مبدعات الأدب والفن وصَفْنَها بالشخصية الاستثنائية

«ست الحبايب».. باقات عطاء مغلفة بالحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قلبها تحتضن العالم بأسره، ومن بين ثناياها تتناثر باقات حب مغلفة بالعطاء، وفي يومها تنهمر المشاعر كالمطر، لتصافح قامتها العالية، وتضع على جبينها قبلة شكر وتقدير وامتنان، على ما قدمته للعالم بأسره.

هي «ست الحبايب» و«نبع الحنان» و«أميرة القلوب». في العطاء هي درس يبدأ ولا ينتهي، وفي الحياة موسوعة لا حدود لها، وفي الفن هي الشخصية الاستثنائية التي تجذب الأنظار والقلوب، وفي كل مكان، هي مصدر الإلهام وسر القوة والإبداع.

في روعتها تهادى الشعراء والأدباء والمبدعون، فلم يوفوها حقها، وانهال أهل الدراما والسينما في تقديم شخصيتها، فتسللت من بين أصابعهم بعض أدوار عظيمة فاقت قدرة الكاميرا على التعبير، وفي الأغنيات، حفرت عميقاً في الذاكرة، إلا أن عطاءها فاق ما قيل فيها من كلمات.

«البيان» تواصلت مع بعض مبدعات الأدب والدراما والسينما، ليتحدثن عن مشاعرهن في يوم الأم، مُعبرات عن سعادتهن بهذه المناسبة الغالية، ومؤكدات أن لا شيء يوفي الأم حقها من الوصف، ولافتات إلى أن هذه الشخصية المميزة، لطالما كانت مصدر إلهام حقيقي لهن في مسيرتهن الإبداعية، مشيرات إلى أن الشعور بمناسبة يوم الأم، يتضاعف في دولة السعادة، التي تقدم كل الدعم والتشجيع للمرأة في كافة المجالات.

«مناسبة غالية على القلوب» بهذه العبارة، بدأت الفنانة هيفاء حسين حديثها، واصفةً يوم الأم بالحدث السنوي الأجمل، ومؤكدةً أن جرعات الحنان والحب في هذا اليوم، تتضاعف، لما يحتويه من تبادل المشاعر بين الأبناء وأمهاتهم، سواء كان ذلك بالكلمات الجميلة، أو الاعتراف بفضل الأمهات وجهودهن الجبارة في العناية بأبنائهن، أو بباقات الورد التي تنثر بعبيرها الفرح والسعادة في كل مكان، أو بالهدايا الرقيقة التي تحمل معاني كثيرة. وقالت: مهما وصفنا هذه المناسبة، فلن نستطيع إيفاءها حقها كاملاً، ولن ننجح في تقديم وصف دقيق لما تقوم به الأم من عطاءات، ورغم أن كل أيام السنة تعكس روعة الأمهات، إلا أن تخصيص يوم للاحتفاء بهن وبعطاءاتهن، أمر جميل ومُفرح، ويمنح كل أم خصوصية خاصة جداً، ويزيد سعادتها بشكل كبير.

اهتمام ودعم

وأكدت هيفاء حسين، أن شعور الأمهات في الإمارات بهذه المناسبة، شعور مُضاعف، لما توليه الدولة من اهتمام بالمرأة، ودعم لها، وقالت: حققت أمهات كثيرات إنجازات لافتة، أضافت قيمة كبيرة للدولة، وذلك بفضل الدعم المستمر والمتواصل، ما أثمر عن أبناء سعداء، وأمهات أكملن مسيرة نجاحهن يداً بيد مع أبنائهن، وأبدعن في مختلف المجالات، وأظهرن الوجه الحضاري للدولة، حتى تبوأن أعلى المناصب، ونجحن في التوفيق بين التزاماتهن المنزلية والمجتمعية والمهنية.

وأشادت هيفاء باهتمام الإمارات بيوم الأم، مشيرةً إلى أن تنظيم الاحتفالات بهذه المناسبة، ينعكس إيجاباً على المرأة، ويُشعر كل أم بوجودها وكيانها، وأهمية ما تقوم به من أدوار متعددة ومتنوعة داخل المنزل وخارجه.

ووصفت هيفاء، الأم بالمعجزة، فكلما كبرت، زاد حنانها وحاجة المحيطين بها للمساتها الحانية، ومهما كبر أبناؤها، يبقون في حاجة لاهتمامها ونصائحها وحضنها الدافئ.

