سوق الشناصية.. «قلب الشارقة» يروي حكايات التجار وقصص التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك الكثير من المواقع التراثية والتاريخية حول العالم، التي بقيت ماثلة للعيان إلى يومنا هذا، واستطاعت أن تظل صامدة رغم مرور مئات الآلاف من السنين، التي تم اكتشافها وتجديدها لتمنحنا إطلالة على هذا التاريخ، وفهماً أفضل لحاضرنا ومستقبلنا، وتعدُ منطقة «قلب الشارقة» أحد أهم المعالم التراثية لإمارة الشارقة باعتبارها محوراً مهماً للتجارة.

حيث كانت ملتقى للتجار ووجهة نابضة بالحياة الاجتماعية في الإمارة، ولهذا السبب جاء إطلاق مشروع تطوير «قلب الشارقة» للحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للإمارة، وإتاحة المجال للكثير من الناس للوصول إلى فهم أفضل لتاريخ المنطقة.

ومن أهم المعالم التراثية التي تتميز بها هذه المنطقة سوق الشناصية، أحد أقدم وأكثر الأسواق حيويةً في المنطقة، وأحد الشواهد الحيَة على محطة من المحطات التاريخية المهمة في تاريخ الإمارات.

ذاكرة المكان

ولأن الأسواق هي روح المدن، وذاكرة المكان، فهي أكثر الأماكن ارتباطاً بالناس وحياتهم اليومية.

حيث تكتسب مع الوقت أهمية أكبر من كونها مكاناً للتبادل التجاري، فتتحول إلى وسيلة للتواصل الاجتماعي وملتقى للسكان يلتقون فيها ويقضون أوقاتاً ممتعة، ويناقشون ما يشغلهم من موضوعات حيث كانت الأسواق في الشارقة تشبه الحياة الاجتماعية في المكان في بساطتها قبل أن تبدأ بالتغير والتطور مثل مختلف نواحي الحياة في الإمارات.

السوق

ويقع سوق الشناصية بمحاذاة خور الشارقة، ويضم العديد من الممرات والأزقة التي تنتشر على جنباتها العديد من المتاجر لبيع العطور والألبسة والهدايا التراثية والتحف والمطاعم والمقاهي الشعبية، لينتقل الزائر معها في ذاكرة المكان ويستطلع معالمه، في تجربة تسوق وترفيه من عبق الماضي الأصيل، تثري الحواس وتلهم الوجدان.

وقال يوسف المطوع، مدير وجهة قلب الشارقة: «يعتبر سوق الشناصية أحد أقدم الأسواق في إمارة الشارقة وأكثرها عراقة، ومع النمو الاقتصادي الذي عرفته الإمارة في أواخر ستينات القرن الماضي، تأثر بأعمال التخطيط والتطوير الحضري التي كانت تتم في الشارع، الذي اعتبر حينها قلباً اقتصادياً للإمارة، إذ كان مقراً حيوياً للبنوك والشركات الكبرى في تلك الفترة».

تحولات

ويمثل «قلب الشارقة» جوهرة الإمارة، ويعكس مدى تقدمها رغم احتفاظه بروح المكان وهويته الثقافية، الأمر الذي سيجعل الزائر لا يحتاج وقتاً طويلاً لأن يغوص بكل أحاسيسه فيه ويشعر وكأنه في بيته، فمن هنا، ومن هذا المكان بالتحديد، بدأت فصول حكاية الشارقة، التي شهدت العديد من التحولات عبر الأزمنة المتغيرة، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم، حاضرةً للثقافة، وصِلة وصل بين الأجيال.

وجهة تراثية

ويظهر جلياً مدى اهتمام وحرص هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) على إعادة ترميم الأسواق القديمة ضمن المشروع التراثي الضخم الهادف إلى إعادة إحياء منطقة «قلب الشارقة» لتشكل وجهة تراثية وثقافية وسياحية متفردة تجمع أصالة الماضي بحيوية الحاضر لتستشرف المستقبل، ما يتيح لمختلف فئات المجتمع، بمن فيهم المواطنون، والطلاب، والأسر.

وأجيال الألفية الثالثة، والسياح، فرصة مثالية للاستمتاع بأجواء خاصة من الراحة والهدوء في محيط من الألفة توفر مرافق خدمية ذات مستوى عالمي، تشمل أسواقاً تراثية ومحالاً تجارية تعرض المنتجات بأنواعها المختلفة، إلى جانب المطاعم والمقاهي التي تقدم للزوار تشكيلة واسعة من المرطبات والمشروبات المصنوعة من أجود المواد، والقهوة المصنوعة من أفضل أنواع البن الأفريقي.

 

Email