هيغل ونيتشه وغوته وروائع الأعمال

فلاسفة يشرحون أفكارهم بلغة الأدب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تُعرف الفلسفة على أنها علم أكاديمي يعتمد على نظريات وبراهين ومحاكمات عقلية وموضوعية، إلا أن بعض الفلاسفة نجحوا في الوصول إلى الجمهور العادي من خلال استلهامهم من الأدب أسلوب السرد واللغة الشعرية، ويذهب البعض منهم إلى صياغتها من خلال بناء رواية أو نص شعري وغير ذلك.

فلسفة الروح

والربط بين علوم الفلسفة والأدب ليس بجديد بل يرجع إلى زمن بعيد كالفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل «1770-1831» الذي نشر كتابه الشهير «فلسفة الروح» عام 1907 بأسلوب الرواية الملحمية لمغامرة تشكل الوعي عبر مراحل تحول متعددة ليصبح على غير ما هو عليه، ولتأخذ أوجه النفس أدوار الشخصيات عبر تحولاتها في العالم والتاريخ. وكان هيغل قد بدأ بكتابته حينما كان عمره 27 عاماً. أما الهدف منه فهو تناوله لكل أبعاد تجربة الإنسان، من المعرفة والمنظور والوعي والموضوع والتفاعل الاجتماعي والثقافة والتاريخ والقيم.

ووصف كتابه ذاك الفيلسوف الفرنسي جان هيبولايت «1907-1068»، الذي ترجم مجمل أعماله وأعمال فلاسفة ألمان آخرين بالرواية الفلسفية، ويشير إلى أنه في أحد الأجزاء تتصارع شخصيتا اللورد وبوندسمان بشكل درامي حول أسئلة يبحثان عن إجابات لها.

هكذا تكلم

ولا نغفل أسلوب السرد الروائي والمتخيل أيضاً في الرواية الفلسفية «هكذا تكلم زرادشت» للفيلسوف الألماني فريديريك نيتشه «1844-1900»، التي تعتبر من روائع أعمال هذا الجنس الأدبي، ففيها شخصية البطل وتطور الجانب النفسي في التحولات والحبكة. وهذا النجاح في الجمع بين الفلسفة والجانب الأدبي، ليس بغريب على نيتشه فقد كان شاعراً كبيراً في عصر، كما أن أعماله تركت أثرها في الفلسفة الغربية والتاريخ الواقعي الحديث.

غوته وفاوست

ولا بد لدى ذكر أسماء كبار فلاسفة زمن الحداثة من التوقف عند الفيلسوف والروائي والكاتب المسرحي والشاعر يوهان وولفغانغ غوته «1749-1832»، الذي ارتبطت شهرته بداية بمسرحيته التراجيدية «فاوست» التي تحمل طرحاً فكرياً فلسفياً، التي صدر الجزء الأول منها عام 1808 والثاني في سنة وفاته.

ويطغى على معظم أعماله العلمية والأدبية رؤيته الفلسفية، مثل كتابه في علم الألوان الذي يعكس نظرياته في «الفلسفة الطبيعية». ويتجلى فيه رؤية غوته للطبيعة ليبدأ عنده كل فهم وإدراك بالانطباع الحسي المباشر، أي بالحادثة الطبيعية الحرة المكشوفة مباشرة أمام الحواس.

مقتطف ألوان

وفيما يلي إحدى ملاحظاته المدونة التي يتجلى فيها مجمل قدراته الأدبية وفلسفته في البحث والافتراض الذي يتحول إلى جمالية أدبية:«ولما كانت ثمة ظلال بنفسجية خفيفة واضحة مرئية في النهار عند صبغة الثلج الضاربة إلى الصفرة، كان لابد أن يؤكد المرء أنها ذات لون شديد الزرقة، وذلك حين انعكست من الأجزاء المضيئة صفرة متزايدة. ولكن حين أذنت الشمس بالغروب ونفذت بأشعتها المعتدلة من خلال الضباب الكثيف، وغمرت الكون المحيط بي بأجمل الألوان الأرجوانية، عندها استحال اللون الظليل إلى أخضر كان بالإمكان مقارنته في صفائه بخضرة البحار وفي جماله بخضرة الزمرد. ثم صارت الظاهرة أكثر حيوية. وحسب المرء نفسه أنه في عالم الجنِّيات، إذ إن كل شيء قد ازدان بلونين متوهجين متناغمين تناغماً جميلاً إلى أن اختفت أخيراً ظاهرة البهاء مع غروب الشمس في الغسق، ثم في ليل القمر والنجوم».

5 أعمال

هكذا تكلم زرادشت ليوهان غوته «1749-1832»

تحت الشبك إيريس مردوش «1919-1999»

الحرب والسلم ليو تولستوي «1838-1910»

أطلس يتنحى آين راند «1905-1982»

المتاهات خورخي لويس بورجس «1899-1986»

Email