أحمد بو سنيدة.. شاعر وثّق حكايات مجتمعه

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرصد الأديب والباحث سلطان العميمي في كتابه (أحمد بو سنيدة.. حياته وشعره)، سيرة مبدع رائد تفرد بسمات خاصة، عارضاً لمحطات وعطاء هذا الشاعر المجيد الذي يمثل إحدى القامات المهمة، والذي يحكى أنه أحرق قصائده قبل وفاته - كما ذكر المؤلف في مقدمة كتابه-، وما وصلنا من قصائده هو مما حفظه بعض الرواة، أو مما دون في المخطوطات، وقد انعكست مفردات البيئة الساحلية والحضرية التي عاش فيها بو سنيدة على قصائده وصوره الشعرية.

يقسم العميمي كتابه إلى ثلاثة فصول، تناول الأول مراحل حياة بو سنيدة وسيرته، وعرج الفصل الثاني على تجربته الشعرية من خلال قراءات لقصائده الشعرية، أما الفصل الثالث فيوثق لقصائد الشاعر، إضافة إلى ملاحق ضمت نموذجاً لخطه ومخطوطات قصائده، بجانب مقالة عنه للأديب والشاعر الراحل حمد خليفة بوشهاب.

ويؤكد سلطان العميمي في الكتاب تميز بو سنيدة في جوانب إبداعية شتى.. ويشير إلى أن بعض الروايات تذكر أنه عمل مدرساً متخذاً منزله مكاناً لذلك، بسبب إصابته بالأمراض في الشيخوخة.. وقد كان يتربط بصلات وثيقة بحكام إمارة الشارقة وحظي بمكانة مهمة لديهم. وعرف عنه الجرأة في التعبير عن مواقفه وآرائه، وترفعه عن السؤال عند الحاجة، كما يحكي الكتاب أن سبب إحراق بو سنيده لقصائده، حسب بعض الأقوال، شعوره بالذنب حيال أشعاره، خاصة الغزلية.

وفي تطرقه لأشعار بو سنيدة وأغراضها، يشير مؤلف الكتاب إلى أنه كتب في عدة أغراض، أبرزها: الغزل والهم الذاتي والنصح والوعظ، وله قصيدة في الرثاء وأخرى في الهجاء، إضافة إلى عدد من المساجلات الشعرية. وقد عكست قصائده رهافة حسه ورقة مشاعره، حيث أبدع في الوصف الحسي للمحبوبة، وكتب أيضاً مندداً بغلاء المهور، ومغالاة التجار.. إضافة إلى النصح.. وذلك فيما يتعلق بتربية الأطفال.

وضوح وبساطة

يلفت الكتاب إلى أنه امتازت لغة الشاعر الراحل بالوضوح البساطة، وغلبت عليها مفردات تتعلق بالخيل والبساتين والبحر نظراً للبيئة الساحلية والحضرية التي عاش فيها. ولا يغفل الكتاب التطرق إلى قيمة ومكانة تجربة بو سنيدة الشعرية والتي تعد انعكاساً لبعض المظاهر والظواهر الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى أنها عكست اللغة الشعرية السائدة في القرن التاسع عشر، عدا عن كونها تعتبر مدونة للعديد من الأحداث التاريخية التي حدثت في حياة الشاعر، واختتم هذا الفصل رأي النقاد في كتابات الشاعر والتي حظيت بإعجاب اثنين من أوائل الذين كتبوا عنه هما: أحمد أمين المدني، حمد خليفة بوشهاب. إذ شهدا له بامتلاكه أدوات الشعر عن جدارة.

Email