مسؤولون وكتاب يؤكدون أبعاد شهر القراءة الاستراتيجية البناءة :

الإمارات منارة ثقافة وفكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعد إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في 31 أكتوبر 2016، أول قانون من نوعه للقراءة، مبادرة فريدة من نوعها ورائدة على مستوى العالم.

إذ تضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة محور أهدافها ترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام وجعلها نهج ونمط حياة، إذ إن هذه المبادرة الحضارية غير المسبوقة تثمر تنمية رأس المال البشري، والإسهام في بناء القدرات الذهنية والمعرفية ودعم الإنتاج الفكري الوطني، وبناء مجتمعات المعرفة في الدولة.

كما كان لتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخاصة بتعزيز قيمة وأهمية دور القراءة والاعتناء بجعلها نهج حياة في مجمتمع الإمارات، كبير الأثر في هذا الشأن. وقد ترسخ هذا أيضاً مع تخصيص مجلس الوزراء شهر مارس من كل عام، شهراً للقراءة.

وذلك بدءاً من 2017، إذ تشمل فعاليات هذا الشهر الوطني للقراءة، أكثر من 1700 مبادرة وفعالية على مستوى الدولة، تشهد جميعها تفاعلاً نوعياً، خصوصاً في ضوء دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى تضافر جهود الجميع في الدولة للمشاركة في هذا الشهر، والعمل على إنجاحه وارتقائه المتتابع، بما يلبي أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة.

«البيان» تضيء، عبر رصد آراء مجموعة من المسؤولين والمثقفين والأدباء، على أهمية ودور شهر القراءة في تقوية وتعزيز الرؤى التنموية والتطويرية المجتمعية في الدولة. إذ أكد هؤلاء أن هذه المبادرة سترسخ مكانة الدولة منارة للثقافة والفكر والإبداع.

رؤية

قال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ«البيان»، إن احتفاء الإمارات بشهر القراءة، يكشف رؤية عميقة لدى قيادتنا، يمكن من خلالها التنبؤ بمستقبل الدولة بأكملها، فأن تتخذ الإمارات من القراءة نهجاً لها، يعني أننا نخطو خطوات حثيثة نحو مجتمع المعرفة، وأن يكون مشروع النهوض متكاملاً على المستويات كافة؛ الاقتصادية، والعلمية، والصناعية، والمجتمعية.

فهذا شيء مهم ونوعي، فبناء أجيال ومجتمع قارئ يعني بناء دولة تحوز كل أدوات المستقبل، وقادرة على أن تكون واحدة من الدول المؤثرة، والشريكة في صناعة التغيير وإحداث التأثير على المستوى الإنساني.

وتابع العامري: نحن في هيئة الشارقة للكتاب سعداء أن تكون أهدافنا المركزية، ورؤيتنا الأساسية التي وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي رؤية الدولة بكامل إماراتها، الأمر الذي يجعلنا أكثر قدرة على وضع مزيد من التطلعات والأهداف، فالقراءة تعني الكتاب، والكتاب يعني المعرفة، والمعرفة تعني الوعي، ومن الوعي يبدأ التغيير، وتتحول الأحلام إلى واقع ملموس.

أجيال المستقبل

ومن جهته، قال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: يعد شهر القراءة فرصة مهمة لمواصلة الاحتفاء بالكتاب، وتحقيق التكامل بين الأسرة والمدرسة والإعلام في ترسيخ ثقافة القراءة والمطالعة لدى أجيال المستقبل، باعتبارها أحد أهم عناصر بناء الإنسان.

كما يمثل فرصة سنوية لتحفيز الأطفال واليافعين على المطالعة الواعية التي تدفعهم إلى الاستنتاج والتحليل والربط وإثارة الأسئلة، والإسهام في تنمية المعرفة، وإثراء التحصيل الدراسي، وتفعيل قدراتهم، وتوسيع مداركهم، والمشاركة في اتخاذ القرارات بشكل فاعل.

وأضاف الكوس: أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام السابقة العديد من المبادرات، مثل معارض الكتاب، والمهرجانات القرائية، وتوزيع المكتبات المنزلية، ودعم مشاريع الترجمة والنشر، والجوائز الأدبية والثقافية.. التي أسهمت مجتمعةً في تعزيز الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها، واستعادة مكانتها وترسيخها بين أفراد المجتمع، وجعلها ثقافة يومية، إدراكاً منها لمدى قوة الكتاب في الارتقاء بالمجتمعات.

وفي السياق، قالت مجد الشحي، مديرة مبادرة ألف عنوان وعنوان: إن شهر القراءة يؤكد مدى النضج الذي وصلنا إليه في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وذلك لقناعتنا المطلقة بأن أثر الثقافة في نهضة المجتمعات كبير جداً، فهي تعمل على توسيع القاعدة المعلوماتية لدى الأفراد، وتفتح لهم طريق التعرف على أفكار جديدة قد تندمج مع أفكار أخرى فينبثق عنها تصورات جديدة قد تسهم في نهضة المجتمع، ويؤكد ذلك العديد من الشواهد على تجربة الشارقة الثقافية، التي تستند إلى البناء المعرفي للإنسان منذ نعومة أظفاره.

