«أيام صامتة.. أحلام صامتة» تروي سيرة فنان أصم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عصرنا الرقمي، حيث أصبح نسخ الرسومات على الكمبيوتر على درجة من السهولة، بحيث يمكن أن ينسى المرء القلم، لكن هذه الأداة في يد فنان هي أداة جبارة، يمكنها أن تمنح صوتاً لفنان أصم من الولادة، وتنقل توقه للتعبير والإبداع. ويبدو كتاب «أيام صامتة، أحلام صامتة» لآلان ساي، في ضوء هذه المعادلة، ذا قيمة كبيرة بفضل أصالته وطبيعة موضوعه، إذ يروي السيرة الذاتية للفنان الأميركي الأصم جميس كاستل الذي علم نفسه الرسم، وإن لم يتعلم يوماً القراءة والكتابة.

يستهل الكتاب برسم بالفحم الأسود لطفل ينتحب، فمه مفتوح على سواد، مع صمت مطبق في الصورة، في تصوير لصراخ إنسان يريد أن يُسمع في وسط من دون أصوات.

عذابات

وتبدو القصة في الكتاب، التي يرويها لنا ابن أخ كاسل، غير مترابطة، لكن الصور تكشف بوضوح عن عذاب طفولته الصامتة وشغفه بالإبداع. ويحكي عن ذلك: «عندما أخذت من كاستل إمداداته الفنية، ابتكر قلمه الخاص، المكون من عصا مسنن وسخام ملطخ بلعابه». وقام ساي بإعادة تشكيل أعماله في تصويره الآسر للعالم. وفي إحدى الرسومات، يظهر حزن كاستل في لمسة بالقلم الأسود القاتم، تبرز فيها ذراعاه على أوراق كما لو أنه يتخلى عن أجزاء من نفسه.

صور أنقىواكتشفت أعمال الفنان من قبل المجتمع بفعل تأثيرها الكبير وقوة رسائلها، وحظي بمعرض فني مشتقل. قد يجد كثيرون أعماله مرضية، حسبما تفيد صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، لكن ساي الفائز بجائزة «كالكوت» يقدم في كتابه صوراً لأحد أنقى الفنانين، فنان غير معني بالحصول على المجد الفني، بل مليء بعاطفة تتوق للإبداع والتعبير.

Email