«الشارقة للشعر العربي» يناقش أثرها على المشهد الثقافي

بيوت الشعر ترتقي بالقصيدة وتثري فكر المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحو عامين ونصف العام مرت على إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لمبادرة تأسيس 1000 بيت للشعر في العالم العربي، لتبدأ هذه المبادرة تؤتي أكلها، بعد أن أصبحت تشكل أحد روافد الإبداع في المنطقة العربية، لتأثيرها في تنمية الفكر وتحفيز مخيلة الشعراء العرب على تجويد القصيدة والارتقاء بها، لتكون منارة فكرية وحضارية في المنطقة.

ما تركته بيوت الشعر من آثار على المشهد الثقافي شكل مدار بحث في ندوة نظمتها إدارة مهرجان الشارقة للشعر العربي في بيت الشعر بالشارقة، بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة.

وجمعت مديري بيوت الشعر في الأردن وموريتانيا ومصر وتونس والمغرب والسودان، ليسود اتفاق بينهم على مساهمتها في إعادة الألق للقصيدة والالتفاف حولها، وإعادة الاعتبار للشعراء وتحفيزهم، وأكدوا أن المشهد الثقافي العربي بات يستند إلى مكرمة ثقافية تاريخية، أسّس لها صاحب السمو حاكم الشارقة، وعرفت التنفيذ في 6 بلدان عربية.

فضائية

في مداخلته أكد فيصل السرحان، مدير بيت الشعر في الأردن، أن آثار بيوت الشعر امتدت لتطال المؤسسات أيضاً وليس فقط الشعراء. وقال: المتابع للمشهد الثقافي في كافة البلدان التي افتتحت فيها بيوت الشعر يلمس ارتفاع نسبة الاهتمام بالشعر الفصيح، والتفاف الجمهور بشكل عام حول اللغة العربية التي تشكل أساس الشعر.

فضلاً عن تأثير هذه البيوت في إذكاء المنافسة بين الشعراء وتعزيز التفاعل فيما بينهم لتقديم الأجمل، والمساهمة في تطوير وإبراز جماليات اللغة العربية، مشيراً إلى أن هذا التفاعل امتد إلى المؤسسات بشكل عام، منوهاً إلى مساهمة هذه البيوت في تغذية ثقافة التسامح والتنوير الفكري في المجتمع.

وقال: «نتطلع إلى توسيع دائرة عمل بيت الشعر، بحيث تشمل كافة الفنون الأدبية مثل الرواية والمسرح وغيرها، لما لها من تأثير في نشر الفكر التنويري، كما نتطلع إلى إطلاق فضائية متخصصة بالشعر العربي».

تجربة

تجربة بيت الشعر في نواكشوط بدت ثرية، وفق مداخلة الدكتور عبد الله السيد، مدير بيت الشعر في نواكشوط، الذي بيّن أن بيوت الشعر العربية ساهمت في خلق فضاءات فنية وفكرية، وتوجيه الشباب نحو الأخلاق الرفيعة والتسامح.

وقال: «انفتاح بيوت الشعر على المبدعين ساهم في انتشارها في كافة أرجاء المنطقة العربية، ما خلق العديد من المبادرات التي ساهمت في لفت اهتمام المجتمع نحو ذائقة الشعر وأهميته، فضلاً عن مساهمتها في إعادة رسم المشهد الثقافي العربي بشكل عام، وبإعادة الألق إلى الشعر مجدداً».

استعادة الشاعر لمكانته في المجتمع واقع لعبت بيوت الشعر دوراً في تكريسه. ذلك ما أكده حسين القباحي، مدير بيت الشعر في الأقصر، الذي قال: «هذه الاستعادة ستساهم في إحداث تغيير شامل في المشهد الثقافي العربي عموماً، والمصري بشكل خاص خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن بيت الشعر في الأقصر ساهم في تقديم أكثر من 50 شاعراً شاباً إلى الساحة.

وقال: لعب بيت الشعر في الأقصر دوراً في إعادة الشعراء إلى مكانتهم، بحيث أصبح الجمهور أكثر اهتماماً بالشعر الموزون والمكتوب بلغة فصيحة وجزلة، بعد أن كان قاصراً على النخب المثقفة فقط، منوهاً إلى أن ذلك ساهم أيضاً في إعادة نقد الشعر إلى الواجهة، بعد انصراف النقاد عنه لصالح الرواية والمسرح والسينما.

من جهته، اعتبر مدير دار الشعر في تطوان، مخلص الصغير، أن مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة «أعادت الاعتبار للشعر المغربي وانفتحت على المشهد الثقافي العربي»، ولفت إلى أن تجربة تطوان الناجحة قادت لتأسيس دار شعر ثانية في مراكش، وهو ما تحقق بفضل جهود مضنية من الشارقة، قائلاً: «لقد كان لبيت الشعر ولا يزال أثر جميل على المشهد الثقافي المغربي والعربي، لما استطاع أن يكون مستقراً ومقاماً للشعراء المغاربة والعرب، باختلاف تجاربهم ومذاهبهم في الكتابة الشعرية».

Email