام الله.

والذي شهد تتويج الطالب قسام محمد صبيح من مدرسة ذكور كفر راعي من بلدة قباطية في محافظة جنين، بطلاً للتحدي على مستوى فلسطين، إلى جانب تكريم أصحاب المراكز العشرة الأولى في التحدي.

وكان قسام قد أظهر تميزاً لافتاً وثقة كبيرة في النفس واستعداداً للنقاش والتحليل أبهر لجنة التحكيم، كما اتسمت قراءاته بالتنوع والشمولية، ليعكس بذلك أحد أهم أهداف التحدي المتمثلة في بناء مخزون معرفي وقرائي ثري.

حضور دائم للمعرفة

وأكد الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، أن تحدي القراءة العربي صار جزءاً أصيلاً من ثقافة التأسيس لحضور دائم للمعرفة في مدارسنا، حيث نلمس الأثر عاماً بعد عام..

مبيناً أن هذا لا يقتصر على زيادة أعداد الطلبة، بل وعلى طبيعتهم، فقد تجاوز الطلبة الذين يشاركون سنوياً في المشروع مرحلة التعاطي مع القراءة باعتبارها هواية، ووصلوا حد الاحتراف، وبات للمشروع انعكاساته على صعيد تفعيل سوق الكتاب وزيادة الإقبال على المكتبات العامة والمدرسية، وزيادة انخراط الأهل في النشاطات والفعاليات الثقافية.

وأشاد بالدور الحيوي بعيد المدى لتحدي القراءة العربي.. لافتاً إلى أن التحدي - ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية - له دور أساسي يتمثل في التركيز على المنظومة القيمية والإبقاء على الكتاب حاضراً في ظل التطور التكنولوجي، وأهم ما في المشروع تعزيز منحى الجانب المعرفي، بما يؤسس له ذلك من معطيات أهمها الجانب البحثي والاهتمام بصقل الشخصية العربية، علاوة على إتاحة الفرصة لإبراز الإبداع وتعزيز روح التنافس الشريف.

وفي ما يختص بدور تحدي القراءة العربي في غرس عادة القراءة لدى الطلبة في فلسطين خارج المنظومة التعليمية.. أكد الوزير الفلسطيني أن التحدي زاد من عدد القراء، كما تشير معطيات مكتبات المدارس والمكتبات العامة إلى جانب زيادة إقبال الطلاب على معارض الكتاب والقراءة خلال العطل الصيفية.

وأشاد بالمنجز الذي حققه طلبة فلسطين ومدارسها على مدى ثلاث سنوات من تاريخ التحدي، متطلعاً إلى مشاركة جميع طلبة فلسطين في التحدي مستقبلاً، مؤكداً حرص المؤسسات التعليمية والتربوية في فلسطين على توفير كل ما من شأنه إرساء دعائم الاستدامة.

وكجزء من هذا المسعى الجديد لتحفيز أكبر قدر من المشاركة في التحدي، أكد الوزير أنه تم استحداث موقع وظيفي بمسمى مشرف ثقافي في كل مديرية تربية.

وفي ما يتعلق بتقييم مستوى طلبة فلسطين في هذه الدورة الثالثة من التحدي، لفت د. صيدم، إلى أن التفاعل كان كبيراً.

وقال: «من حيث المستوى، لدينا مؤشرات طيبة، أبرزها فوز الطلبة المنخرطين في التحدي، في نشاطات ثقافية متميزة، وتحقيق نتائج متقدمة، وطبعاً، هناك التطور الملحوظ على شخصيات الطلبة وحضورهم، وثمّة مؤشرات من معلمي اللغة العربية، تشير إلى تحسّن واضح في التعبير الكتابي والشفوي».

وحول ما يمكن أن تضيفه مشاركة فلسطين في تحدي القراءة العربي، بعد تحقيق فلسطين الفوز على مستوى المدارس ومستوى الطلبة في الدورتين السابقتين، قال د. صيدم: «هذا الإنجاز، يضاعف المسؤولية، لا علينا في الوزارة فقط، بل وعلى أولياء الأمور والطلبة والمعلمين، ونسعى إلى تعزيزه بالمزيد من الإصرار على الفوز.

