شهر القراءة.. حجر الأساس في مشوار الابتكار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهرٌ من كل عام، يُتوَّج فيه الكتاب ملكاً وتتهادى فيه القراءة بكل أناقة معززة توجهات دولة الإمارات في التنمية الثقافية المتواصلة، إذ تتنافس فيه المبادرات والفعاليات على الاحتفاء بالثقافة، وتتضافر الجهود لتعزيز القراءة عادةً يومية وأسلوب حياة، في دولة وضعت الإنسان على قائمة أولوياتها، وسَعَت بشكل جدي لإثراء عقله وروحه وملئهما بما يرتقي به وبكيانه، ليكون النتاج مستقبلاً واعداً قائماً على الإبداع والابتكار، وحصيلة معرفية انبثقت من عقول ارتقت بالقراءة، وتوسعت آفاقها مع كل كتاب امتلكت أسراره، وفكَّت ألغازه، وسارت في دهاليزه، واجتمعت معاً لتستشرف المستقبل بكل ثقة واقتدار.

«البيان» تواصلت مع بعض الكتّاب والمثقفين، للحديث عن شهر القراءة، والقيمة المتمثلة في تخصيص شهر حافل بالفعاليات والمبادرات الثقافية، بشكل سنوي، وانعكاسات ذلك على المجتمع وأفراده، ليؤكدوا أن الإمارات تبهر العالم بمبادراتها الثقافية غير المسبوقة، ولافتين إلى أن حصاد الجهود التي تقوم بها في مجال المعرفة جعلت من المستقبل واقعاً ملموساً نعيشه اليوم.

الإنسان أولاً

عبَّرت الكاتبة مريم راشد الزعابي عن فخرها بانتمائها لدولة احتضنت الإنسان، واحترمت عقله وفكره، وارتقت به وبوعيه، وقالت: عملت دولتنا وبحسب توجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على ترسيخ مبادئ الثقافة والتعلم والاستزادة بالمعرفة، واستكمال المشاريع الثقافية والفكرية وتعزيزها لدى أفراد المجتمع منذ إطلاق عام القراءة في 2016 إلى يومنا هذا.

وأضافت: أصبحت هذه المبادئ ركناً أساسياً من أركان بناء الدولة وتطورها، وكذلك من أعمدتها الأساسية والرئيسة، حيث إن القراءة هي ما يجعل المجتمع الإماراتي سباقاً في مضمار الثقافة والعلم والمعرفة، للوصول إلى المراكز الأولى وتحقيق التنافسية في العالم.

وأشارت مريم الزعابي إلى أن تخصيص شهر للقراءة بادرة نوعية، وقالت: اعتدنا في الإمارات على كل جديد ومميز، وفي هذا الشهر، أصبحنا نتلهف للمبادرات والفعاليات التي يحملها لنا كما ننتظر هلال رمضان أو العيدين.

وأشادت الزعابي بتفاعل الأسر مع شهر القراءة، ومواكبتهم لما تطلقه الدولة من مبادرات، وقالت: نعلم مسبقاً أن كل ما تقدمه الدولة، يصب في صالحنا، وتخصيص شهر للقراءة هو أمر يدعونا للفخر والتفاؤل بمستقبل واعد ينتظرنا.

وذكرت الزعابي أن نسبة القراء في الإمارات بتزايد ملحوظ، مشيرةً أن القيمة الجميلة التي أضافها شهر القراءة تكمن في الإسهام في تنمية الذات البشرية والثقة بالنفس وتنمية العقول، ما أدى إلى تنمية المعرفة وإثراء التحصيل الدراسي لدى الدارسين. ولفتت مريم أن القارئ دائماً ما يكون في الصفوف الأمامية في مختلف المجالات، لما يمتلكه من عقل متفتح. وقالت: قادتنا القراءة إلى عصر الذكاء الاصطناعي الذي نعيشه الآن، وهذا توجه الدولة الجديد الماثل في بناء الإنسان المثقف.

قائدة الفكر

«شهر كامل للقراءة بشكل سنوي هو واقع في الإمارات وليس خيالاً»، بهذه العبارة بدأ الكاتب والناشر محمد أحمد بن دخين المطروشي، عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين وصاحب دارَي «تاكتيكس للإعلام الإبداعي» و«التخيل للإعلام والنشر»، حديثه، لافتاً إلى أن الإمارات أصبحت اليوم قائدة الفكر والثقافة بمبادراتها ومشروعاتها التي تبهر العالم.

وقال: أطلقت الدولة في السنوات السابقة مبادرات عدة أسهمت في رسم مسارات جديدة نوعية، لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها، وتحفيز الأفراد على المطالعة الواعية، والإسهام في تنمية المعرفة، وإثراء التحصيل الثقافي والفكري والمعرفي، وهذا يصب في صالح الإنسان والمجتمع، ويفتح باب المستقبل على مصراعيه.

وأضاف: انتصر حب الكتاب في دولتنا، مُرسخاً مبدأ الإيمان بالعلم والمعرفة، وأصبح لدينا شهر للقراءة، وصارت معارض الكتب ومهرجانات الآداب والملتقيات والأندية والصالونات الثقافية شغلنا الشاغل.

وأنهـــى محـــمد أحمد بن دخين حديثه بالقول: الكتاب العربي وكل مكوناته حاضرة في الوجدان هنا على أرض الإمارات، الــتي أصبحت منصة تجمع أهم الكــتّاب والأدباء والشعراء والمؤلفين والناشرين والمبدعين والمثقفين.

استراتيجية متكاملة

وأكد الكاتب محسن سليمان أن القراءة تحولت من هواية يقضيها الإنسان في وقت الفراغ، إلى استراتيجية متكاملة وضعتها الدولة ضمن خطتها في استشراف المستقبل.

وقال: مبادرات نوعية تفاجئنا الدولة بها يوماً بعد يوم، فمن عام القراءة الذي أثمر عن نتائج إيجابية لا مثيل لها، إلى شهر القراءة الذي أصبح مناسبة سنوية تحتفي بها البيوت والجهات كافة، إلى مشروع «تحدي القراءة العربي»، الذي كشف عن جيلٍ واعد من القراء، وغير ذلك من مبادرات، نجد أنفسنا أمام قيادة تعمل جاهدةً للارتقاء بالمجتمع بكل ما تملك من قوة وطاقات، ما يجعلنا بسباق مع الزمن لنصافح المستقبل الجميل. وأكدسليمان أن هذا الشهر يمثل دافعاً حقيقياً للأجيال الشابة التي ارتبطت بالتكنولوجيا، لتكثف قراءاتها وتتعلق بحب المعرفة والاستزادة الفكرية.

تفاعل حي

أشاد الكتّاب المشاركون في الاستطلاع بتفاعل المؤسسات والجهات في الدولة مع شهر القراءة، موضحين أنه أصبحت مختلف الجهات تتنافس فيما بينها على إثراء هذا الشهر بما تقدمه من فعاليات تدعم هدفه، من خلال إنشاء مكتبات خاصة، وإقامة مسابقات وجلسات حوارية خاصة بالقراءة، وتقديم إصدارات غنية، ما يخلق تفاعلاً حياً وخلاقاً بين الحكومة والأفراد.

كما لفتوا إلى أن القراءة باتت أسلوب حياة لدى الكثيرين بفضل الجهود المتواصلة من الدولة.. وبتنمية القراءة سنكون أمام جيل قارئ، يضعنا أمام مستقبل قائم على الإبداع والابتكار.

Email