مصدر إلهام

وعبّرت المخرجة نايلة الخاجة، عن شعورها الجميل بهذا اليوم بقولها: أمي هي كل شيء في حياتي، وأعتبرها المنارة التي أهتدي بها ورمز المحبة، أحبها كثيراً، وأسعد لسعادتها وفرحها، فقد تحملت الكثير من أجلنا، وهي مصدر شجاعتي، ومن غرس المحبة والمودة في قلبي.

وأضافت: بالنسبة لي، فأمي مصدر إلهامي، والحجر الأساسي الذي أبني عليه القصص التي أرويها في أعمالي السينمائية، ومن خلالها استوحيت العديد من القصص الإنسانية، خاصة أنها تمتلك حكاية مميزة، ساعدتني في رسم ملامح لقصة جديدة سأرويها في عملي المقبل.

وتابعت نايلة: يوم الأم نافذة مهمة تثري إيقاع إنتاجنا السينمائي المحلي، وبلا شك أنه من الجميل أن نستثمر هذه المناسبة، لنلقي الضوء على ما تقوم به، ليس فقط تجاه عائلتها، وإنما نحو المجتمع، الذي تعد فيه حجراً أساسياً، ومن دونه لا يمكن للمجتمع أن يستقيم.

المدرسة الأولى

وذكرت نايلة أن الأم تبقى الداعم الحقيقي لكل المبدعات، وحتى المبدعين في كافة المجالات، ليس في الإمارات وحسب، وإنما في العالم أجمع. وقالت: الأم هي المدرسة الأولى التي نتخرج فيها، حيث تعلمنا الحب وكيفية التعامل مع الحياة ومواجهة تحدياتها، ومن خلالها نستقي الأمل والمودة، وهي الأكثر تأثيراً في حاضر ومستقبل الأبناء، سواء كانوا صغاراً أم كباراً، وعطاؤها لا ينضب طوال حياتها، فهي التي تحتضن أبناءها منذ ولادتهم، وتقدم الرعاية والعناية لهم في مختلف مراحلهم العمرية، لذلك، تتحمل المسؤولية الأكبر في تشكيل أسرتها وتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة، ليكونوا قادرين على المساهمة الإيجابية في المجتمع، والنهوض به نحو التقدم والتطور.

حب ووفاء

وأشارت إلى أن هذا اليوم، يعد مناسبة اجتماعية جميلة، يمكن للجميع من خلالها التعبير عن وفائهم وحبهم وتقديرهم للأم، وقالت: برغم كل شيء، تظل الكلمات عاجزة عن التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا تجاه الأم، قياساً مع حجم تضحياتها لأجلنا.

تكريم وتقدير

من جانبها، قالت المخرجة نهلة الفهد: بالنسبة لي، فأمي صديقتي المقربة، ودائماً ترافقني في حلي وترحالي، وهي كل شيء في حياتي. وتابعت: بنظري أن الأم لا تحتاج إلى يوم للاحتفال بها، كونها شيئاً عظيماً بالنسبة لكل شخص يعيش على هذه الدنيا، ويجب أن تكون دائماً في عيوننا وقلوبنا، وأن نكرم نزلها ونقدرها ونحترمها، وأن نعمل دائماً على توفير كل سبل الراحة لها، وجميع ما تحتاجه، ليس في هذا اليوم فقط، وإنما طوال العام.

وأضافت نهلة: لو تحدثنا طويلاً عن الأم، فلن نكفيها حقها، فهي تحتاج إلى تقديرنا كل لحظة، فهي أنيسة الروح، ولها كل كلمات الحب والعطاء، وشكرها وتقديرها، ما هو إلا جزء يسير من واجبنا تجاهها، خاصة أن الله عز وجل أوصانا جميعاً في محكم كتابه بها وببرها، وبالوالدين إحساناً، كما أوصانا رسولنا الكريم بالأم، مستحضراً مكانتها ومنزلتها العالية.

شخصية استثنائية

ومن خلال خبرتها في مجال الدراما والسينما، أشارت نهلة الفهد إلى أن شخصية الأم ملهمة جداً في الأعمال التلفزيونية. وقالت: تمتاز الأم بأنها شخصية استثنائية وملهمة في الأعمال الدرامية بشكل عام، فضلاً عن كونها عنصراً أساسياً، لا يمكن للأعمال الفنية أن تتخلى عنه، ولذلك، أعتقد أنه من الضروري دائماً في هذه الأعمال، أن نبين مكانتها، وكيف يمكن أن نقدرها، وأن نتخاطب معها. وواصلت: على مستوى الدراما المحلية، وحتى العربية، لدينا الكثير من الأعمال التي تطرقت إلى الأم، وأبرزت مكانتها، وأهمية وجودها في المجتمع.