والتي تعتبر حصاد سنين طويلة زرعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتتماشى مع الرؤى الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في إيجاد جيل قارئ وصديق للكتاب.

أسلوب

ورأت الكاتبة الإماراتية لميس بن حافظ، أن" شهر القراءة" مبادرة قيمتها كبيرة جداً على كافة الصعد.

وواصلت : إنها مبادرة جميلة جعلت جميع أفراد المجتمع وجميع المؤسسات في الدولة معنيين بأمر القراءة. وهي محاولة اعتقدت أنها نجحت بشكل كبير في تغيير السلوك تجاه القراءة وتبنيها كنمط حياة يومي، وهي تذكير بأهمية القراءة وسط ضغوطات العمل والانشغال بنمط الحياة السريعة ووسائل التواصل الاجتماعي، التي قللت من المعدل الذي يقضيه الشخص في القراءة، فجاءت هذه المبادرة للتشجيع على استغلال الأوقات المهدورة في القراءة والالتزام بهذا الأمر.

واستطردت لميس بن حافظ: جاءت مبادرة شهر القراءة كحافز نوعي للاعتناء بالكتاب، الذي يعتبر مقياس تطور الشعوب ورقيها، وجعله خياراً لا غنى عنه في زمننا لمواصلة حركة التنمية والحضارة التي تشهدها الدولة.

وبالتأكيد فهي فعل تنموي عميق التأثير يعتمد بالدرجة الأولى على العلم والبحث والمعرفة. وبالنسبة لي أعتبر المبادرة مهمة لإعادة الأجيال الجديدة وحتى السابقة للقراءة، التي لها دور كبير في إنشاء جيل مثقف يحترم الآخر ويقدِّر الاختلافات والثقافات الأخرى، ومن الجميل أن تأخذ القراءة مكانها في حياة أبنائنا بما فيها من جمال ومتعة، بعيداً عن الكتب الدراسية المفروضة.

"تحفيز ذهني وفكري بنّاء وفاعل". هكذا هي قيمة وجدوى "شهر القراءة" من وجهة نظر الكاتبة إيمان المهيري، حيث قالت : نلاحظ دائماً أن الناس تنظر إلى تخصيص شهر للرياضة وشهر للقراءة كنوع من التحدي، إضافة إلى تخصيص يوم بلا مركبات، لتولد نوع من التحفيز، حيث نلاحظ أن الصغار يتسابقون ويبادرون بالتنافس في القراءة حتى قبل الكبار.

ولا ننسى طبعاً دور المدارس في التأكيد على أهمية هذا الشهر، من خلال حث الطلبة على قراءة أكبر قدر من الكتب والقصص، ثم تكريم الفائز، ففي النهاية، نهضة الشعوب قائمة على القراءة والفكر، وبدأت أكتب بعض الصفحات المتفرقة والأفكار بصورة رؤوس أقلام، ولربما في عام 2019 أنشر إصداري الثاني، بعد أن أصدرت الأول الذي يحمل عنوان:

«تالي الصبر خيره»، وقد أضافت المبادرات المحفزة على القراءة من رصيدي في زيادة مخزوني القرائي، إذ إنه يفوق حالياً 8 كتب شهرياً.

وعن تأثير القراءة على أطفالها، أكدت المهيري حرص ابنتها أكثر على القراءة، إذ تطلب منها أن تكون مكافأتها كتاباً أو قصة، ولا تنام حتى تقرأ، كما أنها حالياً تؤلف قصة من وحي خيالها باللغة الإنجليزية.

تطور

وأكدت وداد بوشنين، رئيسة نادي «اقرأ واستمتع»، أنها كانت حريصة منذ البدايات، على مواكبة روحية هذه المبادرة الوطنية الاستراتيجية.

وقالت: إن نادي القراءة الذي أسسته، الأول من نوعه الخاص بالقراءة، وانطلق في دبي بإلهام من مبادرة «عام القراءة»، وهو يسعى لتقوية وتعزيز الصلة بين الكتاب وجميع أفراد الأسرة، لتكون واعية تقرأ وترتقي بأبنائها في مسيرة تطور المجتمع.

وأضافت وداد بوشنين: تعمل دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة.

واستكمال سلسلة المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية، التي أطلقتها، حيث إن شهر القراءة يعمل على تنشئة جيل جديد من العلماء والباحثين والمبتكرين، كما يعكس اهتمام قيادة دولة الإمارات بخلق جيل مثقف واعٍ، ويعزز الارتباط بالقراءة التي تعد أهم عناصر بناء الفرد.

اهتمام

يكتسب قانون القراءة أهمية استثنائية، إذ جاء شاملاً على المستوى الوطني ليبرز اهتمام الدولة وقيادتها بالتنمية البشرية من الجوانب كافة، وسعيها إلى تطوير الأصول الثقافية لمواطنيها، بما يكفل إعداد وتأهيل أجيال قادرة على أن تؤسس لإرث فكري إماراتي يمكن تطويره والبناء عليه.

كما يضع أطراً ملزمة لجميع الجهات الحكومية في القطاعات التعليمية والمجتمعية والإعلامية والثقافية، لترسيخ القراءة لدى كل فئات المجتمع بمختلف المراحل العمرية.

Email