لمياء الصيقل: تميّز الشعر النسائي أحد نتاجات دعم قادتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشفت الشاعرة لمياء الصيقل ميولها الأدبية في سن مبكرة، حيث بدأت تكتب القصص وهي في التاسعة من العمر، حتى إنها شرعت في كتابة الشعر وهي في الرابعة عشرة. وتحتفل قريباً بتوقيع ديوانها الشعري الأول خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقرر انطلاقه في الشهر الجاري، والذي يضم قصائد متعددة الأغراض الشعرية. وتوضح في حوارها مع «البيان» أنها عاتبة على كل من يشكك في قدرات المرأة الإبداعية في كل المجالات، وخاصة في الشعر، إذ يعتبر البعض، كما تقول، أن شهرة بعض الأسماء التي تفتقد الموهبة لا يعني أن كل الشاعرات غير موهوبات. وتؤكد الشاعرة والفارسة والإعلامية لمياء، أيضاً، أنها لن ترتضي، أياً كان الجهد المطلوب، أن تتخلى عن الشعر لأجل الإعلام، فالقصيدة متنفسها وعالمها.

منذ متى تكتب الشاعرة لمياء الصيقل الشعر، ومتى اكتشفت موهبتك الشعرية؟

منذ الصغر كانت لدي ميول ومؤشرات أدبية، وبدايتها كانت بكتابة القصص حين كنت في التاسعة من العمر. ثم اتجهت، في الثالثة عشرة، نحو كتابة الخواطر. وبعدها بسنة واحدة شرعت في خوض غمار الشعر، حيث كانت البداية مع مجلة (شعر وفن)، والتي كانت تصدر مع صحيفة «الاتحاد» كل أربعاء، وكنت أنتظرها بشغف وأقرأ القصائد المنشورة فيها. وأحياناً أعمد إلى قراءتها بصوت عال وفق فن الإلقاء الشعري الدقيق.. وتسجيلها، ومن ثم أُسمِعها لوالدي الذي كان يشجعني. وهو ما جعلني أتعلق بالشعر وأتعلمه.

هؤلاء دعموني

على من عرضت أولى تجاربك ومحاولاتك في كتابة الشعر؟

أولى قصائدي عرضتها على أختي وقريباتي وصديقاتي المقربات، وعمي الذي كان ولا يزال مؤمناً بكل مواهبي ويحرص على متابعتي، ولا أنسى أمي التي منذ أن تلمست فيّ مدى حبي الشعر ولاحظت موهبتي، حرصت على توفير الخصوصية والبيئة المناسبة. وهو ما كان له أكبر الأثر في حماسي وتشجعي. هؤلاء جميعاً كان لهم الفضل في دعمي وتحفيزي وإصراري على كسر حاجز الخجل والتردد.

16

هل تذكرين أول نص شعري، مكتمل الأركان، كتبتِه؟

بالطبع، أول نص شعري مكتمل الأركان كتبته عندما كنت في عمر الـ16 سنة. وشاركت فيه بمسابقة شعرية في أحد المنتديات على شبكة الإنترنت. ونال المركز الثاني، والجميل أنه موجود ضمن قصائد ديوان (لجام السعادة).

وأقول في مطلع الأبيات:

أحس بضيق في صدري

أحس بدمعتي تجري

أحس باهتي تسري

وتوني بالعمر بدري

تحتفلين بإصدار ديوانك الشعري الأول، كم عدد القصائد التي يحتويها، وما طبيعة موضوعاتها؟

اعتبر هذا الديوان حصاد العمر، حيث جمعت فيه كل قصائدي المبعثرة. بعضها مكتوب منذ أكثر من 10 سنوات. إذ وثّقتها بهذا الديوان الذي يضم 45 قصيده متنوعة الأغراض: (وطنية ـ مجتمعية ـ عاطفية.. الخ). وأيضاً يضم أبياتاً قصيرة تحت عنوان صهيل، واستغرق العمل على هذا الديوان قرابة 3 سنوات ومررت خلالها بمراحل عديدة. وإحدى أهم هذه المراحل هي دراسة الشعر في أكاديمية الشعر بالمستويين الأول والثاني، وذلك رغبة مني في تقديم ما يليق ويرقى بذائقة المتلقي.

