ندوة توثيقية نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات

«تاريخ الخدمات الصحية» تحت مجهر رفيعة غباش

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت الدكتورة رفيعة عبيد غباش، رئيسة جامعة الخليج سابقاً، مؤسسة متحف المرأة في دبي، ومؤلفة كتاب «تاريخ الخدمات الصحية في دبي»، إن البحوث والدراسات أهم من كثير من شهادات الطب، وغيرها، وإنها أجرت أكثر من 45 بحثاً ودراسة طبية وصحية، نشرت في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

وأنحت الدكتورة غباش باللائمة على الانتداب البريطاني لمنطقة الخليج، في القرن الماضي، بصورة عامة، ولدولة الإمارات بخاصة، كونه لم يهتم بإنشاء العيادات والمستشفيات، وصحة الناس، في حين كان السكان يعانون من الأمراض.

جاء ذلك في ندوته نصف الشهرية التي ينظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات، في إطار برنامجه التثقيفي والتوعوي. تحدثت فيها الدكتورة رفيعة غباش عن «تاريخ الطب والخدمات الصحية»، في دولة الإمارات بصورة عامة، وفي دبي بخاصة، شهدها عدد من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين، ومسؤولون من القطاع الصحي في الدولة.

كان في مقدمة الحضور معالي عبدالله غباش، وزير الدولة السابق، الكاتب والأديب عبدالغفار حسين، بلال البدور، سفير الدولة السابق في الأردن، الكاتب والأديب محمد صالح القرق، والدكتور صلاح القاسم، المستشار في هيئة الثقافة والفنون في دبي، ود. جمعة خلفان بلهول، المدير العام الأسبق لهيئة الصحة والخدمات الطبية في دبي، وصاحب مستشفيات بلهول، ود. شهاب غانم، الشاعر والكاتب، الباحث التراثي رشاد بوخش، د. خالد الوزني، المستشار في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، علي عبيد مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، القنصل الجزائري في دبي، محمد الدراجي، وعبدالله الرستماني، إضافة إلى جمع من الأطباء والطبيبات ورجال الصحافة والإعلام.

موضوع مهم

بداية رحب جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس المركز بالدكتورة رفيعة غباش، وقال تم اختيار هذا الموضوع «تاريخ الصحة في الإمارات»،، كونه يهم كل مواطن ومقيم على أرض هذه الدولة المعطاء، ولنعرف من خلالها، كيف كانت الخدمات الصحية في بلادنا، قبل نحو نصف قرن، وما آلت إليه اليوم.

حيث أصبحت الإمارات في مقدمة دول العالم في مجال المستشفيات المعتمدة عالمياً، وتعد الدكتورة رفيعة غباش واحدة من أعلام النساء في الإمارات، تحمل شهادة دكتوراه في الطب النفسي من جامعتي القاهرة ولندن، ولها عشرات البحوث والدراسات في هذا المجال، ولها كتاب عن «تاريخ الطب في الإمارات»، وبخاصة في دبي، وهو مفقود من الأسواق، واتفقنا على طباعته مجدداً.

وأضاف أن رفيعة غباش، هي التي أنشأت متحف المرأة في دبي، بل في الإمارات، وعلى حسابها الخاص. ولنا الفخر، كونه يعتبر الأول من نوعه عربياً.

45 بحثاً ودراسة

الدكتورة رفيعة غباش، تحدثت قائلة: جاء اهتمامي بالطب النفسي كونه يشكل أهمية كبيرة في حياة البشر، وتطور المجتمع صحياً. وقد أجريت 45 بحثاً ودراسة حول هذا الموضوع، تم نشرها في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لأنهم هناك يهتمون بمجالات الطب النفسي كثيراً.

وأضافت: بدأت في العام 1987 - 1988، بحوث التحضير لشهادة الدكتوراه، كنت أجري دراسات ميدانية في البيوت والسكيك، لكن لا أحد يعرف نتائجها، وعندما عدت من بريطانيا كان معي ست شهادات في الطب غير الدكتوراه. لأن نظام التعليم البريطاني يسمح بذلك.

ولأن –في اعتقادي –الدراسات والبحوث أهم من كل الشهادات، فقد شكلت فريق عمل، لإجراء بحث ميداني في مجال الصحة النفسية، بدأت من الحمرية في ديرة، مروراً بمنطقة جميرا، ثم أقاصي العوير والخوانيج، وغيرها، دخلت خلالها نحو 800 بيت.

وكان بعض النسوة في جميرا يستهجن ما أقوم به، إذ كيف يجوز لمرأة أن تسوق سيارة، وتدخل البيوت للسؤال والاستقصاء، وبعضهن كن يقدمن لي «العيش والسمك» ظناً منهن أنني جئت لطلب المساعدة.

