حريق أتلف معظم محتوياتها في 2012

الشارقة تستكمل ترميم إحدى أهم المكتبات الأفريقية في غينيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت إمارة الشارقة، اكتمال عمليات الترميم والتجديد الشاملة لإحدى أهم وأعرق المكتبات في العاصمة الغينية كوناكري، بعد تعرضها لحريق ضخم في عام 2012 أدى إلى تدمير معظم محتوياتها، إذ تضم أكثر من 10 آلاف قطعة من الكنوز الأدبية والكتب القديمة والمخطوطات النادرة.

حيث كُشف هذا الإنجاز والرصيد الذي حققته الشارقة لمكون الحضارة الإنسانية، خلال حفل خاص في العاصمة الفرنسية باريس، أخيرا، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، حيث جرى خلاله توضيح تفاصيل اكتمال عمليات ترميم المكتبة في العاصمة الفرنسية.

وقد جاء ترميم المكتبة بمكرمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث قدّم سموه دعماً لإعادة إحياء المكتبة المملوكة للبروفيسور الغيني جبريل تمسير نياني، الذي يعد واحداً من أبرز المفكرين وأشهر المؤرخين في القارة الأفريقية.

وحضر الحفل المخصص للإعلان عن استكمال الشارقة لمشروع ترميم المكتبة، أماني آل علي ممثلة لجنة الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، ومروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين. إضافة إلى إيان دينيسون رئيس قسم النشر والعلامات التجارية في اليونسكو. ومن كوناكري سانسي كابا دياكيتي المفوض العام، وتشيك كيتا، ومامادو ديالو ديان، الشريك في هذا الحدث.

كنوز ثقافية

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: إن إعادة بناء مكتبة عريقة مثل كوناكري أشبه بإعادة الحياة لجيل بأكمله، نظراً لما تضمه من كتب قيمة ومخطوطات نادرة تعد جزءاً من الإبداع الإنساني على مدى عقود طويلة، ومن خلال الدعم الذي تقدمه الشارقة للمكتبة، فإن كنوزها الثقافية ستصبح إرثاً تتناقله الأجيال وتفخر به.

وأضافت الشيخة بدور القاسمي: انطلاقاً من إيماننا بأن التراث الثقافي لأية دولة يمثل جزءاً من التراث العالمي، وأن فقدان أي من مكوناته يعدُ خسارة للبشرية جمعاء، يسعدنا أن تسهم الشارقة بإعادة الحياة لهذا الصرح المعرفي من أجل كوناكري وشعب غينيا، لا سيما في هذه اللحظات التي نحتفل فيها بدور الثقافة في توحيد الأمم والثقافات.

ونجدد الدعوة للعمل معاً على مواجهة التحديات التي تهدد الإرث الثقافي في جميع أنحاء العالم. وتابعت: نؤمن أن إعادة بناء مكتبة كوناكري واستعادة كتبها النفيسة يتيح لنا فرصة إيصال رسالة من الشارقة.

العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، إلى كل عشاق الكلمة المقروءة في غينيا والعالم بأسره، وهي أن الاستثمار في المعرفة مسؤولية يجب علينا جميعاً تحملها، انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن الكتب والمكتبات تجمع ثقافات العالم وتوحد الشعوب.

رمز للحوار الحضاري

وقال إيان دينيسون، رئيس قسم النشر والعلامات التجارية في (اليونسكو): يمثِل التبرع السخي الذي قدمته إمارة الشارقة لإعادة ترميم وبناء مكتبة كوناكري، رمزاً للحوار الراقي بين الثقافات وهو ما تشجع عليه اليونسكو، كما إنها تعدُ بادرة قوية للتضامن بين الشعوب، عدا عن كونها تشكل خطوة هامة نحو بناء شبكة من عواصم العالم للكتاب، ما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين هذه المدن.

ومن جهته، قال سانسي كابا دياكيتي، المفوض العام لكوناكري: أتقدم بجزيل الشكر إلى إمارة الشارقة على تبرعها السخي لإعادة ترميم مكتبة البروفسور جبريل تمسير نياني، ولدعمها إعادة بناء إحدى أهم وأبرز المكتبات في مدينة كوناكري، العاصمة العالمية للكتاب لعام 2017.

بدوره، قال الدكتور ميكيل كولمان، رئيس اتحاد الناشرين الدوليين: يعد ترميم أيقونة أدبية كمكتبة كوناكري خطوة مهمة في تجسيد العلاقة الثقافية الراقية بين كوناكري، العاصمة العالمية الحالية للكتاب، وبين الشارقة، العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019.

2000

وقد أتى الحريق، الذي نشب في مكتبة كوناكري قبل ست سنوات، على معظم الأعمال الأدبية للبروفيسور نياني. وأسهمت الشارقة في ترميم مكتبة البروفيسور نياني واسترجاع مقتنياتها النادرة من الكتب والمخطوطات القديمة.

وتتضمن عمليات التجديد والترميم:استرجاع وترميم ما يمكن إصلاحه من الكتب والمخطوطات والوثائق النفيسة، استعادة أرشيفها، تطوير نظام رقمي يضمن سلامة مقتنياتها، استكشاف الخيارات المختلفة لتطوير نظام رقمي حديث لتبسيط خدمات المكتبة.

وتوفر إمارة الشارقة بالتعاون مع اليونسكو 2000 كتاب من ضمن 14 مجموعة من الكتب والوثائق حول تاريخ أفريقيا لـ 13 جامعة ومعهداً في كوناكري، دعماً للحركة الثقافية والمعرفية التي تشهدها البلاد.

 

Email