فرضتها الأساليب الفنية المتباينة ورؤى الفنانين

اللوحة والإطار..علاقة مد وجزر تتجدد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يبدو الأمر غير منطقي للبعض حين نتحدث عن علاقة اللوحة التشكيلية بالإطار الذي يحتويها في وقت ابتعد فيه الفنانون عن اللوحة ذاتها، إلا أن وجود عدد كبير من الفنانين في أنحاء العالم يبدعون أعمالهم بالطريقة التقليدية، لا بد أن يبقي تلك العلاقة قائمة، والأهم من هذا أن تلك الأوابد التاريخية الجميلة لا تزال ترتاح بثقة على جدران متاحف العالم، محاطة بزواياها الأربع داخل إطار، ومثال على ذلك لوحات ليوناردور دافنشي، ولوحات مدارس الفن الحديثة مثل أعمال الفنان التكعيبي بيكاسو.

بين الفخامة والبساطة

تقديراً لأهمية الإطار في إضفاء لمسة جمالية على اللوحة ما يزال الإيطاليون متمرسين في صنعها، ويمكن اختيارها بعناية في حال استخدمت للإحاطة بلوحات كلاسيكية، أو بورتريهات واقعية، وقد يصل عرض الإطار إلى 20 سم أحياناً، مصنوعاً من خشب محفور بالعديد من الزخارف النباتية، ومطلياً باللون الذهبي مما يعكس نوعاً من الفخامة، بينما تميل الإطارات الحديثة إلى نوع من البساطة فلا تتعدى مساحة 2 سم أحياناً للوحة تجريدية أو تعبيرية، وكأنهم بهذا يعكسون فكرة أن الإطار يتغير مثلما تغيرت المدارس الفنية عبر التاريخ. ولم يجد العديد من الفنانين الحرج في الاستغناء عن الإطار، وعرض أعماله من دون إطار من بينهم الفنان السوري الراحل فاتح المدرس، الذي يعد أحد قادة الحركة الفنية الحديثة في سوريا.

تجارب

العديد من الفنانين يشعر أن الإطار يساهم في زيادة جمالية اللوحة، بينما يرى غيرهم أنه لم يتم اختيار الإطار بدقة قد يسيء إلى العمل نفسه، وفي ذات الوقت لن ينفذ الإطار الجميل اللوحة الرديئة، بل ستبقى كما هي.

العلاقة محليا التجربة المحلية كما كان بالنسبة للفنانين من العالم هناك من استغنى عن الإطارات عند عرض لوحاته في المعارض الشخصية أو المشتركة مثل الفنان عبدالرحيم سالم، أو الفنان خليل عبدالواحد، بينما أبقى الفنان عبدالقادر الريس على الإطار البسيط الذي يحيط بلوحاته، واستثمر الإطار في بعض الحالات عندما جعله جزءاً من اللوحة مثل لوحته الحروفية التي يتكرر فيها حرف (الواو) وفي تجارب أخرى نجد أن فنانين استغنوا عن العلاقة مع اللوحة بحد ذاتها وقدموا أعمالهم خارج زواياها الأربع، مثل الفنان حسن شريف الذي اتجه للفن المفاهيمي وأصبح واحداً من رواده في الإمارات.

علاقة متغيرة

يعود الاهتمام بالإطار إلى عصر النهضة، واعتقدوا حينها أن التصوير هو نظرة مثبتة إلى العالم عبر النافذة، وتغير الأسلوب في زمن الانطباعيين، الذين صبغوا بصبغ إطار لوحاتهم بدرجات من الألوان الفاتحة، وتعالت في مطلع القرن العشرين الأصوات الداعية إلى رفض الإطار، ولغاية الآن تشترط بعض الغاليريات العالمية الكبرى عرض اللوحات بدون إطار.

Email