في العين ومستشفى دبي

وقالت غباش: بعد نحو 10 سنوات على هذه الدراسة، طلبت مني جامعة الإمارات إجراء دراسة على نساء العين، وقد ساعدني فريق مكون من أكثر من 30 باحثاً من الرجال والنساء، وكانت النتيجة أن نسبة الأمراض النفسية بينهن لا تتجاوز 7%، وهي أقل مما هي في دبي.

وأشارت الدكتورة غباش إلى أنها أجرت دراسة بيولوجية عن ظاهرة اكتئاب النساء بعد الولادة، في مستشفى دبي، حيث كانت تقابل النساء اللاتي ولدن قبل يومين، فجاءت النتائج مقبولة، 80% أعراض نفسية، ما برحت أن انخفضت بعد 6 أشهر إلى نحو 4%.

وأكدت الدكتورة رفيعة أن دولة الإمارات تعتبر الأكثر في نشر أبحاث الطب النفسي عربياً، أكثر من مصر والأردن وغيرهما، ولعل الفضل في ذلك يعود إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وزير التعليم العالي والبحث العلمي - آنذاك - «1996- 1999».

وتحدثت الدكتورة غباش عن تاريخ الطب الحديث قائلة: دخل الطب الحديث إلى الخليج من خلال الحملات التبشيرية، إذ تم تأسيس أول مستشفى في البحرين في العام 1903 على يد شارون توماس الذي جاء قبل نحو عام إلى البحرين.

مستشفى المكتوم

وذكرت الدكتورة رفيعة غباش أن أول عيادة أنشئت في دبي، كانت في العام 1943، وأن مستشفى المكتوم تم إنشاؤه في العام 1949، وتم تكوين دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي عام 1970، وكان الدكتور جمعة خلفان بلهول أحد مديريها العامين.

ومن الأطباء المواطنين ذكرت المرحومين، محمد حبيب الرضا، وعبد الحسين كامكار.

توثيق تاريخ الطب

تحدثت الدكتورة رفيعة عن تاريخ الطب في الإمارات مطولاً، مشيدة بدور الكاتب الصحافي عبدالله عبدالرحمن في توثيق هذا الأمر من خلال كتابه «فنجان قهوة»، وذكرت أن هناك أكثر من خمسين معالجاً مواطناً، كانوا يتواجدون آنذاك، منهم أحمد بن سالم بن مزروع، وابنته منيرة، ورفيعة بنت ثاني، والدة حسين بن لوتاه التي كانت جريئة في وضع الخلطات، معتمدة بذلك على كتاب «الحكمة».

وقالت إن صالح المطوع لديه مخطوطة نادرة عن العلاج الطبي في الدولة. كما ذكرت أسماء نسائية كن يعالجن المرضى منهن: آمنة بودبس، شيخة بالحصا، مريم بنت سهيل الحمر، روضة خميس المنصوري، فاطمة صقر سالم النعيمي، سهيلة الدليل وعفراء سالم بن فروج.

القرق يوقع كتابه الجديد «غيض من فيض»

في ختام الندوة دعا جمال بن حويرب، رئيس مركز جمال بن حويرب للدراسات، إلى الاحتفاء بالمؤلف الجديد للكاتب والأديب محمد صالح القرق «غيض من فيض»، وأضاف: إن أبو فهد «المؤلف»، تحامل على نفسه، رغم مرضه، وأصر على أن يوقع كتابه الجديد، وسط هذا الجمع الطيب من المثقفين والكتاب والإعلاميين.

ثم علق عبدالغفار حسين، نيابة عن القرق، الذي لم يسعفه صوته في الحديث بسبب الزكام. فقال: لقد كلفني محمد صالح القرق للتحدث إليكم نيابة عنه، بسبب المرض، كما ترون، وهذا الكتاب ليس الأول، إذ له مؤلفات عدة، آخرها هذا الكتاب «غيض من فيض»، الذي يتألف من 16 باباً، جمع فيها المؤلف، عصارة جهده، وكتاباته في الصحف والمجلات، إنه كتاب يستحق القراءة لأكثر من مرة، وأن يحظى بجائزة تناسب الجهد المبذول فيه، والمقالات الرائعة التي يحتويها.

وتشمل أبواب الكتاب: باب من أخبار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، باب في الصلاة، باب شهر الصوم، في الأخلاق، أدعية ومواعظ، حوليات الإسلام، العلم والعلماء، مقدمات من بعض كتب التراث، في الشعر، من روائع اللغة العربية، في الأدب، من روائع الحضارة العربية، في الفلسفة، هيئات ومنظمات، أماكن لها تاريخ، وأخيراً.. من آثار الملوك والأمراء.

ثم قام القرق بإهداء نسخة من الكتاب لجميع الحاضرين.

 

Email