تجارب عالمية تعيد النظر في مكونات الجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للفنانين نظرة مختلفة نحو مفردات الحياة قد تتعدى نظرتنا الدارجة، حيث يمتلكون لمسةً إنسانية وفلسفية تبثّ رؤية إبداعية من شأنها أن تتمخض عن أعمال تتحدث عن نفسها، وتعكس نتاجات باهرة شكلتها أيدي مبدعين من مختلف أنحاء العالم تخصصوا في تحويل القمامة إلى تحف رائعة.

الفنانة التشكيلية لين إيفولا شميدت، التي رغبت على حدّ تعبيرها، في «أكثر من مجرد ابتداع عمل فني، والذهاب باتجاه حث الناس على تغيير ما بأنفسهم»، بمكافحة «تفشي الأسلحة النارية الصغيرة وغيرها من أدوات الحرب» وإذابتها لصنع تماثيل تعبيرية. وسرعان ما لقيت الخطوة اهتمام بلدان ومدن كالقدس والبوسنة وجوهانسبورغ وجنوب إفريقيا. وسينصب التمثال الأول في مدينة نيويورك بارتفاع 30 قدما.

أما ميشيل ريدر، فتعمل منذ العام 1997 على صنع منحوتات من المواد المعاد تدويرها، حيث غالباً ما تدخل عليها قطعاً ميكانيكية مستقاة من الألعاب والساعات. وتختصر ما تقوم به بالقول: «أعشق عنصر المفاجأة في المواد التي أعثر عليها، وأستمتع بحسّ الاختراع الضروري لتحويلها إلى منحوتات.»

ويعتقد بتوليمي إلرينغتون أن «الأشياء االمفيدة، أو التي تسرّ رؤيتها العين، تمتلك القيمة الأعلى»، وتنطلق مبتكراته من مبدأ رؤية تتخطى عدم جدوى الأشياء المهملة إلى ابتكار تحف ترتكز بغالبيتها على الأغطية المعدنية لإطارات السيارات، التي يعتبر أنها «تتحول أوتوماتيكياً بمجرد وجودها على قارعة الطرقات إلى قمامة»، وأنها «تتحول مع قليل من الجهد والمخيلة إلى أشياء تمنح الناس متعةً أكبر للنظر.»

أما جين بيركينز، فقد اكتشفت متعة العمل بالمواد المعاد تدويرها عام 2008، ولم تنقطع مذاك عن إبداع تحف تعكس إيمانها بأنها الفن المتولد عن إعادة التدوير وتمثل تحدّيا ممتعا بذاته، يفاجئها كل مرة على نحو غير متوقع. ويدخل في إطار التحف الأشهر من صنع يديها اللوحتان الشهيرتان المعاد إنتاجهما بشكل مغاير، إحداهما لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي، والأخرى للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وفي السياق نفسه، وبدءاً من الرجال الآليين إلى سيارات السباق، أثبتت ابتكارات ميغال ريفيرا أن تحطم آلةٍ ما لا يعني أن لا فائدة ترتجى منها. ولا عجب أن يكون الفنان قد استمد إلهامه من عمله كمدير أنظمةٍ في قاعدة جوية أميركية، حيث صادف كمّا هائلا من الخردوات ومحركات الأقراص الصلبة المحطمة، فقرر صنع شيء ما منها. وجاءت باكورة إبداعاته على شكل سيارة سباق مصنوعة من 33 قرصاً صلباً. وتطورت تصاميمه نحو إنتاج رجل آلي يعتبره تحفة فنية في صنعةٍ تشكل علاجاً نفسيا ذاتيا للفنان بالدرجة الأولى.

Email