ابتعاد الكُتَّاب وغياب الدعم وراء أزمة المسرح المصري

■ مشهد مسرحي يعبر عن انعدام المشاهد وصمت الراوي - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبب عزوف الكُتّاب والمؤلفين عن المسرح خلال السنوات الأخيرة في أزمة حقيقية يعاني منها المسرح المصري؛ فلم يعد هناك كُتّاب يوجهون أقلامهم إليه كما كان في السابق، مفضلين أن تذهب أعمالهم إلى الشاشة الفضية (السينما) أو شاشات الفضائيات عبر المسلسلات الدرامية؛ ما أفقد المسرح الكثير من بريقه.

فبعد سنوات من إبداعات جيل من كبار الكتاب كرَّس فنه لتقديم أعمال مسرحية ذات قيمة فنية، أمثال سعد الدين وهبة ولينين الرملي وغيرهما، ابتعد مواهب الجيل الحالي من الكُتّاب، ومن قبلهم مواهب الجيل السابق.

عوامل

وأمام هذه الأزمة وسبب حلها، بدأ عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقاً الدكتور أحمد سخسوخ حديثه قائلاً: «استعادة المسرح كفنٍّ جماهيري أمر يحتاج إلى عديد من العوامل التي تدعم حركة المسرح».

واعتبر أن هناك شقين لتحريك المسرح واستعادة دوره كما كان في الماضي: الأول ممثل في تشكيل بنية تحتية للمسرح، من خلال بناء مسارح قائمة على الأسس العالمية، مشيراً إلى أن أغلب المسارح المصرية لا تتمتع بأسس البناء المسرحي الحديث؛ وهو ما يعيق العديد من الأفكار لتظهر على خشبة المسرح.

وأضاف: كما أن هناك احتياجاً لدعم البنية الفوقية، الممثلة في العقول المسرحية والباحثين المسرحيين الذين يدعمون الحركة المسرحية. وانتقد سخسوخ افتقار الدولة والمؤسسات الثقافية المنوطة للرؤية والاستراتيجية المستقبلية للمسرح؛ إذ لا تدعم وزارة الثقافة المخططات التنموية للمسرح.

كما تابع قائلاً: «ورغم وجود كُتّاب شباب واعدين يكتبون للمسرح إلا أنهم يتراجعون عن تجاربهم؛ نظراً لتهميشها وتجاهلهم، سواء من جانب الدولة أو الإعلام، فضلاً عن انتشار حالة الجهل بتاريخ المسرح لدى الجمهور؛ إذ تغيب شمس المسرح في حين تنمو فنون الشاشة بقوة».

عثرة وخطوات

ومن جانبه، قال الشاعر والدكتور حمدي شتا إن «حال المسرح المصري أصبح في عثرة من أمره»، ولتجاوز مرحلة الانحدار التي يعيشها أوضح «أن هناك عديداً من الخطوات التي بدورها تمكن المسرح من استعادة مكانته وسط الأنواع الفنية الأخرى ومنافسته للسينما والتلفزيون.

كما كان في السابق، ومن أبرز هذه الخطوات استعادة روح مسرح الدولة التي غابت لفترات طويلة وتوارت عن الأنظار، وذلك بدعم الدولة للمسرح والإيمان بقيمته في دعم الحركة الثقافية»، مؤكداً أن دور المسرح لا يقتصر على الكوميديا بقدر تقديمه للقيم والمفاهيم الصحيحة لبناء المجتمعات؛ ذلك من خلال ارثاء ثقافة المسرح ومكانته.

أما عن قلة الكتابة للمسرح في الآونة الأخيرة، فأشار إلى أن «هناك بالتأكيد كُتّاباً يكتبون للمسرح ويوجهون رسائلهم إلى متلقي المسرح، لكنهم قلة بالمقارنة بمن يكتب للدراما أو السينما، فضلاً عن أن تغييب المسرح يساهم في العزوف عن الكتابة له، وهي دائرة لا تنتهي».

كذلك، لفت إلى أن «أغلب الفنانين لا يتوجهون إلى المسرح؛ نظراً لقلة المبالغ التي تقدم لهم، كما أنه يحتاج إلى جهد وساعات شاقة من العمل»، واعتبر أن دعم الدولة والمؤسسات المعنية للمسرح سيجذب الممثلين الكبار إليه.

Email