يصادف اليوم ذكرى رحيله السابعة

متحف محمود درويش برام الله.. أثر الفراشة لا يزول

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فراشات كثيرة تثور في الذاكرة اليوم 9 أغسطس، وفراشات أخرى هناك في رام الله لا تكاد تفارق تلك الهضبة الواقعة في منطقة المصيون، تعلو في ذكرى رحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش مع بداية خيوط الشمس الأولى، لتبدأ تحليقها اليومي في أرجاء المتحف الذي يحمل اسم هذا الشاعر المهيب. فراشات صغيرة تعودت التنقل بين زهرات حديقة متحف محمود درويش برام الله، وفراشات أخرى تعودت على السفر بين زهرات شعره المستودع في ذات المكان، ففي المتحف «أثر الفراشة لا يرى.. أثر الفراشة لا يزول» كما قال درويش يوماً.

تعليقات الزوار

مئات الكلمات المقتبسة من لغات عديدة، عربية وإنجليزية، يفيض بها دفتر زائري المتحف الذي تأسس عام 2012م في الذكرى الأولى لرحيل درويش، من بينها «أحبك محمود درويش» وأوسطها «سجل أنا عربي» وأعلاها «أحن إلى خبز أمي.. وقهوة أمي.. ولمسة أمي»، تلك الكلمات التي طالما لهجت بها ألسنة الأبناء وهم يحتفلون بأمهاتهم، فدرويش الذي تمر علينا اليوم الذكرى السابعة لرحيله، لم يكن يدرك عندما دونها على علبه سجائره وهو معتقل، أنه لم يخاطب بها أمه فقط، وإنما تغلغل في قلوب أمهات العالمين أجمع.

«فراشة شعر درويش» تكاد تغطي المكان، الذي لا تكفيك زيارة واحدة له، لأن تتأمل بعضاً من تلك الكلمات التي كتبها درويش بخط يده، قد لا يسعفك الوقت لأن تنتهي من «وثيقة» الاستقلال، تلك التي أكد فيها درويش يوماً بأنه «على أرض فلسطين ولد الشعب العربي الفلسطيني، نما وتطور وأبدع وجوده الإنساني عبر علاقة عضوية، لا انفصام فيه ولا انقطاع، بين الشعب والأرض والتاريخ».

على تلك التلة، تجاورت قريته البروة المهجرة مع مناطق الجليل، وبينهما نام الشاعر درويش، في فضاء مفتوح، ليلقي صباحاته ومساءاته يومياً على رام الله، ويبعث بسلامه للمدينة المقدسة، تلك التي طالما عشقها، واعتلت أسوارها كلمات فيروزية بأنه «لأجلك يا مدينة الصلاة نصلي».

ما إن تلج المتحف الذي صممه المهندس جعفر طوقان ابن الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، حتى تشعر أن درويش كان صادقاً عندما قال يوماً، إن «على الأرض ما يستحق الحياة»، فما يضمه المتحف بين جنباته من مقتنيات إنما توثق «حالة حصار» و«على محطة قطار سقط عن الخريطة»، «شاعر شاب» و«لاعب النرد».

متعلقاته

لا تكاد تنتهي من قراءة كلمات جداريته الموزعة في أرجاء المكان، حتى تمر على مجموعة قصاصات بعضها كتبه بخط يده، كما في رسالته إلى شقيقه أحمد المؤرخة في يوليو 1965، لا بد لك أن تعاين نظارتيه، وساعته، و«بكرج القهوة» خاصته، وفنجانه الذي طالما وصفه شعراً وتعلق به، وغليونه، وعدد من أقلامه، وصور متنوعة توثق لمختلف مراحل حياته، تلك التي تجاور بعضاً من دروع تكريمية حصل عليها الراحل خلال مسيرته.

مكتب درويش

أركان المتحف عديدة، لكن ألمعها ذاك الذي يحتضن مكتب درويش ومقعده وقد حمل بأحد معاطفه، وسجادة ومرآة طالما رأى فيها درويش نفسه خلال إقامته في رام الله والعاصمة الأردنية عمان، تقف طويلاً أمام المكتب، لترى درويش وهو ينكب شعراً.

Email