صبر وتحمل

عبّرت الكاتبة والمهندسة ولاء الشحي، مدربة في تطوير الذات، عن سعادتها الكبيرة بيوم الأم، لافتةً إلى أنها مناسبة ذات وقع خاص في النفوس، وقالت: ليست هناك كلمات تصف مشاعر أي إنسان في هذا اليوم، فما نحمله في قلوبنا تجاه أمهاتنا، لا تكفي الحروف والكلمات للتعبير عنه.

وذكرت الشحي أن الاحتفاء بالأم لا يقتصر على يوم واحد، فكل أيام السنة تتربع الأم على عرشها ملكة، إلا أن يوم الأم، يُسعد الأمهات، وقالت: الأم جنة على الأرض، ورحمة بالغة من الخالق، وبحر واسع من الصبر والتحمل والعطاء، ورسالة لا تنتهي بخاتمة، لأن حب الأم لا نهاية له.

تضحيات وعطاءات

وتحدثت ولاء الشحي عن التضحيات الكبيرة التي تبذلها الأمهات حول العالم تجاه أبنائهن، وقالت: سلسلة تضحيات وعطاءات مصقولة بالحب تقدمها الأمهات، وأدوار كثيرة يلعبنها في آن واحد، فالأم مربية ومعلمة وطبيبة وطاهية ومستشارة وخبيرة في الحياة، وغيرها من أدوار لا يصطلح حال المنزل والأبناء والمجتمع بدونها، ورغم كل ما تبذله الأمهات من مجهود، إلا أن الابتسامة لا تفارق شفاههن حين يرين ابتسامة أبنائهن.

ولفتت ولاء إلى أن الأمهات هن السند الحقيقي ورمز التحدي، إذ برعت كثيرات في تحقيق أنفسهن خارج المنزل، فكُن خير قدوة في الإصرار على تحقيق النجاح، وقالت: تنثر الأمهات البهجة والسعادة في البيوت، وبيتٌ لا أم فيه، بؤساء أهله، فوجود الأمهات في المكان يجعله ربيعاً، وعندما تغيب الأم، تبقى رائحة الزهر، لكن أراضيه تقفر وتهجره الطيور.

شخصية تنافست عليها نجمات الخليج

لم تغفل الدراما الخليجية شخصية الأم، التي تعد عنصراً أساسياً في الكثير من أعمالها، وعلى امتداد تاريخها، اشتهرت المسلسلات الخليجية بعدد من الفنانات اللاتي قدمن هذه الشخصية، حتى أصبحت صورهن راسخة في الأذهان، وارتبطت أسماؤهن بهذا الدور تلقائياً، وأبرزهن الفنانة حياة الفهد، التي تعد واحدة من أكثر الفنانات اللاتي لعبن دور الأم، وبرعت في تقديمها وأدائها، لدرجةٍ تفاعل معها المُشاهد بدموعه وأحاسيسه وانفعالاته المختلفة بن موقف وآخر.

وبنظرة إلى الفنانة سعاد عبد الله، نرى أنها نجحت أيضاً في تجسيد شخصية الأم التي تتحمل مسؤولية أسرتها، رغم القهر الذي تتعرض له، بينما ارتبطت الفنانة سميرة أحمد بدور الأم الطيبة والحنون، واجتهدت الفنانة البحرينية لطيفة المجرن في تجسيد شخصية الأم في العديد من أعمالها، نظراً لصوتها الدافئ، وملامح الطيبة.

أغنيات الأم تعيش في الذاكرة

ما إن يطل يوم الأم، حتى تستحضر الذاكرة تلقائياً، مجموعة من الأغنيات التي تغنت بها وبعطائها وحنانها، وتربعت هذه الأغنيات على العرش في كل مناسبة تخص الأم، وحفظها الجمهور عن ظهر قلب، لما تحمله من كلمات توصل رسائل حب إلى الأمهات.

ورغم تنافس الفنانين سنوياً على إصدار أغنيات جديدة في هذا اليوم، إلا أن «ست الحبايب» للفنانة فايزة أحمد، لا تزال الأشهر على مر السنوات، ولا تزال تتصدر قائمة أغنيات يوم الأم، وهي من كلمات حسين السيد وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، وعلى حد سواء، برزت أغنية «صباح الخير يا مولاتي» للراحلة سعاد حسني، والتي حققت أيضاً نجاحاً كبيراً، ولا تزال تعيش في قلوب الناس، لا سيما أنها تبعث على التفاؤل الممزوج بالحب والتقدير، وهناك أيضاً أغنيات «دعوتك الفجر يامَّا» للمطرب على الحجار.

Email