وبالتركيز على نوعية ما نقدمّه من مشاركات خارجية»، مؤكداً في هذا السياق: «إن تكرار الظفر بلقب بطولة التحدي على صعيد الطلبة أو المدارس أو المشرفين المتميزين، هو طموح مشروع، وهو يكتسب شرعيته من الروح التي نلمسها في طلبتنا ومعلمينا ومديري مدارسنا».

وتكتسب مشاركة فلسطين أهمية خاصة هذا العام وسط حشد الجهود لتحقيق نتائج جيدة، بعدما انتزعت فلسطين لقب المدرسة المتميزة في الدورة الأولى بفوز مدرسة طلائع الأمل وتتويج الطالبة عفاف شريف بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الوطن العربي في الدورة الثانية.

10 ملايين

وشارك في الدورة الثالثة من التحدي أكثر من 10 ملايين و100 ألف طالب وطالبة من 52 ألف مدرسة، بإشراف 86 ألفاً و555 مشرفاً من 44 دولة، من بينها 14 دولة عربية، و30 دولة أجنبية.

في أول مشاركة رسمية للطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، على خلفية إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ختام تحدي القراءة العربي للعام 2017 الانتقال بالتحدي إلى العالمية.

ويهدف تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عام 2015، إلى تكريس عادة القراءة لدى النشء والارتقاء باللغة العربية كلغة فكر وإبداع وبناء الشخصية العربية الواعية والمثقفة وترسيخ قيم الانفتاح والتسامح والحوار الحضاري وسط الشعوب.

سفارة الدولة ترعى التحدي في عين الباشا

رعت سفارة الدولة مسابقة تحدي القراءة في عين الباشا بالأردن. وأقيمت المسابقة برعاية القائم بأعمال سفارة الدولة بعمّان فيصل أحمد آل مالك وافتتح سوق عكاظ التراثي وذلك في لواء عين الباشا شمال العاصمة عمّان.

وأكد آل مالك خلال كلمة له على عمق العلاقات الأخوية والمتميزة بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أهمية مبادرة تحدي القراءة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي كان لها الدور البارز في تنمية الإمكانات والقدرات لدى الطلاب والأجيال الصاعدة من خلال خلق روح التنافس والإبداع والإنجاز بينهم، كذلك الاهتمام بالتراث العربي الأصيل وموروث الآباء والأجداد.عمان - وام

25

كانت تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى الدول العربية والأجنبية قد انطلقت في 25 من شهر مارس الماضي.

عبر تنافس أوائل الطلبة في مدارسهم على مستوى المديريات والمناطق التعليمية في دولهم، ليتم اختيار العشرة الأوائل على مستوى كل دولة، قبل أن يخوضوا التصفيات النهائية التي تقيمها وزارة التربية في كل دولة، بالتنسيق مع الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي لاختيار الفائز الأول في كل دولة من بين الطلبة العشرة الذين بلغوا النهائيات.

تمهيداً لخوض أوائل الطلبة أبطال التحدي في الدول المشاركة التصفية الأخيرة التي ستقام في دبي في أكتوبر من العام الجاري، قبيل الإعلان عن بطل تحدي القراءة العربي للعام 2018.

نجلاء الشامسي: عنفوان التحدّي وصفة النجاح في المناطق التعليمية الفلسطينية

أثنت نجلاء الشامسي أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي - في كلمة ألقتها من دبي عبر الفيديو - على الإنجاز الكبير الذي حققه طلبة فلسطين طوال مراحل التحدي، مؤكدة أن تحدي القراءة العربي الذي انطلق من دبي قبل ثلاث سنوات، إنما تكتمل معالمه بإنجاز الطلبة من مدارس الوطن العربي وبلاد الاغتراب.

وتوجهت الشامسي إلى أبناء وبنات فلسطين في كلمتها بالقول: «أنتم أبناء الأرض المباركة.. عنفوان التحدي أمام الظروف الصعبة والإقدام نحو المعرفة وفتح أبوابها بجسارة كان السمة الأبرز لوصفة النجاح خلال هذا العام في كل مناطقنا التعليمية الفلسطينية».

وأضافت: «في القدس والخليل ورام الله حراك حضاري بامتياز نحو القراءة.. من البيرة ونابلس وطولكرم حراك معرفي بامتياز نحو القراءة.. جنين وسلفيت وقلقيلية مغامرة التحدي التي لا يتصدرها إلا الشجعان.. بيت لحم وأريحا وغزة.. الإصرار من الفتيان والفتيات على التمكن بقوة من أدوات التنافسية».