«أتقبل النقد»

ألا ترين أن إصداركِ جاء مبكراً بعض الشيء؟

لا أعتقد ذلك، ربما لمياء الصيقل برزت إعلامياً في عام 2016. ولكنها كانت في الفترة السابقة تبني لنفسها أرضاً صلبة، أساسها المعرفة والثقافة الأدبية، وخاصة في ما يتعلق بالشعر النبطي، لا أزال في بداية الطريق والنقد أتقبله. فهو يسهم في تعليمي وصقل موهبتي أكثر، إضافة إلى الإصدارات والأعمال القادمة التي تعمل على تطوير موهبتي أيضاً، فأنا اليوم أفضل مما كنت عليه بالأمس في الشعر. ومستقبلاً سأكون أفضل وسأصل إلى مراحل متطورة من النضج الأدبي.

فارسة وإعلامية وشاعرة، أي هذه الألقاب والمجالات أحب وأقرب إليك؟

جميعها قريب إلى قلبي. ولكن الشعر والفروسية مرتبطان بي، فأنا أعشق الخيل والشعر يمنحني مساحة للفضفضة والتعبير، إن ابتعدت عن أحدهما أشعر بأن جزءاً مني مفقود.

شاركتِ في تقديم برامج شعرية تلفزيونية متنوعة، أخبرينا عن تجربتكِ في الشأن.. وعن أثرها عليك كشاعرة، وهل يمكن أن تتركي الشعر من أجل الإعلام أو الفروسية؟

تجربتي في التقديم التلفزيوني كانت أكثر من رائعة وتعلمت منها الكثير، والحمد لله أنا لا أزال على تواصل مع الضيوف الذين استضفتهم في البرامج تلك، وتربطني علاقة طيبة بهم، وجمهور المتابعين من كافة دول مجلس التعاون الخليجي، والذين يتواصلون معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي هم أجمل هدية حصلت عليها من هذه التجربة. وأتمنى أن أقدم لهم ما يليق بهم وأن أكون عند حسن الظن، لن أترك الشعر من أجل الفروسية أو الإعلام لأني ولله الحمد أملك فن إدارة الوقت.

القصيدة أساس التقييم

كيف ترين وتقيمين واقع الشعر النسائي في الإمارات ودول الخليج العربي على وجه العموم؟

الشعر النسائي في تطور وازدهار في الإمارات، بفضل دعم قيادتنا التي تحفز المرأة وتقدم لها أرفع الإمكانات والمقدرات في كافة المجالات ..وتؤمن بقدرتها على الإبداع. كما أن حال الشعر النسائي في شتى دول الخليج العربي متميزة وتشهد ارتقاء متسمراً ونوعياً.

من تفضلين من الشعراء، القدامى والحديثين والمعاصرين؟

لا أقرأ أو أفضل الشاعر بشخصه بل أشعاره ومحتوى قصيده. أنا أعشق قصائد مجنون ليلى قيس بن الملوح لما تحتويه من شاعرية. وأحب قصائد الإمام علي والشافعي لما تتضمنه من حكم ومواعظ وتصوير للواقع. وفي الجيل الحالي هناك الكثير من الشعراء برزوا بقصائد رائعة، من دون ذكر أسماء، تعجبني كثيراً.

كلمة أخيرة...

أتوجه بالشكر لأكاديمية الشعر وأخص الأديب سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي في أبوظبي، وأشكر دار نبطي للنشر على تبني ديواني.. وكل التقدير لجميع من آمن بموهبتي وشجعني، وكذا أنوه بمنتدى شاعرات الإمارات للجهود المبذولة في دعمنا و توجيهنا، وبجهود زميلي الشاعر أحمد الكلباني الذي يسهم من خلال نقده البناء في تطوير موهبتي الشعرية.

إحساس الهبوب

شعر: لمياء الصيقل

من شرفة احساس الغــلا آمنت في بوح القــــلوب

اللي علـى قلبي تطـل وحاملـه أجـمل غـــلا

يا من سكن في خافقي واستوطنه من كل صــوب

ودي أبــوح احــساسنا واعــلمـه كـل الـملا

لكن أنــا طبعي كــذا ما ابوح ســري للغروب

واحـب كتمـان الهوا خصه إذا فيني امتلى

لا جيت مـع شوقك بنوب أبقى أجــــيك بكل نـوب

ولا رحت اصونك للأبد إما حنانك أو فلا

يـا قـرة عــــيون الهنــا يــا مـــلهمي بكـل ثوب

يا راحـــة فواد العـــنـا عنك خـيالي مـا سـلا

يـا ســر يطغــى ع الملا يا حب ما عنه أتوب

معـك العمر لـمـا يمر ترقى وقـدرك يعــتلا

يا رب يحفظ حبنـا والشـوق واحـــساس الهبوب

أمـا غــــيابـك يـا عـــسى ما فيـه روحــي تبتلا

 

 

 

Email