التطوير مثار جدل.. وهوكينغ يدعو إلى وضع القيود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بحسب «بي بي سي»، فإن رئيس قسم الهندسة في غوغل والمطور الإلكتروني، راي كورزيل، تنبأ بأنه بحلول عام 2029، سوف تتمكن الحاسبات الآلية من التفوق على أذكى البشر.

وأضافت: «هذا ما دفع عالم الفيزياء الفلكية الشهير، ستيفن هوكينغ، ومؤسس «باي بال» و«تيسلا» إيلون ماسك، إلى توقيع رسالة مفتوحة تدعو لما سمياه «التطوير المسؤول» للذكاء الاصطناعي، في ضوء التهديدات التي يطرحها ما يسمى بانفجار الذكاء الصناعي».

على الرغم من أن مؤلف الخيال العلمي جورج أرويل، تنبأ أيضاً بأن تحل الآلات محل الكتاب في روايته 1984، حيث كانت تنتج مواد محددة ليقرأها عامة الشعب؛ فإن هذا الأمر لن يمثل تهديداً كبيراً للروائيين، حيث إن سحر الرواية يستمده القارئ من عيش التجربة التي مر بها الكاتب.

وهو الأمر الذين لن يكون متاحاً في حالة ما إذا استطاع الروبوت تأليف وكتابة الروايات، لأنه حتى لو استطاع تخيل فكرة الطفولة أو برودة الشتاء أو حر الصيف، فإنه لن «يعيش» تلك التجارب حقاً، أليس كذلك؟

الإجابة بـ«لا» كما يقول لنا أستاذ علوم المستقبل، كيفن وارويك، بل يضيف قائلاً إن هذا سيحدث قريباً جداً (دعونا لا ننسى أن وارويك هو من تنبأ بميلاد الطائرات من دون طيار)، فنحن اخترعنا بالفعل أنظمة تشغيل تلقي بالنكات والمزح ويمكنها تأليف الموسيقى (مثل برنامج «إيمي» الذي يمكنه تأليف 5000 قطعة موسيقية في صباح واحد فقط)، وصنع لوحات فنية وتأليف نثر منذ عام 1983، حيث تم في ذلك العام إتمام تأليف كتاب تجريبي يسمى «لحية الشرطي نصف نامية» بواسطة برنامج كمبيوتر يسمى «راكتر».

بل يمكن أيضاً للآلات تأليف روايات كاملة ومثال على ذلك، رواية «ترو لاف» التي ألفها كمبيوتر روسي في عام 2008، وهي تنويع على رواية «آنا كارنينا» للأديب الروسي ليو تولستوي بالأسلوب المميز للروائي الياباني هاروكي موراكامي.

ماذا لو؟

التكنولوجيا تساعدنا بلا شك على الكتابة، حيث إن جميعنا يستخدم برامج الكتابة على الحاسب الآلي وخلافه؛ ولكن التكنولوجيا بدورها تتعلم منا أيضاً؛ ومثال على ذلك هو آلة «ماذا لو» وتدعى بالإنجليزية WHIM أو What -If Machine وهي من ابتكار مجموعة من الخبراء العالميين في الآلات المتعلّمة والتنقيب في الإنترنت وابتكار الأساليب الروائية وغيرها من المصطلحات العلمية الجديد ويرأسهم سيمون كولتون من كلية جولد سميث بجامعة لندن.

تعمل هذه الآلة عن طريق الإتيان بسيناريوهات في العديد من الأساليب الإبداعية، والتي تتراوح بين والت ديزني وفرانز كافكا. كل ما عليك هو اختيار النوع الأدبي أو الإبداعي واختيار بعض التفاصيل قبل أن تقوم الآلة بإصدار محاولاتها الإبداعية.

في الوقت الحالي، فإن هذه الآلة لم تتعد مرحلة التجربة والخطأ ولكنها آخذة في التعلّم وتستمد إرشادها من التقدير البشري لما تقوم به.

من أكثر سيناريوهات «ماذا لو» المفضلة لفريق كلية جولد سميث هو: «ماذا لو كان هناك كلبٌ عجوز لم يعد قادراً على الركض، وقرر ركوب الحصان بدلاً من ذلك؟».

يقول كولتون إن هذا السيناريو على الرغم من أنه يبدو ساذجاً، فإنه لو أتى به أي طفل فإننا سنشيد به، وأضاف: «الآلة تتعلم الآن إضافة عنصر الخيال لما يقوم البرنامج الخاص بها بكتابته».

عنصر التشويق

من التحديات التي تواجه مطوري الآلة حالياً، قدرتها على إضفاء عنصر التشويق على ما تنتجه من قصص وروايات وإنتاج سيناريوهات مثل «ماذا لو كان هناك كلب يطير» بدلاً من «ماذا لو كان هناك كرسي بخمس أرجل».

أحد مطوري الألعاب المحترفين ويُدعى داريوس كازيمي، نجح في تطوير برنامج مرح وغريب الأطوار يسمى «لابد أنك» أو You Must Be، وهو روبوت يلقي بجمل تلفت الانتباه، خاصة لدى الإناث، مثل «لابد أنكِ من الصين (تشاينا) لأنك بيضاء كالخزف»، وكلنا يعرف أن الخزف بالإنجليزية يسمى «تشاينا»، أو «لابد أنكِ محلول لأنني في حالة ذوبان بسبب جمالك».

Email