وقالت الشامسي للطلبة: «إن استئناف الحضارة العربية التي تشكل جزءاً كبيراً وعميقاً وفريداً من الحضارة الإنسانية يجب ألا يظل أمنية الشعراء أو مرثية الخطباء.. إنها المسؤولية الملقاة عليكم أبنائي، ذلك أنه وعبر حماسكم وشغفكم بالإنجاز ستصنعون واقعاً جديداً يحسب لكم ولمعلمي هذه المرحلة، ولقيادتكم الحريصة التي ألهمتنا الثبات بدعمها القوي لأهداف المشروع».

وحول مشاركة طلبة فلسطين في تحدي القراءة في دورته الثالثة، قالت الشامسي: لقد وثَّق طلبة فلسطين بقراءاتهم ما يمكن أن يكون منعطفاً في الحراك الحضاري الذي يسعى مشروع تحدي القراءة العربي إلى تحقيقه، ولدينا من النتائج ما يعزّز رؤية وأهداف تحدي القراءة العربي.

عبدالله النعيمي: تثقيف النشء بأهمية المطالعة لبناء مجتمعات معرفية

حول الدورة الثالثة من «تحدي القراءة العربي»، قال عبد الله النعيمي، المنسق التنفيذي لمشروع تحدي القراءة العربي: «يشهد تحدي القراءة عاما بعد عام المزيد من المشاركات الاستثنائية والقراءات النوعية من قبل الطلاب.

ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب في مقدمتها بالتأكيد الدعم الكبير الذي خصصه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لهذا المشروع المعرفي الأكبر من نوعه عربياً المعني بتثقيف النشء بأهمية المطالعة لبناء مجتمعات معرفية».

مضيفا: «بالطبع، هناك الحماسة والشغف الكبيران اللذان أظهرهما الطلاب العرب من مختلف المراحل الدراسية، بوصفهم هم المستهدفون في التحدي. فإقبال ملايين الطلبة العرب على المشاركة في التحدي يؤكد أن الاستثمار المعرفي في الشباب، هو استثمار في محلّه».

وأشار النعيمي إلى أنه من العوامل الأخرى التي أسهمت في نجاح «تحدي القراءة العربي» هو حرصنا في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المظلة الأكبر التي يندرج التحدي تحتها، على توفير كل أشكال الدعم الفني واللوجستي والمادي، وكافة التسهيلات اللازمة لتشجيع الطلبة والمدارس على المشاركة في التحدي، إلى جانب المتابعة والتنسيق والتدخل أولاً بأول لتذليل أية مشكلات أو صعوبات.

واعتبر النعيمي أن حرص المدارس، تحت مظلة وزارات التربية والتعليم في الدول المشاركة، على تقديم كافة التسهيلات وكل أسباب الدعم لتشجيع طلبة المدارس على المشاركة، وحرصها على مواكبة التحدي بأنشطة قرائية غنية من خلال تنظيم المهرجانات ومعارض الكتب المدرسية وفعاليات القراءة خارج الدوام المدرسي.

كان له كل الأثر في إيصال رسالة التحدي، إلى جانب حرص آلاف المشرفين والمشرفات على دعم الطلبة المشاركين ومتابعة سير عملية القراءة ومساعدتهم في اختيار الكتب المناسبة، بل وتوفير هذه الكتب من أي مكان في حال لم تكن موجودة في مكتبة المدرسة.

ومساعدتهم في تلخيص الكتب ومراجعة الملخصات معهم وإعدادهم لخوض التصفيات المرحلية والنهائية على مستوى الدول والوقوف إلى جانبهم طيلة مراحل المشاركة. أما فيما يرتبط بتفاعل المجتمع المحلي مع «تحدي القراءة العربي»، فقال النعيمي:

«إن حرص كافة الأطراف ذات الصلة على توفير كل أشكال الدعم، أحال التحدي إلى نشاط مجتمعي لا يقتصر على الطالب والمدرسة وإنما يشمل الأسرة، كبيئة حاضنة بالمعنى المعنوي، وكذلك مؤسسات المجتمع المحلي من مكتبات ومراكز ثقافية وجهات رسمية في الدول المعنية أظهرت، ولا تزال، حرصاً على أن تكون طرفاً فاعلاً في هذا النشاط المعرفي والثقافي».

 

Email